المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
20/02/2010 06:00 AM GMT
صدر عن منشورات "الـجَـمل" في بيروت مؤخرا ديوانان جديدان للشاعر سعدي يوسف . الديوان الأول يحمل عنوان "الديوان الإيطالي" ويقع في حوالَي تسعين صفحة، وتضمّ القصائدَ التي كتبَها الشاعرُ في إيطاليا عن المشهد الإيطاليّ ، ومن بينها قصيدتان طويلتان إحداهما بعنوان " قصائد فورتَيسّــا " عن قلعة فورتيسّا الحدودية الشهيرة بين إيطاليا والنمسا.والأخرى بعنوان " شِعاب جبليّة " تحتفي بالمشهد الريفيّ في جبال الأبنين. نقرأ من قصائد الديوان الإيطاليّ: شجرةُ الحَور التي أراها من النافذة الكبيرة في الغرفة الصغيرة ، شجرةُ الحورِ هذه ظلّت تقاوم الخريفَ حتى هذا اليوم الثامن عشــر من أكتوبـر . فجأةً اصفَرَّ نصفُ أوراقِها بينما ظلَّ النصفُ الآخرُ على خضرته الشاحبة اختفت الجبالُ ومنازلُها حتى أضواءُ المساءِ المبكِّــرِ لم أعُدْ ألمحُها. ......................... ......................... ......................... مطرٌ ضَبابٌ يهطلُ على القريةِ. العصافيرُ وحدَها سعيدةٌ بما يَحدُثُ. كوستا دي مورسيانو 18.10.2008 اما الديوان الثاني فهو بعنوان "في البراري حيثُ البرقُ" ويقع في ستٍّ وتسعين صفحةً ويضمُّ خمسين قصيدةً ، تتناولُ الشوكَ والوردَ ، وما يجعل الحياةَ حياةً . من بين قصائد هذا الديوان "اســتقالةُ الشــيوعيّ الأخير" التي يقول فيها قال الشيوعيُّ الأخيرُ : سأستقيلُ اليومَ لا حزبٌ شيوعيٌّ ، ولا هم يَحزَنون ! أنا ابنُ أرصفةٍ وأترِبةٍ ومدرستي الشوارعُ والهتافُ ولَسعةُ البارودِ إذ يغدو شميماً ... لم أعُدْ أرضى المبيتَ بمنزلِ الأشباحِ ، حيثُ ستائرُ الكتّانِ مُسْدلةٌ وحيثُ الماءُ يأْسَنُ في الجِــرارِ ، وتفقدُ الصوَرُ المؤطَّـرةُ الـملامحَ ... ....................... ....................... أستقيلُ وأبتَني في خيمةِ العمّالِ مطبعةً ورُكْناً ... سوف أرفعُ رايتي خفّاقةً في ريحِ أيلولٍ مع الرعدِ البعيدِ ، ومَـدْفَقِ الأمطارِ ، أرفعُها ولن أُدْعى الشيوعيَّ الأخير ! * الليلُ يأتي. لندنُ الكبرى تنامُ كعهدِها ، ملتفّةً بالمعطفِ المبلولِ أمّا في الضواحي ( ولأَقُـلْ هَـيْـرْفِـيْــلْـد) حيثُ يقيمُ صاحبُنا الشيوعيُّ الأخيرُ فقد أقامتْ ربّــةُ الأمطارِ منزلَــها عميقاً في العظامِ ... اللعنةُ ! انتفضَ الشيوعيُّ الأخيرُ : إن استَقَـلْتُ ، فأينَ أذهبُ ؟ إنّ ثمّتَ منزلاً لي ، فيه عنواني المـسَـجَّـلُ ... ولْـيَـكُـنْ بيتاً لأشباحٍ ! سأسكنهُ وأسكنُهُ لكي أُدْعى الشيوعيَّ الأخير !
|