المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
23/12/2008 06:00 AM GMT
عن دار الفارابي صدرت الطبعة الأولى (2008) لرواية (دلمون) للكاتب العراقي جيان (يحيى بابان). والتي تقع في اكثر من 335 صفحة . وجيان من مواليد بغداد(1930) وهو من أبرز ممثلي جيل الخمسينات العراقي. له العديد من القصص القصيرة والمسرحيات التي عززت موقعه في الأدب العراقي. في رسالة الى صديقه عدنان المبارك، بعد صدور الرواية كتب: (أسأل هل إنتهت دلمون، بعد أن طبعت كتابا أبعثه إليك ، مستقلة بنفسها، محسوسة لنفسها ؟! السؤال المهم في تقديري هو كيف يمكن لها أن تلفت إنتباه القارئة أو القاريء، وما الذي يمكن ان تقوله لهما؟ لا أعرف . لكن أشخاصها عاشوا أعمارهم كل بنهجه ينعكس الى حد واضح في أنماط علاقات تفكيرهم ورؤاهم المتشابهة، المتعارضة، لأنفسهم وللآخر والعالم. ويحدث هذا أيضا بتأثير من إنطباعاتهم وأحاسيسهم وتقاليدهم المتوارثة وثقافتهم. طبيعي أن يواجه هؤلاء ، داخل الكتاب، مثل أجيالهم الأولى - وقائع زمانهم الموضوعية هي عادة ، خارج إرادتهم ورغباتهم - تميزهم معالم الولاءَة لدى الإنسان فيما هو عليه وحواليه، وما يريده و يطمح إليه . وقد وصفت هذه المواجهة بـ(الدراما – مسرحيا) و تعرف ذلك جيدا. وكلفت وتكلف مجرياتها الإنسان – النوع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات (مظاهر المدينة ومعداتها المادية) من جانب آخر، لاتزال مثل هذه المواجهة ما يشبه عتلة لحركة تأريخ الإنسان بلا إنقطاع . وواقعيا هي عتلة في حركة تأريخ الطبيعة المؤنسنة بشريا. أعود الى الولاءة المتنوعة والمتضادة لدى بعض شخصيات (دلمون). وأظن أن الولاءة عموما تحشر الإنسان في جوزة مغلقة تمنع عنه الحق في حرية السؤال والرفض، أمام فضاء علاقاته بنفسه والآخر والعالم. ثم أنها قد تكون وجها آخر من الأميّة وهذه تلقائية في ردود أفعالها، غرائزية عند الكائن الحي وتبلغ حدود الوحشية غالبا. ) صمم غلاف الرواية خالد بابان.
|