الجواهري قارئ روايات في أعوامه الأخيرة

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
29/12/2009 06:00 AM
GMT



يقدم صباح المندلاوي في كتابه «الجواهري: الليالي و الكتب» (بغداد ـ 2009) جانباً شديد الخصوصية و الأهمية من حياة الشاعر محمد مهدي الجواهري لا يعرفها ويحيط بتفاصيلها عل النحو الذي أحاط به، إلا من كان قريباً منه كالمندلاوي. ويتمثل هذا الجانب حصراً بقراءات الجواهري في أعوامه الأخيرة ورأيه بما ومن يقرأ لهم. وهذا ما دوّن الكاتب تفاصيله في كتابه. كان يقرأ له ويسمع منه مايبدي من ملاحظات أو يأتي به من آراء وتعليقات بعضها تاريخي وبعضها الآخر أدبي كان مؤلف الكتاب وهو يواصل القراءة والاستماع يدوّن ذلك كله جاعلاً منه مادة لكتابه هذا.
ومما قرأ الجواهري في هذه الأعوام الأخيرة الممتدة بين عام 1992 و عام 1997، أو قرئ له كتب بينها ما يتصل بتاريخ العراق الحديث والمعاصر في بعديه السياسي والاجتماعي، وبينها الرواية في نمطيها الكلاسيكي و الحديث، وقد احتلت جانباً مهماً من هذه القراءات... فمن الرواية الروسية في نمطها الكلاسيكي الى شولوخوف في «الدون الهادئ» التي أبدى إعجابه الكبير بها وبكاتبها مؤكداً مهارته في تصوير دواخل النفس البشرية بعمق وبساطة وبراعة. ومن فلوبير الذي استوقفته براعة التعبير عنده في «مدام بوفاري». الى نيكوس كازنتزاكي الذي استوقفته في روايته «زوربا» صورها الجميلة وعوالم شخصياتها ـ وهو الذي كان استوحى منها إحدى قصائده يوم قرأها للمرة الأولى عام 1969. وكذلك همنغواي الذي كان يرى فيه شخصية فريدة، وقد أعجب بقوله «إن الحياة أرجوحة ساحرة».
والى هذه الكتب تأتي كتب المذكرات التي كتبها معاصروه عن أحداث عاش الكثير منها أو أدركها وعايشها، وخصوصاً ما يرتبط بتاريخ العراق السياسي و الاجتماعي الحديث. أما أقل ما قرأ في هذه الحقبة من حياته فهي كتب التراث ودواوين الشعر. إنه الكتاب ـ الوثيقة التي دونها كاتب كان قريباً جداً من الجواهري في أعوامه الأخير.