ملحق كتاب الطز |
المقاله تحت باب في السياسة وكنت حرثت الأسبوع البائد في أرض خلاء موحشة بور ما وطأتها قدم أنس ولا شافتها عين جن أبن عشر جنيات وقد لطشت كفي على قلبي خشية أن تقرأ الناس " معلقة الطز " بما لا تحتمل من سوء معنى وغيبة مهوى لكن الأمر تبدل وجاء الحصاد بما احببت وهبت الريح على ظهر الضعن فسكت جابر و صمتت صفية علامة الراحة وجاء جمعة اللامي بطز مملوحة طيبة على ايام وليالي السجن والشتات وراح عبد الرضا علي الى تجنيس المكتوب وزرعه في باب القص المر وطارت الحفيدة الأمريكية أنعام كجه جي من عاصمة الأنوار باريس ، واشرقت على مساء الربة عمون وقد تأبطت فيما تأبطته ، بطل عرق فرنسي مختوم " سر مهر " وقالت اكرعه يا فتى بصحة بغداد وحيث اتيت على اوشاله صحبة سميري ونديمي عبد الستار ناصر ، كان شاكر حامد يدور على دكاكين لندن المضببة وفي يمينه دستة زجاجات من شراب عرق اسمه " راكي " قال هذا سيروقك وسيفتح لك باباَ مسحوراَ في ما ذهبت اليه . وألّف الترجمان اللوركاوي حسين عبد الزهرة مجيد قصيدة نثر بديعة اسمها " طز بعلي السوداني " وصاغ اسلام سمحان سنة شعراَ ، فأكل سنة سجناَ ، وراح هادي الحسيني الى قراءة في القصيدة الطزية وبكت كلاديس مطر ليلة ويوم وفكت وداد الجوراني قفل باب القطيعة مع الذات ، واستوحشت وفاء عبد الرزاق ، واستعادت رسمية محيبس لوحة الربة بغداد ، وزادت رحاب الهندي الدمع بلة ، وغنى دريد نايف طور المحمداوي في حانة اينشتاين الغربية ، وزعل وعتب جمع غفير من صحبي وصويحباتي في البلاد وفي الشتات لأن اسماءهم لم تعلق على جدر هذا النص ألأشكالوي وراح آرا الى مسألة الغضبة الثورية وذهبت مجموعة النور مذهب صدق ومحبة ، ونما الفعل وسمن النص وكثرت الهوامش وانداحت المتون حتى اذا جاء جلاد ألأسئلة مجيد السامرائي الى معنى ومربط الطز مقصدنا ، كبّرت الناس وهلهلت وصاحت يا ليتنا كنا ببطن قحفك فنفوز معك فوزاَ عظيماَ . وأما مفردة طز فهي تركية والمراد منها الملح وكانت جندرمة بني عثمان تفرض على تجار العرب ضريبة على كل سلعة لكنها لا تفعل مع مادة الملح فصار التجار حال المرور على سيطرات الجندرمة فيسالوا عما في خرجهم فيردوا : طز وقد عنوا بذلك ان ليس في محاملهم غير الملح فيصير المرور بسلام غانمين وبتراكم هذه الطرفة المملوحة انزاح معناها الى السخرية واستغفال الترك حتى وصلتنا بمعناها الذي لا صلة له بالملح ، وفي عمّان ثمة مطعم راق اسمه مطعم الملح والزاد وكان على اس هذا المعجم الرحيم بيمين صاحبه ان يسميه مطعم الطز والزاد وزاد مكتوب من زينب ان السمّين ألأبيضين هما السكر الذي يزيد الوزن ويغلظ الرقبة والملح الذي يرفع الضغط لكن الأكل سيكون منفراَ من دون طز . وكنت سمعت من الرسام الحكاء البغدادي الطيب ابراهيم العبدلي حكاية ذلك الحرامي الشهم الذي سار ليلاَ الى بيت كي يسرق ما تيسر من مؤثثاته فنزل الى حوش الدار وزحف على بطنه وذراعيه حذراَ فتصبب عرق جبهته فمسحه بذراعه وكفه التي لاحت شفتيه فأحس بطعم الملح في فمه وتيقن من انه من ملح الدار فقفل عائدا الى بيته من دون ان ينهب ذرة تراب من الدار لأنه كان ذاق ملحها . وحتى هذه الليلة المبروكة ما زال نص الطز يتفاعل ويكبر ويخيل الي ان رعية بلاد ما بين النهرين قد خرجوا كلهم الى الشوارع والحارات والساحات فمرت بهم دبابات وكواسر أمريكانية سافلة فتفلوا عليها وصاحوا بها ناقمين مقهورين شجعان : طز بكم أيها الغزاة وطز بالذين جائوا بكم . طز بالوزيرة الحرامية . طز بالنائب الطائفي . طز بالمعلم المرتشي . طز بالشاعر الكذاب . طز بالشرطي الجلاد . طز بالقاضي الظالم . طز بالمفخخ الذي يقتل الفقراء في صباحات الرزق . أما طز الملح الطيبة ، فهي بكم أحبتي أجمعين ، من سقط منكم من زرف الذاكرة او من حط في صندوق ساعي البريد ، جمعني الرب وأياكم في وطن عذب حلو ، لصَه يعود عن السرقة ان ذاق ذرة من طز المسروق . وأويلي أويلي أويلاخ يمه يا يمه يا يمه يا يمه . |