المقاله تحت باب منتخبات في
08/01/2010 06:00 AM GMT
صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع رواية نساء العتبات، للكاتبة والروائية العراقية هدية حسين وهي من القطع المتوسط وتفع في 212 صفحة، وقد صمم غلافها الفنان نضال جمهور. هدية حسن الروائية المرهفة حد الانجراح بنصل الهواء، حين تفتش روايتها نساء العتبات ستجد ان الحرب والدمار يغطيان قامة شخوصها وان دم القتلى يغطي يديها،وهي تفتش عن الانسان في وسط كل هذا الركام، فهدية لا تكره شيئا قدر كرهها للحرب، لكنها تجد نفسها لمام عراق يركض فيه ابطالها ليفروا من جلودهم ، وبالرغم من فرار البطلة إلى عمان، بأمر من زوجها الضابط، إلا ان الحرب ترحل معها لتحياها ثانية بثانية، ولتراقب دمار كل شيء حتى الافتضاح. الحواجز كلها تنهدم حين تجيء الحرب، وتتكشف الخبايا لتطل جمار "الخادمة" من صوتها الذي لم ينطلق إلا في الحنين الى ذكرياتها، وعوالمها الماضية لتكتشف أمل، أن لجمار ذكريات وتفاصيل وحياة وقدرة على العشق والمواجهة. كثيرة هي التفاصيل، وضاجة هي الخطى رغم جسد الخوف الممتد والحرائق التي تعد باللاعودة إلى ما كان، فطوفان الحرب يجرف كل شيء، الواقع والحلم والذكريات . سيجد القارئ أن هدية حسين تعجن المفردة لتحكم بناءا سرديا قويا ومدهشا رغم شفافيته ونبضه القادر على التوالد من خلال المخزون الهائل من الأحداث والشواهد، وهي في ذلك تستند إلى ارشفة بدأتها واقعا منذ غادرت بغداد، ولا بد للقارئ المتمعن من ان يحس ويرى تلك الطاقة الاخاذة المتدفقة في البناء السردي للرواية واحداثها. لا تنطلق هدية حسين من الثابت المتوقع لتبني عوالم روايتها بل هي تدهشك وتجذبك إلى دهاليز النص بقدرتها الفذة على استيلاد الحدث وحياكته بمهارة قل أن تكون. ومن الجدير بالذكر ان هذا الكتاب هو التاسع لهدية حسين وقد سبق ان صدر لها عن دار فضاءات مجموعتها القصصية المتميزة" في البيت المسكون"
|