يونس عبود يقرأ شعرا عن الحرب والحب في الشارقة

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
23/10/2008 06:00 AM
GMT



حمد خضر:
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمس الأول بمقره في الشارقة الشاعر العراقي يونس عبود، الذي قدمه للحضور الشاعر عبدالرزاق درباس مشرف نادي الشعر، وحضر الأمسية عدد من الشعراء والإعلاميين والمهتمين.

قرأ عبود مجموعة من قصائده المنتزعة من الجرح العراقي، حيث الدمار المقيم، والأسى، والبلاء، كان شعره مملوءاً بالقلق والهذيان والألم بوصفه جزءاً من صفحات الشعر العراقي المتجذر في أعماق الشعر العربي قديمه وحديثه، وصف الشاعر ضفاف الموت والفجيعة، معبراً عن لغة الضحايا واليتامى والأرامل.

ومن قصيدته ''هناك حيث لا أحد'' يقول: هيئي غيمة من بكاء اليتامى/ تطوف البلاد/ واجمعي من دموع الثكالى مطر/ واغسلي كل يوم بلاط الضحايا/ وشمس الضحى من دماء البشر/ وامسحي من دخان القنابل/ وجه القمر.

جاء الشعر مباشراً تقريرياً، لكنه تعمد بخيال الشاعر أن يجعل المستمع مندهشاً من جمال التصوير وحسن السبك، والانفجارات النفسية التي عبرت عن حالة اللوعة والحزن في قلب الشاعر.

ومثل هذا الشعر يطرح إشكالية موجودة أصلاً على الساحة الشعرية، وهي الدعوة إلى جماهيرية الشعر، أي أن تتسع مساحة القراء، وألا يكون القارىء للشعر نخبوياً متخصصاً يستطيع التعمق في الصورة الشعرية، ويتعرف إلى معاني المفردات ودلالاتها. ابتعد الشاعر عبود عن الصورة السطحية الساذجة سواء في شعره عن الحرب أو تغنيه بالحبيب، لكنه لم يكن معقداً بشكل يثير تبرم وضجر المتلقي.

لم يجد الشاعر يونس عبود الذي رأى العراق يبكي ويتألم، إلا أن يقرأ معظم قصائده عن الحرب وأهوالها.

كانت الحرب تعلك حتى الحديد/ تقشرنا/ وتعلقنا من أسافلنا كالخراف/ وتسحلنا من مقاتلنا بانتشاء/ وتسلقنا/ وتهشم أضلاعنا/ وتلملمنا/ ثم تطحننا. قرأ قصيدة في رومانسية رقيقة اختلف الحضور حولها، فمنهم من اعتبرها استراحة المحارب، وهو الشاعر السبعيني التجريبي، والبعض عاب عليه هذا اللون من الشعر العاطفي وبلاده تحترق، لكن هذه القصيدة المؤثرة ذات البعد الإنساني جاءت منسجمة مع أشعاره التي غلبت عليها اللمسات الإنسانية الحنونة، وهي بمثابة خيوط من الضوء والأمل في الحياة، عبر كتلة الدمار والحرائق والأوضاع الصعبة بألوانها الداكنة، وأمواجها العاتية.

كما خفت وتيرة اليأس والتشاؤم والتمرد السلبي، وارتفعت وتيرة التفاؤل، ولم يعد شاعراً هارباً من الحياة، بل صار لقصائده خصوصية إنسانية لها مذاق متميز، حين انسكبت أشعاره تناجي الحبيب.