جولييت..

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
11/09/2007 06:00 AM
GMT



هُبي نسيماً من شآمِ.. وهوىً كأنفاس الحمام

وتنهدي بين السطور ولوّني ريشَ الكلام

جوليت يالهف البنفسج صيغَ من قزح ابتسام

يافكرةً وقدت شموس العشق في الزمن الحرام

من أين جئت- أيا شآم - ومقفلٌ باب الريام

ولأي خارطة اشتهاء تغزلين خطى الهيام

وأنا على شفة الحروب أخيط تاريخ انهزام

وأهندس الأزمات أُقنعُني بفلسفة الزحام

وأظل أبتكر النهار منابتا للإنسجام

وأعلّق النغم الحزين على شبابيك الغرام

وأصيح ياجوليت يا....... أنا هاهنا بين الحطام

أنا بين أهداب الحقيقة عالق وسط الظلام

أتلمس الطرقات عليّ..، ثم أعثر بالقتام

ولأنت ياجوليت أمنيةٌ على صدر الغمام

فتوسلي بالغيم ياجوليت إن القلبَ ظامي

وأستمطريه ورصّعي عطشَ السواحل باليمام

خطي على شفة البحار مواعدا للإحتلام

للموت والميلاد للإنعتاق للإحتدام

لتبعثر الأصحاب ياجولي بمفترق الملام

ولتسألي المرآة عن وجع بذاكرة الزحام

عن لهفتي وعن انفراطي فوق شطآن الغرام

عن شاعرٍ أنفاسه زهرٌ ببستان الكلام

خبأ العراق بمقلتيه مُدندناً ياعين ( نامي )

( نامي جياعَ الشعب نامي... حرستك آلهة الطعام )

نامي فإن الأربعين تناسلوا ألفي حرامي

بغداد أرملةٌ تبيعُ العُري في سوق الجذام

وجنود أمريكا بها يتطاولون على الأنام

والناسُ سفسطةٌ وليس القول ماقالت " حذام "

بل مايخبِّرنا به الأحرار أنصار السلام

من أن خيل الروم قد حضرت بتفويض إمامي

وقريش قد نُصرت وأهل البيت في قفص اتهام

جولي وماذا بعد ، والأوطان مقبرة اضطرام

متكدسون بها بلا معنى كأكوام الصخام

نهذي بلا جدوى، نصيحُ، أيا حكومات اللئام

بلدٌ عناقيدٌ من الأحزان في شجر الضرام

بلدٌ نبؤاتٌ مُذبّحةٌ بأسياف الكرام

بلدٌ خنادقُ للأسى والآه والموت الزؤام

قتل " الحسين " ولم يزل يبكي عليه بلا انفطام

عيناه ياجوليت مذ ألف مرازيب الزكام

ملّ الشعارات الهراء ومل من كل الأسامي

والآن لايدري لأين لأي هاوية انتقام ؟

تمشي به قدماه بين أزقة الليل الجهام

وعيونه فيها من العبرات غابات اختصام

دمع عضضتُ عليه أجفاني فأورق من سنامي

جوليت معذرة فأغصان المصيبة في تنام

من حيث لا أدري أتتك فقلّميها بالسلام

إني أراك حمامة بيضاء في زمن الظلام

 

 

 

مابين الأقواس لـ محمد مهدي الجواهري