المقاله تحت باب منتخبات في
27/12/2010 06:00 AM GMT
ويأتي، ككل نهاية عام، زمن المراجعة، المراجعة الثقافية التي لا تنفصل عن مراجعة المناخات الاجتماعية والسياسية والأمنية، المتلازمتين في بلد بات تسوده ذهنيتان: ذهنية الأحادية والأمننة الخاصة والتهديد والترهيب بالحروب والانقلابات، وأخرى مدنية متعددة تتمسك بالسلم الأهلي تمسكها بالمحكمة. وبين العالمين تدور الثقافة في تعابيرها وألوانها ومجاريها وتارة إزاء مراوحة، وأخرى إزاء اختراق. إنها الثقافة التي تشق طريقها محفوفة بالخطر، لكن أيضاً متوّجة بالمغامرة، كرهان أساسي على أن الفكر والإبداع والحرية متلازمة. بمعنى أن التمسك بالثقافة المشروطة بظروفها، عنصر أساسي من عناصر هذا البلد، واختيار من اختياراته العضوية: لا ثقافة بلا حرية. ولا حرية بلا ثقافة. لا ثقافة ينقصها هواء الحياة الجامحة، ولا حياة من دون ثقافة تعبّر عن اعتمالاتها وهواجسها وتجاربها. لا ثقافة استسلام وتواطؤ. ولا حياة منكسة. إنها مراجعة المراجعة، هذا العام، في الأدب والشعر والمسرح والموسيقى والسينما والفكر... على حلقات، توفر المادة المعلوماتية، وما تيسر من المقاربات. هنا الحلقة الأولى.
كوليت مرشليان قد تكون الأحداث الثقافية التي شكلت المشهد الثقافي العام في العالم لسنة 2010 متنوّعة غير أنها ومن دون شك على ارتباط دائم ووثيق بالكتاب: أهم إصداراته، مبيعاته، ترجمته، الجوائز التي تكرّس أسماء أو تهمل أسماء أخرى، قضايا ومسائل يطرحها الكتّاب وأمور تتعلق بأحوال المؤلفين والأدباء والفلاسفة وأفكارهم، ونظريات في الرواية والشعر والفلسفة، وفي العلوم كما في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي وغيره... وفي كل هذا يبدو أن الكتاب هو البطل ما يجعله محطّ أنظار العالم فالترجمة أخذت حيّزاً واسعاً في هذا الإطار وجعلت الثقافات تدخل في عمق التحاور والتواصل. أين كان الكتاب بشكل عام هذه السنة؟ ما كانت أهم الإصدارات؟ ما المؤلفات التي كرّستها الجوائز العالمية؟ من صعد نجمه؟ من تصاعدت نجوميته؟ ومن رحل وغاب؟ قد يكون من الأمور الصعبة إجراء هذا الإحصاء بالكامل إنما يمكن تصوير المشهد الثقافي العام في ما يشبه الجردة السنوية التي تضع بعض النقاط والإشارات فوق كتابات لمعت وتوهّجت وتركت بصماتها. في باريس وحدها صدر أكثر من 700 رواية فرنسية وأجنبية ومن أميركا وبريطانيا وإسبانيا والمكسيك والأرجنتين... أسماء لمؤلفين مكرسّين وجدد وروايات تُطرح في ما يشبه التواصل بين أقطاب العالم. ومن أبرز الروايات لهذا العام:
[ الروايات - "أرق النجوم" للفرنسي مارك دوغان وتحمل رمزاً شعرياً وتدور أحداثها في فضاء الفلسفة القديمة ويطرح فيها المؤلف السؤال: "هل أن النجوم قد ماتت منذ ملايين السنين؟ وهل صدق آلهة الأولمب؟". - "الخارطة والأرض" للفرنسي ميشال هولبيك وتحكي قصة مصالحة بين أب وابنه كما تضع شخصيتين هامشيتين في مواجهة دائمة: رسّام مهووس بالخرائط وكاتب فرنسي خمسيني ليس سوى الكاتب وتقع في 430 صفحة. - "حين تصفر ريح الشمال" للكاتب النمسوي دانيال غلاتاور وتحكي قصة حب معاصرة جداً تنمو فصولها عبر رسائل البريد الإلكتروني، وهذه الرواية جذبت مئات الآلاف من القرّاء في النمسا وألمانيا حتى صارت اليوم واحدة من قصص الحب المعاصرة الأكثر شهرة مع البطلين: "إيمّا" و"ليو". - "النقطة أوميغا" للروائي الأميركي دون ديلليلو يقدّم فيها المؤلف بطله الشاب جيم فينلاي الذي يحاول الحصول على اعترافات من أستاذه الجامعي حول تعاونه مع البنتاغون أثناء الحرب على العراق وتجري أحداث غير متوقعة تصب جميعها في التجربة الفكرية والفلسفية والإنسانية المعاصرة التي يصوّرها ديلليلو بأدق تفاصيلها المؤثرة والجريئة. - "أغفا بوكس" رواية جديدة للألماني غانتر غراس صدرت هذا العام بعد السيرة الذاتية له "قشرة البصلة" التي أثارت بلبلة في الأوساط الثقافية الألمانية بسبب اعتراف هذا الأخير بانخراطه في الصفوف النازية في شبابه ولفترة محددة. أما "أغفا بوكس" وتتصدر الغلاف صورة كاميرا قديمة فيروي فيها الكاتب سيرته مجدداً إنما من وجهة نظر مختلفة ويمكن القول بأنها هذه المرة سترضي الجميع ليس لتنازلات لديه إنما بسبب جمالياتها في السرد الحميم وهو يترك العنان فيها لأبنائه ليخبروا على طريقتهم قصة حياة الوالد الكاتب الشهير وعدد الأولاد ثمانية. وغراس في كل هذا السرد المحموم يتصفّح ألبومات صور العائلة وتتعاقب الصور والذكريات عبر كاميرا سحرية تحملها "ماري العجوز" الصديقة القديمة وتصوّر كل من يروي فصلاً من فصول السيرة. - "الأفق" رواية الفرنسي باتريك موديانو شكلت حدثاً ثقافياً فرنسياً بارزاً لأن موديانو أرادها هذه المرة عاطفية بامتياز بعد سلسلة أعمال له جمع فيها دائماً مسألتين بارزتين: البحث عن الهوية وبالتالي البحث عن الذات مقروناً بقضية عصرية وهي الشعور الإنساني الفردي بضعفه أمام الفوضى والعبثية في المجتمعات كافة: في "الأفق" كتب موديانو قصة حب هائلة بين رجل وامرأة افترقا بعد عشق عاصف ليلتقيا بعد أربعين عاماً حين قرر هو البحث عنها من جديد، وقد باع موديانو من هذا الكتاب ما لم يكن متوقعاً له. - "أرامل إيستويك" للأميركي جون أوبدايك صدرت مطلع العام وبعد أشهر على رحيل المؤلف الذي أصدر عام 1984 "ساحرات إيستويك" وسرعان ما أصبحت واحدة من أروع القصص وتمّ اقتباسها الى السينما. واليوم وبعد 26 عاماً تعود الساحرات الخارقات إنما بشكل مختلف، فهنّ فاقدات لقوتهنّ كئيبات وسريعات العطب: كتابة مؤثرة وكأنها كتابة وداعات أو بداية لهذا العالم، وقد صدرت أيضاً في ترجمة مذهلة الى الفرنسية منذ شهور قليلة. - "حتى الصمت له نهايته" لإنغريد بتانكور صدر في باريس وهو شهادة لامرأة قوية تمّ اختطافها من قبل قوات عسكرية في كولومبيا وتحكي تجربتها التي أذهلت النقّاد وقد تمّ اختيار الكتاب في رأس قائمة "أفضل 20 كتاباً لهذا العام" بحسب أكثر من مؤسسة ثقافية. - "الكون شيء غريب في نهاية المطاف" هو عنوان رواية الفرنسي جان دورميسّون الجديدة وقد نالت استحسان النقّاد لما حملته من أبعاد فلسفية جميلة واستقطبت القرّاء حول تجربته الأخّاذة التي جمعت في آن الأدب والعلوم والفلسفة... - "تطهير" رواية مؤثرة لموهبة شابة وواعدة اسمها صوفي أوكسانن وهي من أستونيا وتروي قصة مؤثرة ومؤلمة فيها من الذكريات ما يستعيد حقبة عسكرية كاملة في بلادها وقد تمّ تصنيفها على أنها من أجمل الروايات الأولى لكاتب واعد. - "طعم بذور التفّاح" للألمانية كاترينا هاغينا رواية أثنى عليها النقّاد بقوة لجمالية النص الذي يروي سيرة ثلاثة أجيال من النساء في عائلة واحدة. - "محيط من الخشخاش" للكاتب الهندي أميتا غوش كتبه بالإنكليزية ويجمع شخصيات متفاوتة الانتماءات في باخرة واحدة تتجه نحو جزيرة موريس... أما زمن الرواية فهو 1838 والباخرة تنطلق من الهند نحو أجواء ساحرة. وأميتا غوش كرّسته سنة 1990 "جائزة مدسيس" عن روايته "نيران البنغال"، ومن حينه ينتظرها القراء بشغف. - "سارق الظلال" للكاتب الفرنسي مارك ليي صدرت هذا العام لتضاف الى مجموعة أعمال روائية تدهش القرّاء وتحيّر النقّاد: ففي حين يكتب النقّاد أن أعمال ليي "تصلح للقراءة في محطات القطارات والمترو والسفر الطويل" يبيع ليي الملايين من نسخ أعماله وهو "الفرنسي الأكثر مبيعاً في العالم". وفي "سارق الظلال" كتب: "وماذا إذا التقى يوماً الولد الذي كنتُ بالرجل الذي أصبحت؟". - "الطفل المريع" لفيرجيني ديسبانت رواية جديدة لهذا العام لاقت نجاحاً كبيراً على غرار روايتها للعام الماضي "مارس الحب معي". - "شكل حياة" رواية الفرنسية آميلي نوتومب الجديدة تعاطت فيها وبشكل مباشر مع قرّائها عبر قصة واقعية حصلت معها وتخيّلت لها نهاية ومفاصل وتفاصيل على طريقتها، وهي تردّ في روايتها على رسالة وصلتها من مقاتل أميركي في العراق يخبرها عن خيبته ويأسه وحول هذه الرسالة بنت نوتومب "شكل حياة" الذي صورت فيه خيار هذا العسكري الذي يمكن أن يكون خيار أي إنسان في ظروفه. - "القلب المنتظم" للروائي أوليييه آدام حيث يضع الكاتب نفسه مرة جديدة مكان بطلته وهي امرأة تدعى سارة تمضي في مغامرة ورحلة وتصل الى سؤال وجودي عميق. - "ومضات" سيرة متخيلة لأحد عظماء التاريخ وهو المخترع والعالِمْ الصربي نيكولا تيسلا والذي لم يأخذ حقه ولم ينصفه التاريخ كتبها جان إشينوز. - "التحقيق" للفرنسي فيليب كلوديل رواية بلغت حداً كبيراً من الغرابة، فبطل كلوديل "المحقق" يدخل مدينة لا اسم لها ولا اسم لكل شوارعها وناسها وهناك يجري تحقيقه لمعرفة سبب انتحار عدد كبير من سكانها. - "الحب جزيرة" للكاتبة كلوديا غالاي بعد روايتها "المتدفقات" في السنة الماضية التي حازت عدداً من الجوائز وبيع منها 300 ألف نسخة واقتبست الى السينما. في "الحب جزيرة" اختارت غالاي مسرح أحداثها "مهرجان انيون" عندما تعرض الى التوقف القسري عام 2003 وفي هذا الإطار تصوّر ثلاث قصص حب مختلفة مع ثلاث شخصيات. - "جزيرة سوكوان" للأميركية داييد آن وتروي سيرة رجل وابنه يعيشان في كوخ ضائع في غابات الاسكا ويعانيان من الإدمان. الكتاب أذهل النقّاد وجعل مؤلفه يدخل دائرة الكتّاب الشباب المكرّسين. - "بانتظار بابيلون" لأماندا بويدن البريطانية المعروفة بإحساسها السردي المرهف والكتاب أشبه بنغمة فيها من الجاز والبلوز وهي موجهة الى ذكرى نيو أورليانز ما قبل كارثة الإعصار الذي ضربها قبل سنوات، وأماندا هي زوجة الكاتب الشهير جوزف بويدن. - "الإعصار" رواية أخرى للكاتب الفرنسي رولان غوديه الذي وصف أيضاً مثل بويدن الإعصار الذي ضرب في نيو أورليانز، والكتاب مشوّق ربط فيه الأحداث الواقعية التي يصفها بنظرة فلسفية عميقة الى مصير الإنسان ولعبة الأقدار المربوطة بجدلية واسعة. - "أولمب الخائبين" للجزائري ياسمينا خضرا صدر له بعد "الاعتداء" منذ سنوات والذي كان له الوقع الكبير وقد تناول فيه شخصية "انتحاري" في فلسطين. - "سهرة في القاهرة" للكاتب الفرنسي روبير سوليه تحكي جزءاً من سيرته وطفولته في موطنه مصر وقد لاقت استحسان النقّاد كما كل رواياته وكان أولها "الطربوش" في باريس. - "مبتدئون" للروائي ريمون كارر وهو النص الأصلي والكامل لكتاب صدر في العام الماضي "حدثني عن الحب" بعد أن رفضه كاملاً الناشر، غير أن نجاحه الهائل جعل الأخير يعيد النظر بالنص الأصلي. - "الفيلسوف العاري" لألكسندر جوليان رواية صدرت في باريس وتحمل بعداً فلسفياً في إطار مذكرات خاصة تحكي كيفية الصراع ضد المشاعر الشغوفة التي تعيق منطق العقل. - المرور خفيف الى الفراغ" لنيكولا راي كتاب لفت انتباه النقاد لكاتب شاب تجربته واعدة. - "مذكرات حميمة" لصوفي تولستوي جمع أقسام مذكرات زوجة الكاتب الكبير ليون تولستوي في مناسبة مئوية رحيله: 48 سنة من الحياة المشتركة مع صوفي مع 13 ولداً و30 رواية.. - "هنريتش هيملر" للألماني المؤرخ الكبير بيتر لونغريتش وفيه سيرة لهيملر أضافت الكثير من المعلومات على الأسطورة. - "غنائم" للكاتبة الأميركية موهايدر وهو من ابرز ما كتبته حيث تقول في الرواية انه "في نهاية المطاف أي انسان قد يصبح في أحد الايام غنيمة أو فريسة للآخر"... - "لماذا نقرأ "كتاب للفرنسي شارل دانتزيغ حصد نجاحاً وتفصله خمسة أعوام عن كتابه الشهير "قاموس الأدب الفرنسي الأناني"، وهو يدون فيه مئة أسلوب وأسلوب للقراءة.. - "مجرد أطفال" للكاتبة الانكليزية باتي سميث وفيه سيرة للمرأة الشاعرة في السبعينات التي وصفها دالي "المرأة الغراب" وتحكي في الكتاب قصتها مع زوجها المصور الفوتوغرافي روبرت مابلتورب. - "قصة أهالي الكتاب، من بلزاك الى مارغريت دوراس" كتاب مؤثر للكاتبة آن بوكيل بمشاركة اتيان كيرن ويحكي من وحي واقع حياة كتاب معروفين صراعات الأهل الذين رفضوا في زمنهم مهنة الكتابة لأولادهم لأنها كانت تعني التشرد والفقر والغرابة.. أما أولادهم فكانوا: هوغو، بلزاك، رامبو، بروست وغيرهم.. - "نديتا" للكاتب ر.ج. إلروي الأميركي ويحكي فيها قصة خطف ابنة الحاكم في لويزيانا في أجواء مافياوية بامتياز. النقاد اعتبروا الرواية ممتازة لكن تهافت القراء على شرائها كان لسبب أكبر وهو شهرة روايته السابقة "وحده الصمت". - "غداً أبلغ العشرين" للروائي الآن مابانكو الذي كرسته عام 2006 "جائزة رونودو" عن روايته الأولى "مذكرات خنزير وحشي". - "انحطاط الرمز المعبود" دراسة لفتت أنظار الكتاب والنقاد على حد سواء لميشال أونفراي حاول من خلالها المؤلف ضرب رمز وأسطورة التحليل النفسي عبر شخصية العالم والمحلل فرويد ويطرح التالي: "كان فرويد كاذباً مخادعاً ينتمي الى فئة المحافظين المتشردين ومناصراً للأنظمة المستبدة". - "منتصف الليل" كتاب جديد للمؤلف دان فرانك ويتضمن ملفاً ضخماً في موضوع لطالما جذب الفرنسيين وهو "الكتاب في زمن الاحتلال: مقاومون وحلفاء"، ويطرح السؤال التالي: "ماذا فعل الكتاب والشعراء والمخرجون والمسرحيون في مرحلة الحرب العالمية الثانية: اين كانوا؟ ماذا كتبوا؟"
[ ايف بونفوا - "غير القابل للانجاز" للشاعر الفرنسي ايف بونفوا وضع فيه أجمل الحوارات الأدبية والفلسفية العميقة التي أجريت معه في حياته. - "الحب الأخير في حياة جورج صاند" للكاتبة إيفلين بلوش دانو ما بين الرواية والتوثيق وتصف فيه المؤلفة المرحلة الأخيرة في حياة صاند العاطفية الصاخبة مع حبها الأخير للنحات الكسندر مانسو. - "زوجة شارلو" من تأليف الكاتب الشهير في السير برتران مايير ـ ستابلي ويحكي فيها قصة حياة زوجة الممثل الشهير شارلي شابلن وتدعى "أونا" وهي التي أنجبت له ثمانية أولاد وغيرت مسار حياته. - "كارلا وأصحاب الطموح" يطرح السؤال: "من هي كارلا بروني ساركوزي؟ للمؤلفين مايكل دارمون وإيف دوريه. - "أيام ستيفان زفيغ الأخيرة" دراسة للباحث لوران سيكسيك الذي حاول كما العشرات من قبله فهم الأسباب التي جعلت الكاتب النمسوي ستيفان زفيغ ينتحر. - ستيفان زفيغ، الصديق المجروح" للكاتبة دومينيك بونا ايضاً وأيضاً حول زفيغ ولغز موته منتحراً مع زوجته تاركاً كلمة: "السلام على أصدقائي، وهل سيتمكنون من رؤية الفجر بعد الليل الطويل! أنا فقدت صبري، وسارحل قبلهم!". ونأتي أيضاً على ذكر بعض العناوين المهمة في اصدارات العام المنصرم ومن أبرزها: - "السر الكبير" لفانسان كوفيلليه - "البير كامو، ابن الجزائر" للمؤلف الآن فيركوندولي - "آتي من كل طفولتي" لجاك سالومي - "سناجب "السنترال بارك" يشعرون بالحزن يوم الاثنين" لكاترين بانكول. - "ابنة ابيها" لآن بيريست - "قمر الليل" لبيرسي كامب - "اسئلة الى والدي" لإيريك فوتورينو؟.
[ صالون الكتاب الفرنكوفوني وإذا كان لا مجال لذكر كافة الاصدارات لهذا العام ونكتفي ككل سنة بتحديد ما برز منها، لا بد من الاشارة الى الدور الكبير الذي يلعبه "صالون الكتاب الفرنكوفوني" في بيروت الذي يحمل معه دوماً ابرز المؤلفات وأجملها وأيضاً عدداً كبيراً من الكتاب الذين يأتون بأعمالهم الى حفلات توقيع ولقاءات مباشرة مع القراء. ودائماً هناك المخطوطات القديمة التي تظهر الى العلن كل فترة زمنية حاملة معها اضاءات على غموض هنا أو تفسيرات لنصوص لم تنشر بعد.. ومن الاكتشافات المتنوعة في عالم الأدب والكتابة لهذه السنة: صور ومخطوطات غير منشورة للكاتب الفرنسي سانت اكزوبري كانت من ممتلكات عائلة ريمون جورييز الذي كان طياراً أيضاً وشارك الأديب خلال الحرب العالمية الثانية مجموعة طلعات جوية مشتركة.
[دوغول - كذلك أطلقت فرنسا إلى العلن مجموعة نصوص غير منشورة للجنرال دوغول في ذكرى ثلاث مناسبات تاريخية: مولد شارل دوغول عام 1890، وهو أطلق نداءه الشهير عام 1940 ومات عام 1970، وتضمن النصوص أيضاً مراسلات غير منشورة له.
[ .. ورامبو - كذلك تم اكتشاف وثائق وصور جديدة للشاعر رامبو أثارت جدلاً وأكدت أن شاعر التمرد أرثور رامبو لا زال نجماً في سماء الشعر الفرنسي في العالم، أما الصورة الجديدة فقد نشرتها الصحف ويجلس فيها الشاعر والتاجر رامبو مع مجموعة أصدقاء في عدن وهو لا يشبه صورته وهو مراهق مسحور بالشعر وباكتشافه: الصورة صدمت البعض وعول عليها البعض الآخر لأنها قد تفتح آفاقاً جديدة في دراسة فصول حياته الغامضة. - كذلك صدرت رسائل للرسام فان غوغ مرفقة برسوم جديدة له في كتاب بستة اجزاء: "فنسانت فان غوغ: الرسائل" والكتاب الساحر يقع في 2180 صفحة وفيه 903 رسائل.
[ .. وداروين - كما كشفت المكتبة الأثرية في أمستردام عن أول نسخة من كتاب عالم البيولوجيا الانكليزي داروين صاحب النظرية الشهيرة في "النشوء والارتقاء" والكتاب المكتشف يحمل عنوان "آثار الخصوبة في المملكة النباتية" ويرجع تاريخه الى العام 1876. أما العام 2010 فقد حمل من جملة ما حمل من اكتشافات ومفاجآت إضاءة على شخصية روائية تحولت إلى أسطورة وهي "أحدب نوتردام" أو "كيزيمودو" في رائعة "نوتردام دوباري"، وهذا الأحدب الذي تركه الشاعر هوغو ميتا في نهاية القصة تحت قدمي حبيبته الغجرية المقتولة لم يعد مجهول الهوية. ويعود الفضل الى العامل في التوثيق البريطاني أدريان غروو الذي كشف في صحيفة بريطانية من العام 1829 وثيقة تؤكد ان "كيزيمودو" كان فعلاً يعمل في تكسير الحجارة في عملية ترميم الكاتدرائية وقد شاهده فعلاً فيكتور هوغو هناك في فترة كتابته للرواية.
[ جوائز كرس العام 2010 عبر جائزة نوبل للآداب الكاتب البيروفي الكبير ماريو فارغاس يوسا (74 عاما) وقد اختارته الأكاديمية السويدية تتويجاً لأعماله التي تجسد هيكليات السلطة" وتكريماً لتصديره اللاذع والحاد لمقاومة الفرد وتمرده وهزيمته"، ومع هذه الجائزة جرج يوسا من نجوميته الضيقة في أميركا اللاتينية الى العالم. كذلك نذكر بعض الجوائز المهمة في العالم التي كرست بعض الأسماء: - "جائزة غونكور": للروائي ميشال هولبيك عن "الخارطة والأرض" - "جائزة رونودو" لفرجيني ديبانتي عن روايتها "ابو كاليبس بي بي" - "جائزة مديسيس" لمايليس دوكيرنفال عن "ولادة جسر". - "جائزة مديسيس" لكتاب أجنبي لدايفيد فان عن كتابه "جزيرة سكوان". - "جائزة فيمينا" لباتريك لابيير عن "الحياة مختزلة واللذة بلا نهاية". - "جائزة الأكاديمية الفرنسية" لايريك فاي عن كتابه "ناكازاكي". - "جائزة امير اوستوريس" نالها الكاتب اللبناني امين معلوف عن مجمل أعماله.
[ مناسبات وقد شهد هذا العام مناسبات ومئويات كثيرة تسترجع كباراً مروا وتركوا أثراً عميقاً في البشرية وفي حين كرمت فرنسا كاتبها البير كامو في ذكرى مرور خمسين عاماً على رحيله، كرمت روسيا الثلاثي الكبير من أدبائها: تولستوي في الذكرى المئوية الأولى لرحيله ودوستويفسكي في ذكرى مروو 150 سنة على صدور أولى رواياته وتشيخوف في الذكرى المئة والخمسين لولادته.
[ رحيل وقد غاب كبار من عصرنا في كل أقطاب العالم منهم الأميركي إيريك سيغال الذي كتب "قصة حب" الخالدة والتي اشتهرت أكثر عبر اقتباسها للسينما في العام 1970. كذلك رحل الكاتب الأميركي الكبير ج.د. سالنجر والفرنسي برنار كلافيل وباتريك كوفان وايضاً الكاتب البرتغالي جوزيه ساراساغو الذي حاز جائزة نوبل للآداب عام 1998، والكاتب الأكثر شعبية في المكسيك كارلوس مونسيفي والروماني جان بارفولسكو.. عام مضى وأحداثه كانت كثيرة، مدهشة ومؤلمة في آن، واذا السنوات الراكضة والمسرعة تتشابه من بعيد، فهي مختلفة ومتنوعة حين نراقبها عن كثب بابداعات كثيرة تطل من كل أقطار العالم، واذا الكتاب وضع على المحك منذ أعوام وصارت هويته "الورقية" في خطر أمام ظاهرة الكتب الرقمية على الانترنت وعبر العالم، فهو يشهد "فورة" غريبة في كل العواصم الثقافية تجعله يضع المسؤولين والمراقبين امام جدلية واسعة عنوانها العريض: وهل سينجح الكتاب الرقمي بالاطاحة بالورقي الممتع والتقليدي والذي دخل في تركيبة حياة الانسان منذ عصور؟ حتى الآن يصل الجواب من الأرقام المذهلة لطباعة الكتب من حول العالم كما ارقام مبيعاتها التي عادة ما تترافق مع نجوميتها.
|