قصيدتي لن تُنقذكم

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
27/12/2016 06:00 AM
GMT



أنا آسفة
قصيدتي لن تنقذكم
تتذكّرون ذلك الطفل المستلقي على وجههِ؟
والموجة تغادرهُ برفق
كأنها حلمُهُ ونساها؟

قصيدتي لن تُقلبَهُ على ظهرهِ
لن تدفعهُ واقفاً
على قدميهِ
فيركضُ
إلى حضنٍ أليف
مثل كل مرّة.

أنا آسفة
قصيدتي لن تقف في طريق القنابل
حينما تهطل
على مدينة نائمة،
لن تمنع البنايات
من السقوط
بسكّانها،
لن تلتقطَ الزهرةَ ذات الساق المكسور
من تحت الشظايا
ولن تُحيي الموتى.
هي لن تُبطلَ مفعولَ
تلك الساعة الموقوتة
في الساحة العامّة.
ستنفجرُ بعد قليل
والبنت تلحُّ على أبيها
بأن يشتري لها علكة،
لن تستعجلهما القصيدةُ
ليخرجا من المكان
ويركبا في هذه السيارة
التي ستعبرُ قبل الانفجار.

أخطاء كثيرة في الحياة
لن تصحّحها قصيدتي
وأسئلة لن تجيبَ عليها.
أنا آسفة
ليس بمقدور قصيدتي أن تُعيد إليكم
كلَّ مافقدتم
ولا حتى بعضَهُ
والذين رحلوا بعيداً
لا تعرف قصيدتي كيف تأتي بهم
إلى محبّيهم.

أنا آسفة
لا أعرف لماذا
تغني الطيور
في عبورها فوق أنقاضنا،
لن تنقذنا أغنياتُها،
ولو في عزّ البرد
تدفّينا
وحينما نريدُ أن نلمسَ الروح
لنعرف بأنها لم تمتْ
تمنحُنا أغنياتُها
تلكَ اللمسة.