التحذيرمن كارثة بيئية في ميسان بسبب جفاف هور الحويزة

المقاله تحت باب  منتخبات
في 
22/09/2009 06:00 AM
GMT



حذر مسؤولون مختصون من حدوث كارثة بيئية في محافظة ميسان جراء جفاف هور الحويزة، فيما أبدى مزارعون خشيتهم من أن تلقي مشكلة شح المياه بضلالها على تربية الجواميس وصيد الاسماك والطيور.
وقال مدير مركز نبع الاهوار في العمارة جاسب المرسومي لوكالة (أصوات العراق) إن “جفاف هور الحويزة ينذر بكارثة بيئية وإنسانية لسكنة الاهوار الشرقية، والسبب الرئيسي يرجع إلى إقامة سدود من قبل الجانب الإيراني على نهر الكرخة المغذي لنهر العظيم الذي يصب في هور العظيم، كما أنه امتد ليشمل هور الحويزة العراقي أيضا وبنسبة جفاف وصلت إلى 50 %”.
وبين المرسومي أن “الحكومة العراقية لم تحرك ساكنا لمعالجة المشكلة وكان الأمر لا يعنيها، وأن هناك قصورا واضحا من قبلها في معالجة هذه المشكلة الخطيرة”.
ودعا المرسومي الحكومة إلى “التفاوض مع إيران وتركيا لتنظيم المياه، خاصة وأن معظم الأنهر تأتي من هذين البلدين، وإذا لم تفلح في ذلك فيجب تحريك القضية دوليا وتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، حتى لا تحصل كارثة إنسانية وبيئية بسبب حالات الجفاف التي ستؤثر على حياة الفلاحين الساكنين في الاهوار الشرقية”.
وأضاف أنه “بسبب معاناة الاهوار وخاصة في هور الحويزة اضطر الأهالي إلى محاولة كسر السدة الإيرانية والتي كلفتهم حياة ستة من المزارعين تم قتلهم برصاص الحرس الإيراني في بداية هذا الموسم”.
من جهته، قال مدير بيئة ميسان إن “الواقع البيئي في اهوار العمارة الشرقية وخاصة بعد جفاف نهر العظيم سيء جدا ومتردٍ نتيجة لشح المياه التي ألقت بضلالها على  التنوع الإحيائي والواقع الاجتماعي للمنطقة”.
وأوضح سمير عبود لوكالة (أصوات العراق) أن “شح المياه أدى إلى انخفاض كبير في الثروة السمكية والحيوانية واثر على تربية الجاموس التي تعد عصب الحياة الاقتصادية لأبناء المنطقة فضلا عن حالة التلوث التي حصلت في مياه الاهوار والتي ستؤثر على عملية تنمية الثروة المائية”.
فيما عزا رئيس المهندسين الزراعيين في المحافظة ماجد جمعة عبد الحسن انخفاض أعداد الجاموس في المحافظة إلى “شح المياه وجفاف نهر العظيم وجزء من هور الحويزة، فمحافظة ميسان من المحافظات التي كانت تشتهر بتربية الجاموس لوجود الأهوار والمسطحات المائية فيها”.
وأضاف عبد الحسن لوكالة (أصوات العراق) أن “شح المياه أدى إلى اندثار مهنة الصيد التي يمارسها أهالي الاهوار كصيد الأسماك والطيور”.
وأوضح أن “هور العظيم كان إلى وقت قريب مركزا لبيع السمك إلى المحافظات المجاورة والعاصمة بغداد، ولكن الذي يحصل الآن هو العكس وهو اعتماد علوة اسماك العمارة على الأسماك الواردة من إيران وبغداد”.
أما المزارع عبد الله حسين، وهو من سكنة منطقة البيضة في الاهوار الشرقية التابعة لقضاء قلعة صالح، فقال إن “مناطق الاهوار تعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الحيوانات وخاصة تربية الجاموس التي تشتهر بها تلك المناطق”.
وأوضح حسين لوكالة (أصوات العراق) أن “الموسم الحالي شهد شح كبير في مياه الاهوار وخاصة في هور العظيم وهور الحويزة نتيجة إقامة السدود التي كلفتنا حياة ستة أشخاص من عشيرتنا بعد أن عمد الجانب الإيراني إلى إقامة سد على نهر الحويزة، ما اضطر المزارعين إلى فتح جزء منه لكنهم تعرضوا إلى رصاص الحرس الإيراني الذي قتلهم بدون رحمة”.
فيما قال الفلاح مشاري علوان، وهو من سكنة ناحية المشرح أن “هذا الموسم كان أسوأ المواسم التي يمر بها  ساكنو الاهوار وخاصة الشرقية المحاذية لإيران، فنحن نفكر الآن بالهجرة إلى المدينة وذلك بعد شرائنا لقطعة ارض في مركز المحافظة لكي نبني فيها بيتا ونستقر بعد أن عشنا مأساة حقيقية من جراء شح المياه”.
وأضاف لوكالة (أصوات العراق) أن “هناك قصورا لدى الحكومة التي أخذت تطور علاقاتها مع دول عديدة ولم تلتفت إلى جارتيها الرئيسيتين وهما تركيا وإيران اللتان تسيطران على المياه من الشمال والشرق بحيث أخذا يستخدمان ورقة المياه كاسلوب للضغط على الحكومة”.
وطالب علوان الحكومة العراقية والحكومة المحلية في المحافظة بـ”إيجاد الحلول وبأسرع وقت لتخليص ساكني الاهوار من هذه الأزمة المائية التي تمر بها مناطق الاهوار وخاصة الشرقية منها”.
في حين اعتبر المزارع عبد السادة عبد الكريم، وهو من قرية السودة التابعة لقضاء قلعة صالح، أن “جفاف هور العظيم  وجزء من هور الحويزة هو الحكم على سكان الاهوار بالموت البطيء”، مطالبا الحكومة بـ”التدخل لدى الجانب الإيراني لحل هذه المشكلة الكبيرة”.
وأضاف لوكالة (أصوات العراق) أن “تأثير الجفاف في الاهوار لم يقتصر على الزراعة فقط بل تعداه إلى اندثار مهنة الصيد وانقراض بعض الأسماك والطيور”.
ويذكر أن مناطق الاهوار في العراق تعتبر من ابرز القطاعات الرطبة على مستوى الكرة الأرضية. كما تعد من أهم مراكز التنوع الاحيائي في العالم لما تحتويه هذه المناطق من ثراء بايولوجي زاخر بمختلف أنواع الأحياء المائية والبرية والتنوع النباتي والطيور النادرة.  وتقع مدينة العمارة مركز محافظة ميسان على مسافة 390 كم جنوب العاصمة بغداد.