المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
22/06/2009 06:00 AM GMT
«ملائكة الجنوب... كتب عماريا»، هو عنوان الرواية الجديدة للعراقي نجم والي التي صدرت عن دار «كليم» في أبو ظبي. الرواية هذه هي الخامسة للروائي العراقي المقيم في برلين والتي عمل عليها قرابة 3 أعوام. تبدأ الرواية بعودة الراوي «هارون والي» من المنفى إلى مدينته عماريا الواقعة في جنوب العراق. كان من الممكن أن تمر تلك العودة بسلام، لو لم يزر الراوي معرضاً للصور نظمته الوحدة العسكرية البريطانية المتخصصة بنبش القبور «نومانس لاند» التي جاءت إلى المدينة مع الوحدات العسكرية البريطانية التي دخلت مدينة عماريا في 19 آذار (مارس) 2003، ثم ليلتقي هناك نقّاش الذهب الملاك (كما أطلق الناس على نور إبن شيخ يحيى ملا إبراهيم، زعيم طائفة الصابئة المندائيين في المدينة). وكان الراوي رآه للمرة الأخيرة أمام محل «فيليبا» لنقش الذهب في شارع النهر في بغداد، وتحديداً في 28 تشرين الأول (أكتوبر)، اليوم الذي غادر فيه البلاد. «ليس هناك أحد غيرك سيروي القصة». ها هو الراوي يسمعه يكرر الجملة ذاتها التي سمعها من ملائكة أيضاً، إبنة الطبيب اليهودي داوود كبّاي والطبيبة المسيحية نوال حنا الشيخ، ملائكة التي عرفها الراوي في طفولته. لكنّ أية قصة عليه أن يروي؟ قصة النقوش الذهبية المئة والثلاثة والتسعين التي حفظتها له أمه والتي حفر الملاك عليها صورة ملائكة، أم هي قصة أصغر شاعر عرفته المدينة، نعيم عباس صديق الملاك، الذي أحب هو الآخر ملائكة والذي رحل في منتصف الخمسينات إلى بلاد لم يخترها بنفسه؟ «ملائكة الجنوب» التي تبدو ظاهرياً قصة تدور عن الحب والصداقة، عمرها نصف قرن أو أكثر وتحمل سراً لا نكتشفه إلا في النهاية، هي أيضاً قصة مدينة تقع في جنوب العراق، إلا أن من الممكن العثور عليها في كل المدن التي تؤسس نفسها على تنوع الملل والطوائف والأديان والأعراق.
|