المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
14/01/2010 06:00 AM GMT
جلال عاصم منذ حوالي أربعة عقود و"عبد الحسين الغراوي" يواصل عمله الصحفي، لم يترك حياً في مدينته البصرة وأطرافها القصية ، لم يَجبه و يكتب عنه . وهو يبسط يده ويقدم معارِفه المهنية وخبرته المكتسبة لمعاونة وتدريب كل قادم جديد للعمل في المجال الصحفي ، وخلال هذه الرحلة المهنية عمل مراسلا للعديد من الصحف العراقية والعربية والآن سكرتير تحرير جريدة " مداد" التي يصدرها المكتب الإعلامي لجامعة البصرة . وقد خصه اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة ، بجلسة احتفائية ،على قاعة القاص محمود عبد الوهاب، بمناسبة صدور مجموعته القصصية الثانية "حب آخر لكارنيكا"عن دار الينابيع/دمشق.أدارها الشاعر حامد عبد الصمد البصري،الذي ذكر:أن الغراوي اخترق قشرة الواقع القاسية ، وانحاز في كتاباته، إلى الفقراء والمعذبين والمهشمين اجتماعيا. وأضاف:" أن الغراوي عَرف كيف يوزع حياته بين الصحافة ومتابعاتها اليومية الخبرية والتحقيقات الميدانية والتقارير الصحفي المهنية، وعالم الأدب والقص بالذات ، وكذلك الكتابة للمسرح، و انه في كتاباته المتنوعة، صادقا كحياته ، وهو يطرح نتاجاته الأدبية بحياء على أصدقائه، مُصغيا لأرائهم وملاحظاتهم بتواضع وامتنان . وكشف البصري أن الغراوي لا يكتب قصصه بدايةً ، بل يُسجلها على كاسيت بلغة محكية أولاً، ثم يحولها إلى كلمات على الورق، ثم يطرحها بحياء وتواضع على بعض أصدقائه مصغيا بتواضع وحميمة لكل رأي يبدونه فيها. وتحدث القاص والصحفي عبد الحسين الغراوي موجها الشكر لمن حضر الاحتفائية، ومَنْ سيسهم فيها و لكل مَن سانده عند تعرضه لعمل إرهابي،لا زال يعاني منه ، عندما كان في بغداد لمتابعة عمله الصحفي. وذكر انه ابتدأ الكتابة منذ العام 1964 في محلة " الفيصلية" التي قدمت العيد من الطاقات الإبداعية في كل المجالات الفنية والأدبية والسياسية ثم عاملا في مطبعة حداد التي كان يملكها المرحوم القاص "يوسف يعقوب حداد" ، وخلال عمله فيها تعمقت رحلته في الصحافة والأدب، وان قصصه ومسرحياته، مستمدة من عالم الفقراء والمهمشين والمقصيين. وعمل مراسلا حربيا ورأى عذابات الجنود وموتهم المجاني الفاجع ، وحَول بعض ما عرفه ورآه إلى قصص، وتقارير واستطلاعات صحفية بعضها مُنع عن النشر. كما التحق مراسلا صحفيا بالمقاومة الفلسطينية ، وكتب عنها رواية قصيرة ، نُشرت بمجلة "الطريق" اللبنانية . وقُدمت في الجلسة شهادة القاص البصري المغترب "فيصل عبد الحسن حاجم"احتفاءً بالغراوي، وجاء فيها: ان فيصل وبعض قصاصي البصرة ، منهم الراحل مهدي جبر، وإلياس الماس محمد، والكاتب المسرحي الشيوعي سامي غياض الكعبي ، المعدوم شنقاً حتى الموت خلال الثمانينيات، والقصاصين رحيم كريم ووارد بدر السالم وجمال حسين علي والشاعر القتيل في الحرب العراقية-الإيرانية إسماعيل خطاب وآخرين،عاشوا أجمل أيامهم السبعينية، في غرفة الغراوي ، والتي تقع بمنطقة البصرة القديمة. وبحسب ما ذكره فيصل:" في غرفة الغراوي تم إشهار مجموعة قصص خطيرة ، في مسيرة القصة العراقية القصيرة ،عندما أقترح الشاعر حسين عبد اللطيف على القاص محمد خضير، وكانت مخطوطته القصصية موضوعةً على الطاولة الوحيدة في غرفة الغراوي، بأن يسميها (المملكة السوداء) بدلا عن (مملكة الأسماء) الاسم الذي كان قد أطلقه القاص خضير عليها. فوافق القاص محمد خضير على ذلك ، وبعثها الى وزارة الثقافة لتنشر ضمن منشوراتها. وذكر القاص فيصل في ختام شهادته التي قرأها نيابة ، الكاتب جاسم العايف: " بأن الغراوي لا يزال الكاتب الأوفى لمدينته ولناسِها وكتابِها وصحفييها، وهو باق فيها، يودع المسافرين، ويستقبل العائدين أليها ". ولخص الناقد خالد خضير دراسة الناقد جميل الشبيبي عن مجموعة الغراوي"حب آخر لكارنيكا" التي رأى فيها بأننا ندخل في المجموعة الى عالم تنحسر فيه الذات لصالح الآخر المجسد في جندي شجاع أو كهل يصارع صعوبات الحياة أو مآسي الحروب ولا يركع . امرأة عجوز تتأمل في وحدتها بعد أن غاب عنها أحباؤها. وأطفال يلعبون تحت وابل الرصاص والقذائف المعادية دون خوف،وجنود يخوضون الحرب بعلاقات مثالية فيما بينهم. ولاحظ الشبيبي انحسار نوازع العنف لدى الشخصيات القصصية ، و العنف يأتي من خارجها. و الغراوي إذ يرسم الظروف الصعبة التي تحيط بشخصيات قصصه،فأنه ايضا يفتح أفقاً رحبا أمامها لينتشلها من عذاباتها باتجاه عالم أفضل،و يحيط شخصيات قصصه المتوحدة مع نفسها، بجو من الألفة ، و يلجأ لجمال الطبيعية ، كي يخفف من حدة الآمها. وقدم الشاعر جبار الوائلي شهادة كتبها الناقد حيدر عبد الرضا عن "عبد الحسين الغراوي ..صحفياً بصرياً". وساهم الشاعر عبد الباقي التميمي بشهادة عن الغراوي. وقرأ الشاعر صبيح عمر عرضا للمجموعة كتبه الشاعر والكاتب محمود النمر ونشره في صحيفة "المدى". و قدم القاص سعيد حاشوش بعض الملاحظات الشفوية عن المجموعة.
|