الدكتور حاتم الصكر يلقي محاضرة في أبو ظبي

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
02/03/2010 06:00 AM
GMT



استضافت جماعة الأدب في مقر اتحاد كتاب وأدباء الامارات فرع أبو ظبي الناقد الكتور حاتم الصكر مساء يوم الثلاثاء المصادف 23/02 / 2010 . وفي بداية الأمسية رحب الشاعر والناقد العراقي ذياب شاهين بالدكتور الضيف باسم الجماعة ثم قرأ شيئا من سيرته الذاتية كما قرأ ورقة بعنوان"حاتم الصكر ، اقتراحات في الكتابة الجديدة لخص فيها جوانب من  رؤية الضيف.
بعد ذلك ابتدأ د.حاتم الصكر أمسيته بحضورأعضاء جماعة الأدب وأصدقائهم وهم من الأدباء العرب المقيمين في دولة الامارات العربية ، حيث شكر الصكر الجماعة لدعوتهم له وقال أيضا إن ورقة الشاعر ذياب شاهين وقعت على المفاصل المهمة لرؤيته النقدية في إصداره الجديد( في غيبوبة الذكرى.دراسات في قصيدة الحداثة)، ثم شرح للحضور سبب اختياره لعتبة إصداره وهي عتبة شعرية لكتاب نقدي وقال إنه قد استعارها من أحد نصوص الشاعر العراقي القتيل محمود البريكان التي يقول فيها:
تحتضر الطيور في أوكارها
تنطرح الوحوش في الكهوف
تنكفئ الثعالب الشمطاء في الأوجار
تنجذب الأفيال
إلى مكان صامت في آخر الغابة
مزدحم بالعاج والهياكل
حيث تموت موتها
ووحده يموت في داخله الانسان
في العالم الباطن
في مركز السريرة الساكن
في غيبوبة الذكرى
ثم بعد ذلك تطرق إلى متن الكتاب مشيرا إلى وجود مشكلتين أساسيتين حاول أن يلقي عليهماالضوء الأولى ترتبط بالتلقي وسماها مشكلة التلقي والثانية ترتبط بما يكتب عن الشعر، وقال إنه مستغرب من وجود كلمة تحريم بحق القصيدة الحديثة وكتابه يمثل دفاعا عن قصيدة الحداثة سواء مما يندرج تحت الشعر الحر أو أو قصيدة النثر، وهو يقترح مقتربات لقراءة قصيدة النثر منها السرد وأشار بذلك إلى كتابه مرايا نرسيس وكيف تابع السرد فيه وقال إن السرد يخلص القصيدة من الغنائية، وكذلك وجود تنافذ بينها وبين الفنون المجاورة كالرسم والسيما ووجدأن شعرية النص بدأت تخضع لهذه المؤشرات، ثم قال  إن القصة القصيرة جدا هي عبارة عن تلاقح بين تقنية اللمحة وقصيدة الهايكو ويمكن اعتبارها قصيدة نثر، ثم تطرق لأجزاء الكتاب حيث قال إنه درس قصيدة الحدث في نصوص شعراء مهمين منهم محمود درويش وأدونيس وسعدي يوسف، ويقول إن نص أدونيس ينبثق من رؤية جحيمية تحاول تصوير المشهد وهي تطير فوقه دون أن تتقيد بحدوده ويستشهد بهذا النص:-
الجحيم.إله جسد من حديد
 وعينان جرثومتان
أبجدية هول
والطريق إلى موتنا ترجمان
ثم تكلم حات الصكر عن قصيدة السيرة ، وقال بوجوب أن تقرأ السيرة الذاتية قراءة مطابقة  عكس الشعر الذي يجب أ ن تقرأ في السيرة قراءة مماثلة، واستشهد بدرويش أيضا لكنه أقر بأن الشعر لا يمكنه أن يستوعب السيرة عكس السرد وذلك لما ينطوي عليه الشعر من قوانين كابحة تقلص حرية الشاعر كالوزن والايقاع والتكثيف وغيرها.
ثم تكلم عن قصيدة المنفى  وأشار إلى القصيدة المهجرية عند روادها الأوائل، ويحاول الصكر أن يجد ملمحا فلسفيا للغربة والاغتراب، حيث يتشقق المكان لديه إلى أمكنة عديدة ويحدث الصراع بين هذه الأمكنة لدى الشاعربين مكان مهجور جسديا ولكنه مطلوب شعوريا وعاطفيا ومكان مسكون ومستقر فيهلكنه معاد ومعاكس للحلم القديم، ويستشهد الصكر بشعراء من مثل أمين الريحاني وبلند الحيدري وسركون بولص.
ثم تكلم عن الشعر السياسي والشعر الوطني وتكلم عن رموز هذاانوع من الشعر من مثل مظفر النواب وأحمد فؤاد نجم ، وكذلك عن السياب أيامحزبيته والبياتي وغيرهم، كذلك حول الصكر أن يفر بين الشعر والقصيدة حيث يرى أن الشعر كيان ثابث والقصيدة واجهة متقدمة له ، ويجد أن القصيدة للقاءة والشعر للانشاد، ولمح أن التغير يحدث في القصيدة أولا لتضيف لكيان الشعر الكبير.ثم تكلم عن قصيدة النثر وبلبلة المسمياتوكذلك عنها وعن حجاب التلقي حيث قال إن أول من تنبه إليه هو جبرا ابراهيم جبراالذي قال بوجوب حجاب بيننا وبين وعينا.
في نهاية المحاضرة جرى حوارا مفتوحا ووجهت أسئلة مهمة للسيد المحاضر من قبل الأدباء الحضور وقد أجاب عن الأسئلة كافة وامتدت المحاضرة حتى الحادية عشرة ليلا.
أصداء المحاضرة في الصحافة
كتب السيد محمد ثابت مراسل صحيفة الخليج تحت عنوان حاتم الصكر يعاين خريطة الشعرية العربية الحديثة قائلا:-
أحيت جماعة الأدب في اتحاد أدباء وكتّاب الإمارات في فرع أبوظبي أمسية ثقافية نقدية استضافت فيها الناقد العراقي حاتم الصكر وقدم للأمسية الشاعر العراقي ذياب شاهين حيث عرض أبرز أفكار الصكر النقدية، وبخاصة ما ضمنها كتابه الأخير “في غيبوبة الذكرى” دراسات في قصيدة الحداثة، الصادرة عن كتاب مجلة دبي الثقافية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي .
 
تحدث د . الصكر حول أزمة شعر وتطور اليوم في ظل أزمة قلة المقروء من الكتب في الوطن العربي، بوجه عام، أما ثاني الأزمات التي عرض لها فهي أزمة الشعر الحداثي نفسه حتى الأربعينات من القرن الماضي .
 
وتناول الصكر هذه القضية بالتفصيل في كتاب سابق له، مشيراً إلى قصيدة الحداثة وما يرهقها من سرد شعري، وهيمنة الذات التي ازدهرت في ظل شعر المهجر، وخضوع الكثير من تلك القصائد لسطوة تسميات الشوارع وغيرها من المفردات الحياتية، مروراً بتجربة الشاعر الراحل محمود درويش، في السيرة شبه الذاتية التي ضمنها كتابه “لماذا تركت الحصان وحيداً؟” .
 
ثم تطرق الصكر لكون الناقد بمثابة قابلة للنص الأدبي لا والده، ولكنه قد يكون أكثر حنواً عليه من والده، ثم تناول مصطلح، قصيدة النثر، في ظل ما سماه بلحظة الحداثة الثانية اليوم، وأرجع المصطلح لأدونيس فيما أراد أن يعبر عن اجتذاب تقنيات نثرية بمنهجية شعرية، ثم دلف الصكر لتقليدية الكثير من قصائد النثر اليوم في مقابل قصائد أخرى تقدم حلولاً لتلك الحالة، وفي مواجهة تقليدية الكثير من الشعر العمودي أيضاً، ودلل على ذلك بقصيدة درويش في استشهاد محمد الدرة، ثم تطرق لقصيدة المنفى الجديدة كأحد روافد تجديد الشعر الجديدة . . بما تحتويه هذه الظاهرة من وجهة نظره من غربة وفقر “وإن كان هناك شعراء سياسيون فهموا اللعبة فهماً جديداً”، وعاب الصكر مفهوم الناقد السعودي عبدالله الغذامي للحداثة وحصرها داخل النسق، وفي النهاية تعرض المحاضر لنماذج من الشعر تؤكد آراءه بداية من بدر شاكر السياب في “مدينة بلا مطر”، و”قال قلبي” للشابي، وقصيدة “غياب الشاشة” لمحمود البريكان، و”مخبز في الناصرية” لعقيل علي .
 
وفي مداخلات للحضور أكد الصكر أن مصطلح قصيدة النثر يمثل أحد الأخطاء المعرفية السائدة، وعن معايير قصيدة النثر قال انها تعود لنتاج النص بحيث تكون الذات هي التي توجه خطابه وتقوده .