السكان المحاصرون في الجبهات.. (خوّنة وجواسيس) ولا أحد يثق بهم

المقاله تحت باب  قضايا
في 
13/02/2015 06:00 AM
GMT



عن "نقاش" 
يُعاني سكان القرى والمدن التي تسيطر عليها داعش والتي تحولت إلى جبهات قتال بين الجيش العراقي وحلفائه من الميليشيات الشيعية وبين تنظيم "داعش"، أزمات عديدة أبرزها عدم ثقة الطرفين المتصارعين بالسكان فكل طرف يعتبرهم "خوّنة وعملاء" للطرف الآخر.
 
الأسبوع الماضي انتشر مقطع فيديو بشكل واسع بين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح له شعبية كبيرة، والفيديو يظهر فيه رجل مسن يسكن في قرية شمال بغداد وهو يتحدث إلى عناصر من تنظيم "داعش" الذي يسيطر على القرية ويقوم بمدحهم ويشتم الجيش العراقي والميليشيات الشيعية.
 
وبعد أيام على هذه الحادثة تمكنت قوات من الجيش العراقي والميليشيات من تحرير هذه القرية، واعتقلت الرجل ذاته واعتبرته خائناً، لكنه قال في مقابلة أخرى أجرتها معه عناصر الميليشيات إن تنظيم "داعش" أجبره على شتم الجيش والميليشيات.
 
هذه الحادثة توضِّح ما يعاني منه سكان القرى والمدن التي تشهد جبهات وساحات قتال بين قوات الجيش وحلفائه من الميليشيات الشيعية وبين تنظيم "داعش"، إذ إن هؤلاء السكان في نظر الطرفين خوّنة وعملاء للطرف الآخر، كما إنهم يقعون ضحية للمعارك بسبب القصف والاعتقالات وحصار المدن.
 
وهناك العديد من الجبهات بين الجيش وحلفائه وبين التنظيم المتشدد تمتد من مدينة الأنبار غرب البلاد إلى الشمال في الموصل وصلاح الدين وإلى الشرق في ديالى، وتلك الجبهات تضم قرى ومدن يسكنها الآلاف من السكان الذين يفضلون البقاء في منازلهم على أن يكونوا لاجئين في المدن الأخرى.
 
كريم الناصري مزارع يسكن في منطقة "التأميم" في مدينة "بيجي" التابعة إلى محافظة صلاح الدين شمال بغداد، يقول لـ "نقاش" إن "داعش يسيطر بين فترة وأخرى على المنطقة، وهو ينظر إلى السكان على إنهم عملاء وخونة للقوات الأمنية رغم إننا من الطائفة السنية".
 
ويضيف "قام التنظيم المتشدد باعتقال عدد من سكان المنطقة وقتلهم بتهمة التعاون مع القوات الأمنية، وفي الأسبوع الماضي هرب مقاتلوه ودخلت القوات الأمنية إلى المنطقة وهم أيضا يعتبروننا خونة وعملاء للمتشددين إذ إن كلا الطرفين لا يثقون بنا".
 
ويمتلك "داعش" العديد من السجون الخاصة به في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وغالباً ما يستخدم مؤسسات حكومية سابقة مثل مباني الجامعات أو مجلس المحافظة كسجون ويقوم برفع علمه عليها لإيهام طائرات التحالف الدولي بأنها إحدى مقراته".
 
وفي إحدى المرات قصفت طائرات التحالف الدولي سجناً في الموصل يضم العشرات من المعتقلين من عناصر القوات الأمنية السابقين بتهمة العمالة للحكومة، واستغل التنظيم المتشدد الحادثة لإثارة استياء سكان الموصل ضد الحكومة والولايات المتحدة.