بيت الشعر العراقي يحتفي بالشاعر زاهر الجيزاني

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
09/06/2009 06:00 AM
GMT



حسام السراي
أقام بيت الشعر العراقي،وعلى مرسى شاطئ دجلة في شارع المتنبي (قرب تمثال المتنبي)، أصبوحة احتفاء بالشاعر زاهر الجيزاني وسط حضور عدد كبير من الأدباء والفنانين ورواد الشارع، قدمها الشاعر زعيم النصار الذي تحدث عن سيرة الجيزاني الثقافية كان قد عنونها بـ"زاهر الجيزاني بشرقه الشخصي"...مقدما لها بالقول:"الجيزاني شاعر انقلابي بامتياز تخلص من ثوابت وقوالب القصيدة العربية الحديثة،ونفاق الصور الشعرية المفتعلة،فكتب قصيدة شاملة". وقدم الناقد د.يوسف اسكندر شهادة جاء منها:من بين الأصوات الشعرية التي استطاعت ان تخرج من الضحالة الإيديولوجية للتجربة الشعرية،تجربة زاهر الجيزاني...

استطاع أن يجعل من القصيدة الشعرية طريقة خاصة في المعرفة وطرح الأسئلة الكونية والكلية والعصم الإنساني الشامل  ابتداء من صورة شعرية حسية محددة او من مرثية لشخص ما،أو غزلية معينة ".
وأضاف اسكندر في شهادته: في مجموعته (الأب في مسائه الشخصي)، نعثر على هم رئيس واحد يحكم  تجربة زاهر الجيزاني:هو الإنسانية  والكونية من خلال تجربة إنسانية معيشة،والتأمل في معنى الذات ومعرفتها،فضلا عن إحساس ضاج بالضياع والعزلة والتلاشي في عالم النايلون والكونكريت والأدوية الطبية". بينما ذكر الشاعر نصير غدير في شهادته سأسرد لكم ثلاث حالات من حالات قراءاتي:
أولا: قرأت زاهر بالمقلوب، كمعظم الأحياء في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي.. وكانت بدايتي معهم من حيث انتهوا آنئذ، وكان بضمن مجموعة شعراء منهم عبدالزهرة زكي، قرأتهم مطلع عام 93، وتحديدا في (الأب في مسائه الشخصي)، وعودا إلى الوراء في (من أجل توضيح التباس القصد)...
ثانيا: قرأته وهو يخفف عني جبن  الوحدة، فالشاعر أيها الأخوة نسيج وحيد، وجنس مستفرد، تتآكله خشية غيره من الأجناس..
 ثالثا: هو اني لم أقرأ زاهرا (لأول مرة) مرة واحدة، فكلما عدت لقراءة زاهر كانت قراءاتي له للمرة الأولى.
وشهد نشاط البيت الثاني (الشاعر في صباحه الشخصي) تقديم الفنان والمخرج السينمائي بشير الماجد دراما شعرية لقصيدة (أسفل الشرفة) لزاهر الجيزاني، جاء منها: "الشعر متخفِ في خطأ- الهيام، بكلماتِكَ لكنك متّ، وما يزال الشعر في خطئه الساعات تقول أشياء كثيرة، حتى ذلك الباب الخلفي في سيارة زرقاء.. وحتى ذلك الندب الأسود في العيون الجـــميلة- حتى تلك القماشة الظلامية كأنها إصرار الأشياء على [إنقاذ الشعر من خطئه] ولكن شيئاً من اللياقة – يحذرنا أو  ينبهنا، كأنه ساعة أورينت، كأنه سيارة زرقاء، عندما يتأمل الكلام نفسه يتأمل ثرثرته الخالقة...كان أبي يقول: الشعر ثور اسود يجر خشبة في العراء ".  وبحضور عدد من أدباء المحافظات والمغتربين منهم (صادق ناصر الصكر، حسن السلمان، محمد سعيد الصكار، فرج حطاب)، تحدث الشاعر المحتفى به عن تجربته، وانتقاله لكتابة قصيدة التفعيلة من العمود، وصولا إلى كتابته للقصيدة الحديثة (النثر)، وأشار قبل قراءته لقصيدة (الخروج من الجنة)، انه أراد هنا التأكيد على الكيفية التي تتدخل فيها القصيدة في عمل التاريخ، أو حتى الرواية الدينية، أو في عمل الشروح اللغوية أو حتى الجغرافية، للتعرف بالسياقات والأحداث، فالقصيدة هنا – حاولت أن تبحث عن السياق الأصلي، للحدث، تكتشفه وتحييه" مبينا "انه استخدم وظيفة أخرى للشعر،وهي المرجعية..."
وقرأ بعدها قصيدته (الخروج من الجنة)،ومنها:
"كان آدم عاريا
وكانت حواء عارية  وهما لا يعرفان انهما عاريان....فمه يمضغ الحديد يقوم من السرير مجهدا
ويتذكر كوابيسه فقاعة فقاعة.....
فمه يمضغ الحديد
ومعاركه حقيقية  وهو جاد في النوم أو في اليقظة يرتدي السترة الواقية من الرصاص هذه المرة  حروبه آتية
وفي كفها الرصاصة الخارقة
وهو لا يملك سوى نظرة ازدراء قوية.... "
تلاها بقراءة قصيدة عمودية عن بغداد...
بعدها فتح باب المداخلات مع الحضور، وشارك فيها: الشاعر والخطاط محمد سعيد الصكار الذي أشار فيها إلى تجريب الستينيين في كتابة القصيدة قبل غيرهم ونشرهم قصائد فيها من "السريالية "الكثير في مجلة الكلمة، الكاتب جمال العتابي اذ طرح بعض المقاربات في تجريب حسين مردان الشعرية، وأعقبه الشاعر فارس حرام عن أول قصيدة نثر في ثمانينيات القرن الماضي.
وزاهر الجيزاني، مواليد بغداد 1948، أحد رواد جيل السبعينيات الشعري في العراق، عمل في مجلتي الأقلام والطليعة الأدبية ومعظم الصفحات الثقافية للصحف العراقية، انتخب رئيسا لمنتدى الأدباء الشباب في العراق بين عامي 81-82، عمل أستاذا محاضرا في جامعة صنعاء 98-90، غادر العراق إلى الأردن ثم دمشق ثم شمال العراق 1993، عمل في المؤسسات الإعلامية للمعارضة العراقية شمال العراق 93-95، انتقل إلى سوريا ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث استقر فيها عام 1997، صدر له: (تعالي نذهب إلى البرية) شعر 1977، (من اجل توضيح التباس القصد)شعر1980،(بانوراما الشعر العراقي)-الموجة الجديدة 1986،(الأب في مسائه الشخصي)  شعر 1988،كتاب الضوء 1995،دراسة نقدية عن الشاعر عبد الوهاب البياتي 1996، بانوراما-خمسة شعراء عراقيين 1996،تحت الطبع:المجموعة الشعرية الكاملة (إبراهيم والقمر)، وكتاب (دراسة سياسية معمقة-عراق الأقليات).