ثقافة مشاكسة في «تاتو» |
المقاله تحت باب أخبار و متابعات عدي حاتم
"تاتو" أو «الوشم» هو عنوان الصحيفة الثقافية المتخصصة التي صدرت حديثاً عن «مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون».
والصحيفة التي تبلغ صفحاتها 32 تحاول ان تكون مشاكسة وخارجة عن المألوف حتى باسمها، ناهيك عن مواضيعها التي لم تعتمد الطريقة الكلاسيكية في عرض المواد الثقافية أو نقدها وإنما بحثت عن أكثرها جدلاً وأشدها غرابة، حتى لو كانت تلك النصوص لم تحظ بالشهرة المطلوبة أو لم تأخذ طريقها بعد الى النور. الصحيفة التي يشرف على تحريرها الروائي نزار عبدالستار والناقد السينمائي علاء المفرجي تحاول تغـيـيـر الصـورة النمطية المأخـوذة عن الثقافة بأنها محصورة بالشعر والأدب فقط، فهي تريد القول ان الثقافة أوسع أفـقاً، فالطبيب يرسم لوحـة مـلؤها الأمل عندما يبعـث الحيـاة مـرة أخرى في مريض يئس من رؤية صباح آخر، والمهندس فنان يرسم لوحاته في الشوارع والأزقة ليكسر رتابة المنظر وروتين العمل اليومي. والصحيفة على رغم انها شهرية تسعى الى تعزيز الحركة الثقافية في العراق، والى جذب المثقفين للعمل فيها أو الكتابة، وحرصت على تغطية الأنشطة الثقافية ليس العراقية فحسب بل العربية والعالمية أيضاً، لكن بشروط «تاتو»، أي ان تكون تلك الأنشطة مشاكسة وغير تقليدية. توزعت صفحات «تاتو» عبر تبويب رائع، بين أنباء عن الثقافة ومتابعات لإنجازاتها وتحقيق عن الصعوبات والعراقيل التي يواجهها المثقف في طبع او نشر كتابه، ثم تنتقل الى المراجعات لتعرض فيها ملخصات عن النتاجات الصادرة والفكرة التي أراد إيصالها الكاتب. بعدها تأتي الصفحات النقدية تحت اسم «تقييم»، ثم ست صفحات، أربع للرواية، واثنتان للنصوص الشعرية، ولم تنس «تاتو» المرأة حيث خصصت لها صفحتين باسم «جماليات». ولعل اسم الصحيفة الذي يعني «الوشم» يريد ان يقول ان العراق موسوم بالثقافة، كالوشم على جسم الإنسان لا تمسحه السنون ولا ينال منه المرض أو التعب. وعلى رغم المحن التي مر بها العراق، ظل النهر العذب للشعر الذي يرتوي منه أبناء الضاد، وظلت الحركة الثقافية في حراك لم ينل منها أو يعطلها ديكتاتور أراد تفصيل البلاد على مقاساته، ولا محتل جلب الخراب، ولا تكفيري رأى في شارع المتنبي الذي يمثل رئة العراق الثقافية، عدوه الذي يجب ان يحطمه ويحيله خراباً ليمنع اجتماع المثقفين فيه، ولا مليشيات طائفية اعتبرت ان المثقف عدوها لأنه يحمل الفكر وهي تريد انتزاعه من الإنسان. |