المقاله تحت باب قضايا في
21/10/2009 06:00 AM GMT
فتحت الجامعة المستنصرية يوم 22 تشرين اول بعد اغلاق دام اسبوعا من قبل رئيس وزراء العراق في محاولة للتخلص من تسلط عصابة من الطلاب اتهموا بالقتل وتعذيب وخطف زملائهم من الطلبة واغتيال اساتذتهم والمسؤولين عن الادارة فيها.
وقرار إغلاق الجامعة التي تضم 24.000 طالب، جاء بعد ان قامت مجموعة طلاب الرابطة الطلابية، بضرب عبد الله البياتي، 63 سنة، الاستاذ في الجامعة ، مرات عدة بالمسدس داخل حرمها، وكان الاستاذ المذكور وزوجته التي تدرس هناك، دائمي الانتقاد لتلك المجموعة الطلابية. ومن اجل تقديم دليل لايقبل الجدل عن المخاطر التي تتعرض لها الهيئة التدريسية في الجامعة المستنصرية، ذهب الاستاذ البياتي الى رئيس الوزراء نوري المالكي ، ليقدم دليلاً على ذلك ، مرتدياً قميصه الملطخ بالدماء وآثار الضربات ما تزال على وجهه. وفي اليوم التالي للمقابلة ، اغلق رئيس الوزراء، وهوالطالب السابق في المستنصرية، ابواب الجامعة لمدة اسبوع واحد. وخلال الحرب لم تستثن الجامعات ومنها المستنصرية من احداث العنف، ومنذ عام 2007 ، قتل او جرح من اساتذتها وطلابها اكثر من (335) شخصاً ووضع جدار عال (12) قدما حولها. وعلى الرغم من أن بغداد ومعظم المناطق الاخرى من البلاد خالية من المسلحين الذين كانوا خلف احداث العنف الطائفي في العراق، فان المستنصرية تبدو مختلفة في الصورة، حيث انها تحت سيطرة وتسلط مجموعة مسلحة من طلبة الهندسة والاداب والقانون وغيرها من فروع الدراسة وهيئة التدريس والحرس الخاص بالجامعة. وقد اعلن وزير التعليم العالي، عبد ذياب العجيلي في مقابلاته: ان العنف قد استمر في تلك الجامعة بسبب علاقات بين عدد من المسؤولين في حزب الدعوة وطلاب في الرابطة يعملون تحت حماية من ادارة الجامعة، وانه شخصياً يحاول ابعاد الاحزاب عن الجامعات العراقية. اما مستشار رئيس الوزراء، علي الموسوي ، فقد نفى اية علاقة بين حزب الدعوة واتحاد الرابطة، وانه قبل حضور د. البياتي بقميصه الذي يحمل آثار الاعتداء لم تكن حجة كافية لحل الاتحادات في المستنصرية. اما في الجامعة ، فقد قدم الاساتذة والهيئة التدريسية في مشهد حزين اسماء زملائهم والطلبة الذين تم تهديدهم من قبل المجموعة قبل ان يتم، العثور عليهم قتلى.. فقد تم اطلاق النار على جاسم الفهداوي استاذ اللغة العربية ، في مدخل الجامعة عام 2005، ونجيب الصالحي استاذ علم النفس، خطف عام 2006 من مكان قريب من الجامعة ووجد بعد ثلاثة اسابيع في المشرحة مقتولاً، وجاسم فياض الشامراني ، استاذ علم النفس ، قتل بالقرب من الجامعة ايضاً في 2006. وقال الاساتذة: ان الاتحادات والروابط الطلابية تسيطر على جميع الفعاليات في الجامعة وكذلك الامن فيها ودرجات النجاح وحتى في نوعية المحاضرات التي تعهد الى الاساتذة. لقد نشرت هذه الروابط والاتحادات رعباً في الجامعة، كما قال احد الاساتذة ، ويذكر ان كل من تمت مقابلته كان يخشى ذكر اسمه ، وهناك اتهامات اخرى لتلك المجموعة ، منها اخذهم حصة معلومة من المرتبات التي تعطى للاساتذة ، او يتم تهديدهم بالقتل. "عن النيويورك تايمز"
وفي ما يلي نقدم الرواية كما نشرتها الشرق الاوسط بقلم "هدى جاسم" في الوقت الذي ستستأنف الجامعة المستنصرية، وهي من كبريات الجامعات العراقية وسط بغداد، اليوم الخميس 22 تشرين الاول بعد توقف دام أسبوعا على خلفية اضطرابات وأعمال شغب قام بها الطلبة، أكدت مصادر وزارية أن الروابط الطلابية داخل الجامعة قد تم إغلاق مكاتبها بشكل نهائي. ومن جهته اتهم رئيس الجامعة هذه الروابط بأنها تحاول فرض آرائها «بدعم من أحزاب في السلطة» على القوانين الجامعية. وقالت سهام الشجيري المستشار الإعلامي إن الدوام الرسمي في الجامعة المستنصرية سيستأنف اليوم بعد توقف دام أسبوعا كاملا، وإنه تم اتخاذ قرار بغلق جميع المكاتب الخاصة بالروابط الطلابية لحين إقرار قانون ينظم عملها، مشيرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجامعة التي تضم 12 كلية ستجري فيها انتخابات بين الأساتذة وعمداء الكليات لاختيار رئيس جديد للجامعة على أن لا ينتمي إلى أي حزب أو جهة. وقال عبد ذياب العجيلي، وزير التعليم العالي، ومدرسون وأساتذة بالجامعة، إن هناك اعتقادا على نطاق واسع بأن العنف استمر داخل الجامعة بسبب وجود صلات بين مسؤولين في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي ورابطة الطلاب من خلال مدرسين بالجامعة يحمون التنظيم الطلابي من المقاضاة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن العجيلي قوله: «تتسبب أحزاب سياسية في بعض المشكلات»، وأضاف أن رئيس الوزراء كان قد تتدخل شخصيا في بعض السياسات الداخلية بالجامعة في الماضي، و«أواجه مشكلات صعبة في معالجة هذه المشكلات مع الأحزاب، ولكني ما زلت أقاتل». وقال أستاذ فضّل، مثل معظم المدرسين الحاليين والسابقين والأساتذة والطلبة ومسؤولي التعليم ممن أجريت معهم مقابلات، عدم ذكر اسمه خشية الانتقام: «إنهم نشروا جوا من الرعب داخل الجامعة». وأكدوا أن «رابطة الطلاب» تفرض سيطرتها عن طريق إعطاء أموال لبعض المدرسين عن طريق تزوير عقود بالجامعة ووسائل غير قانونية، حسب ما نقلته الصحيفة عن مدرس بالجامعة هددت الرابطة بقتله. من جانبه أوضح الدكتور فلاح الأسدي، رئيس الجامعة المستنصرية الحالي، أن المشكلة التي جاء على أثرها قرار إغلاق الجامعة تتمثل في أن أحد رؤساء الروابط الطلابية اعتدى على أحد الأساتذة، وقام الأستاذ المعني بالشكوى لرئيس الوزراء الذي أمر بدوره بإغلاق الجامعة بناء على هذا التوتر. وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحل الأمثل «هو إغلاق الروابط الطلابية التي باتت تتحدث باسم الأحزاب التي تنتمي إليها». وحول ما إذا كانت تلك الروابط مدعومة من أحزاب في السلطة، قال الأسدي: «إلى حد ما»، مشيرا إلى أن «التدخل في القرارات الجامعية والعمل الإداري من قبل الروابط أثار الأساتذة ورئاسة الجامعة لأن الحرم الجامعي يجب أن يبقى بعيدا عن أي تسييس، والروابط بدأت تتحرك بأجندات أحزابها التي تنتمي إليها». وحول الصراع على كرسي رئاسة الجامعة وما إذا كان هذا أحد أسباب إغلاق الجامعة قال الأسدي: «المشكلة أن معلومات قد وصلت إلى رئيس الوزراء في وقت سابق فقام بتنحيتي عن المنصب، الأمر الذي رفضته وزارة التعليم العالي باعتبار أن هذا العمل تدخل في شؤون الوزارة، ثم قام رئيس الوزراء بتعيين شخص آخر بأمر ديواني، وهذا الأمر رفضته الوزارة لأن من المفترض أن يتم ترشيح اسم من الوزارة وتوافق عليه رئاسة الوزراء، والأمر جاء معكوسا، لذا بدأ المعين بأمر ديواني يباشر صلاحياته، وما زال الأمر الوزاري نافذا لنا والعمل مستمر من خلالنا لأن الأمر الوزاري هو القانوني»، مؤملا من الوزارة حسم هذا الأمر حسب القانون. يذكر أن تقي الموسوي تم عزله من رئاسة الجامعة المستنصرية في 25 مارس (آذار) الماضي على خلفية مشكلات كثيرة اعترت الجامعة وإضرابات قام بها الطلبة مطالبين الوزارة بعزله، وكانت عملية إلقاء القبض على طلبة الحدث الأبرز الذي استدعى تدخل الوزارة وعزله وتعين الدكتور عماد الحسيني رئيس الهيئة العراقية للتعليم الإلكتروني بديلا عنه، ثم عزله وعين الدكتور فلاح الأسدي في الوقت نفسه الذي يمارس فيه الدكتور كاظم كريم مهام عمله بأمر من رئاسة الوزراء.
|