الميليشيات تعتبرالانتخابات فرصتها الأخيرة للعودة إلى ممارسة نفوذها في الجنوب

المقاله تحت باب  قضايا
في 
01/11/2009 06:00 AM
GMT



البصرة - أحمد وحيد
تترقب الميليشيات في جنوب العراق تغيير الخريطة السياسية في الانتخابات النيابية مطلع العام المقبل، آملة في العودة إلى فرض سيطرتها التي وضعت لها العمليات الأمنية حداً.
وتشهد مدن الجنوب نشاطاً ملحوظاً لأحزاب المليشيات السابقة التي تحضُّ على انتخابها أو اختيار شخصيات سمحت بتعاظم دورها عندما كانت في الإدارة. يشجع المسلحون السابقون الأهالي على عدم انتخاب رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يعتبرونه السبب الأول في تراجع نفوذهم.
ويقول محمد الكعبي (31 سنة) وهو أحد عناصر «جيش المهدي» السابق: «فقدت عملي ومكانتي وسلطتي بعد العمليات الأمنية في محافظة البصرة ( 490 كلم جنوب بغداد ) لذا سأحدد خياراتي الانتخابية بين الأحزاب التي كان لي فيها مكان».ويضيف أن «تيار الصدر لم يتخل عني ولكن هناك حرب سياسية يتعرض لها التيار وبصوتي الانتخابي سأمكنه من استرجاع دوره في العراق».
ويقول مسلح سابق آخر أشار الى اسمه بـ أبو زينب (28 سنة) إن «الانتخابات تعتبر الفرصة الأخيرة للعودة وإذا لم نستغلها بالشكل المناسب سيكون كل شيء قد انتهى إلى الأبد».
والانتماء الى المليشيات في الجنوب لم يكن يعني وظيفة، بقدر ماكان يعني سلطة تستغل في تسهيل المعاملات لرسمية والتعيينات والاتاوات التي كانت تجمع من اصحاب المشاريع والتجار لقاء حمايتهم.
مهيمن صابر ( 24 سنة) تنقل بين حزبين كان لديهما ميليشيات في وقت سابق قال: «أعلم جيداً أنني لم أتلق من أحزابي التي انتميت إليها الدعم الذي كنت أنتظره بعد أن تراجع نفوذها ولكنني مع ذلك لا أجد لي أي دور لا في دوائر الدولة ولا في القطاع الخاص لذا لن أجد خياراً آخر في ورقة الاقتراع غير انتخاب حزبي الأول» .
المالكي هو الأقل شعبية وسط هذه الفئة من الناخبين، ومنهم علي السوداني الذي يقول «لن أنتخب المالكي فهو السبب في جعلي عاجزاً عن ممارسة دوري السياسي في مقارعة الظلم».ويعرّف علي بأن «الاحتلال الذي استوطن ألارض بالإضافة إلى المفسدين الذين يريدون للعراق أن يكون بلداً خارجاً عن الضوابط الاسلامية». ويؤكد أنه سينتخب «الأحزاب التي تضمن لي ممارسة دوري الصارم في رد الظلم والمخالفات الشرعية».
ويتحمس سالم الحلفي (26 سنة) ليوم الانتخابات ويقول «أرى الكثير من المخالفات الاجتماعية والشرعية ولكنني لا أستطيع أن أمنعها بعد العمليات الأمنية، لذلك سأنتظر يوم الاقتراع لأحاول إعادة القوة إلى الجهة التي كانت تحتضن رسالتي في (محاربة المنكر)». ويستدرك: «لن أقوم هذه المرة بحمل السلاح في وجه المخالفات التي أشاهدها مثل السابق. ولكن سأكون صارماً بفعلي أمام الأمور المحرمة».
ويؤكد المسلح السابق عبود الكرعاوي (29 سنة) أنه لن ينتخب التيار الذي قاتل في صفه خلال السنوات الماضية :»هناك تحركات عند الأشخاص الذين لم يجدوا لهم مكاناً في الوضع الجديد الذي يخلو من الميليشيات وهذه التحركات تتمثل بعقد النية على بعض القوائم الإسلامية أو الشخصيات التي يمكن أن توافق على إعادة تشكيل ميليشيات تحارب ما يرونه فساداً ولكن ليس بالصورة السابقة التي يعترفون أنها غير مقبولة لدى الغالبية».