المقاله تحت باب نصوص شعرية في
19/05/2009 06:00 AM GMT
حيرة شيركو بيكس هو جبل يمشي تتثاقلُ خطوته في السير الى النهر، ودوماً يسحبُ حين يسيرُ قصائدَ ملئتْ بالأحجارِ بشمس الأرياف، يجر غيوماً فضية ويجر ضباباً منسياً في قمتهِ ونجوماً عَلقتْ بذراه ها هو ذا شيركو بيكسْ جبل ممتلئٌ بالريحِ وئيداً يتقدم تحت الجلدِ سفائنُ في القلبِ موانئُ، عن بعد أبصرُ سفح الجبلِ يخبئُ رعداً والمرقى ذهباً والمنحدراتِ مرايا ثمة جبلٌ يمشي الآنَ الى النهرِ ليغسل هيئته ... بنطالاً حجرياً وقميصاً من رملٍ وحصىً يغسلُ أودية ً وسفوحاً وذراه القطنية.
حيرة الجواهري تنزَّلَ من ذهبِ الأولياءِ ومن قبّةٍ في العلى يرتدي اللغة َ العربية َ زيّاً له لغة ً دُرزَتْ بالنضار لهذا ارتداها
وسار بها من ضياء الإمام عليٍّ الى آخر الكونِ مرتفقاً نبراتٍ مدوزنة ً وعَروضاً أفاق الملا يشيل بلاداً بقافية، جبلا وغيوماً، يشيلُ قرىً ودساكرَ حتى أتى لبلادٍ سلافية، حطّ فيها الفؤادُ وحطّ القصيدُ، أقام مليكاً بحاشيةٍ من سطورٍ ومن كلماتٍ لها نغمٌ يجتلى فكان أباً للفراتِ وأمواهِ دجلة َ بالشعرِ إحتلّ أرض العراقِ فغنّاه طولا وعرضاً وأعطاه منزلة ً لا تطال ولا تعتلى وحين إنتهى لجوار الإلهِ، توارى العراقُ وماتَ فشُيِّع جهرا تجاه الظلامِ تجاه البلى.
حيرة بلند الحيدري الحيدريُّ بلندُ أنا صانعُ النبراتِ وحاملها في الأغاني ومرسلها للمرايا وناثرها للطيور، ففي البدءِ غنّيتُ قدّام نهرٍ فصدّقني، مرة ً للجبال انحنيتُ أغني وأخرى أمام الصحارى وقفتُ وأنشدتُ صوتي لتلك الرمالِ فأطربتها بغنائي الجميلِ، لهذا تطرَّفتُ في نبرتي وغنائي، فنمتُ على حجرٍ في الرصيف، وتحت الجسورِ، ففي داخلي بذرة الخلقِ والانتفاضِ على المستحيل، بمقهى السويسِ انتبذتُ مكاني لأصنعَ نجماً من الكلماتِ وفي الليلِ ألجأ للنفسِ أحسو مناهلها علني واجداً من سبيلِ، أنا الحيدريُّ بلندُ، رسمتُ بخفقة طينٍ طريقي وسرتُ لأتركَ غيري يخوضُ بقالٍ وقيلِ.
حيرة أنسي الحاج بذاك المساءِ المزوَّدِ باللازوردِ أنستُ إليه يزوّدني نكهة ً وشرائحَ من غسقٍ قصّها بأداةٍ مسننةٍ من كلامٍ وقدّمها في إناءٍ إلي عليها هلالٌ طريٌّ ونجم بدا شبه نيءٍ تخللها في الحواشي هواءٌ متبَّلْ ... أنا لم أثرْ لمرآى القمرْ جاثماً قرب ملعقتي في إناء من الوردِ، كان مسائي غريباً إذن مع أنسي يناولني جرعة ً لإحتساء المسافةِ بين غدي ثم أمسي، فأختارُ منها رؤىً أحتسيها على عجلٍ، فيضاءُ طريقٌ ُينوّرُ نفسي، بذاك المساءِ اختلفتُ إليهِ يُقلّبُ أوراقه في السماء وينشرها بين نجمٍ ونجمٍ، وحين دنوتُ أراني سفائنَ تبحرُ تحت القميصِ، أراني شراعاً بلون البنفسجِ يرحل مرتعشا بين أكمامه، ثم أخرجَ نهراً من الجيبِ فيه ضفافٌ مجسرة ٌ وسواحلُ أخرجَ من دُرجهِ غيمة ً أخذتْ شكلَ كأسِ هنا قال: هذي إليكَ فخذها ... لهذا جعلتُ أصب الرموز شراباً وأخلطها بالإشاراتِ ثم أضيفُ أليها ظنوني وحدسي.
حيرة عبد الوهاب البياتي البياتيُّ عبدُ الوهابِ أنا سارقُ النارِ من جبل الأولمب من قمم في أوبولو، حرقتُ سنيني وعمري على قارعات الطريقِ وأنشبتُ في الأغنياتِ دمي وتركتُ على الحرفِ كل رحيقي - البياتيُّ عبد الوهابِ أنا بالمعاني شققتُ سبيلا لصوتي وأسستُ منفايَ بالخطواتِ، فجبتُ العوالمَ منتهباً ضوءها ناهشاً أفقاً بعدَ آخرَ، منتهلاً نجمة ً بعد أخرى ومحتلباً ابعدَ السمواتِ ابتكرتُ شموساً لنفسي ابتدعتُ ضياءً لقلبي المسافرِ في الظلماتِ - البياتيُّ عبد الوهاب أنا سارقُ النارِ من عبقرٍ في الوهادِ لأوقدَ فيها الخيالَ، أأجّجُ عقلي وأقدحهُ كالشرارِ لأضرمَ نفسي وروحي بمغزى الكلامِ، أحوِّلُ هذا الكيان المسمى البياتي الى جسد ينتجُ الجمراتِ مضيتُ بعيدا بحالي نأيتُ عن الرافدينِ وحانةِ بلقيسَ عن شجر السّدْرِ والتوتِ قرب تكايا المساجدِ في شارع الشيخِ عَمْرٍ، تغرّبتُ عن وهجِ الجدّّ في جامع الخلفاءِ وعن نَفَس الريحِ بين الدروب القديمةِ عند السّرايا ومقهى البرازيلِ، أين الصحابُ القدامى وشلةُ بغدادَ حيث معاركنا ترتدي الشِّعرَ فوق تخوت المقاهي فتصطرعُ الكلماتُ هنالك بين الكراسي وتعلوَ ممزوجة ً بالدخانِ ورائحة الشاي والغمغماتِ - البياتيُّ عبدُ الوهابِ أنا في القصيدةِ نمتُ فشيَّدتُ بيتي وذاك العمادَ هنالكَ بين السطورِ وفيها سكنتُ.
حيرة فاضل العزاوي بكركوكَ كنتُ أمثّلُ جيلي لدى البحر، نحنُ سلالةُ موجٍ وأنسابنا للمياه تعودُ تأثّرتُ بالشعراء الملاعينَ لي ألفة ٌ معهم في مسارالحياة الطويل، لجاليةِ الجازِ صوتِ البلوزِ ربيعِ براغَ انتمينا أقمنا معاهدة الضوءِ بين المروجِ ـ الصخورُ تحيّي خطانا ـ الجبالُ تساعدنا في الهبوبِ... مؤيّدُ ما زالَ بين الصحارى يعالجُ غابه وسركونُ ما انفك مرتحلاً في المرايا يعانقُ تلك السحابه وهأنذا أنتهي ماشياً بأقاصي المجرّاتِ أصلحُ عُطلاً لبعض النجومِ، أفككها ثم أبني الغرابه أنا فاضلٌ حين تسري الخطايا وفضلي ضياءٌ يغطي الظلامَ لذا سوف أجلو السديمَ وفي خفّةٍ وأناةٍ سأمحو الضبابَ.
|