نوستالجيا |
المقاله تحت باب قصة قصيرة اهداء: الى الطابق الخامس .. انه كلام نهار
الرواق المفضي الى المصعد فيه دفء حفل بهيج... مناقير الكعوب لا تكف عن الوطء على بلاطاته اللامعة بضربات لها رنين مكتوم وأحد الشعراء يقول ان السير في هذا المكان يشبه التقدم على بلاط فاره لاستلام جائزة الاوسكار. مصعد وزارتنا، لو تعلمون، يشبه رصيف المشاهير في شارع برودواي او انه يذكرنا بخشبة مسرح يقدم نجومه لتحية الجمهور في ختام عرض فني جميل فهو قد ينفتح في طابق فيخرج منه يوسف العاني وازادوهي صموثيل او ينغلق في طابق آخر بعد أن يدخل اليه يوسف الصائغ وعلاء بشير او ينحشر فيه ذات استقلال واحد كل من كاظم الساهر وسعدون جابر وعبد فلك وجلال الحنفي وداود الفرحان او في مرة أخرى علي الوردي وسامي قفطان واقبال نعيم وشذى سالم وحسن العاني وعوني كرومي أو في مرة ثالثة عبد الاله أحمد وعزيز خيون ووداد الاورفلي وسامي محمد وفاروق سلوم ومنير بشير وهذا مشهد يومي لمصعد له طاقته الاستيعابية مثل باقي مصاعد الدنيا ولكن له هذا الامتياز السحري الذي لا يملكه اي مصعد آخر في بناية أخرى. الوقت: صباح والصباح يحتوي الشعراء مثل سجن بلا قضبان.. يأتون اليه بأقدامهم ثم لا يخرجون الا عندما يرن جرس الهاتف فتنطلق الغزلان من أقبية الرؤوس.. - ستار موجود؟؟؟ - كاووش أم ناصر أم البيضاني؟ - لا.. ناصر. - عاد الى ثقافة الأطفال اذن. هنا لا يمر اثنان من اولئك الثلاثة الا وقوفاً.. كاووش بلا هدف وناصر بلا نظاراته الطبية والبيضاني بلا ضجيج. وهنا يشتهي أن يموت حميد.. يتمدد على الأرض وينام الى اشعار آخر، تاركاً صديقه كاووش ليدفع شعره الكاريه اللامع الى الوراء، أقصد الى الأبد، لمنع تهدله المستمر على عينيه اللتين، بسبب لونهما الزيتي، توحيان أن لهما علاقة بميوعة شعره من جهة وبدوام التوتر على اشياء بسيطة مثل تلك النظارة الشمسية التي أهداها له رسام ستيني وأصبح العثور عليها أمراً مستحيلاً. دخلت منى تبحث عن قاموسها الالماني العربى والذي طالما ساح في اروقة المجلة لأن بنات الحسابات والارشيف والقسم الفني كنت يستعرنه من اجل الخيرة وقراءة البخت* .ولما رأت حميد قالت له: - رأيتك البارحة في التلفزيون. تحرك الجو بهمهمات الفضول وقال البيضاني: - صاير نجم.. ها؟ وأذهلته منى بمزاياه التي شاهدتها في التلفزيون وعندما انتهت من تعدادها قال حميد بابتسامة خجول: - لقد حذف المونتاج كلمة قالها لي عبد الرزاق عبد الواحد. ثم شد وشاحه الأصفر الى الامام بعزم وترك جملته التي تذكرها عن عبد الرزاق عبد الواحد بلا تتمة لأنه تذكر بأن وشاحه الأحمر قد يكون عند أديب مكي أو ستار كاووش أو أبو جحيل*. *** المكان شبيه في بعض أيام الصيف بطائرة تحلق في الفضاء.. صوت التبريد كأنه هدير.. ومن الباب الى النافذة يذوب سمير ماداً يديه وكأنه سائر في نومه: - هلو. يشحنها بكل الضوء بعد ان يقولها ثم ينطفئ. يطرق قليلا و أصابعه الناحلة تمس جبهته مساً رقيقاً ويدخل الى عطلة الكلام لكي لا يأتي اليه أحد او يذهب الى احد. يصوب نظره الى النوافذ دائماً بلا شوق.. بلا توق.. بلا هوادة. قالت نجاة وهي تقلب صحيفة الثورة: - لا تأت.. انما تعال.انها قصيدة لكزار حنتوش. قال حميد: - تواً رأيته متجها الى الكراج يريد الذهاب الى الديوانية. قالت نجاة: - كزار حنتوش؟ حقاً؟؟ قال حميد: - نعم. قالت نجاة: - كزار حنتوش جنونه طبيعي.. وجنون نصيف الناصري مفتعل. قلنا لها: - كيف عرفت؟ قالت نجاة: - العيون نوافذ. قال سهيل: - طبعاً. قالها وهو يضحك. اذ لا يستطيع أن يدع أي موضوع يمضي بلا جملة ساخرة تشيع الخبر الذي قيل أو الضجة التي ثارت حوله الى مثواها الأخير. فهو هابط الينا من كوكب آخر لا مكان فيه للأمل او الفرح او النجاة وقد نسوه اهله على كوكبنا وعادوا أدراجهم، ولهذا فان حزنه على اهله البعيدين وحنينه اليهم يتقافز حوله مثل الزيزان. انه يسير وتلك الزيزان تتبعه وتتقافز حوله لتتحول احياناً الى اطفال واقزام وعفاريت وافكار غريبة.. انه يخشى في كل لحظة ان يخون نفسه، وهو جهنمي في قلبه وعقله وقد شبهته ايمان ذات يوم بنمر فائق الوحشية والجمال رأته في عدد من أعداد مجلاتها الفرنسية التي تترجم منها مواضيع الى العربية. في نفس المكان تولد ايمان كل يوم.. كأنها ترى العالم للمرة الاولى لتتجاهل خطاياه عن قصد وتعجب به عن براءة عجيبة تشبه الغفلة. - ولكن العيون نوافذ. قالها سهيل ومضى ..فاهتزت أإكتاف سعد من الضحك ثم انسحب بلا مقدمات لأن فاروق يوسف ينتظره في الطابق الثالث. *** الوقت ضحى : يتساقط القداح كالمطر الحليب هذه الايام من الشجر الى الارض ..بعد ساعات سينتهي الربيع ويذبل هذا البساط الابيض من القلوب الصغيرة الضاحكة بعد ان تكون قد تفتحت لغبار الطلع بكرم بالغ واودعت الحدائق خلاصة روحها وعصارة عطرها الأخاذ . انتشلتني الرائحة من انشغالي.. انه عطر يتضوع في مكان ما من المجلة هو مزيج من الجوري والقداح وأريج لفافة انثوية لها ترف ثياب أنيقة.. - من أين تأتي الرائحة؟ - انها ملاك. مدت يدها الى كيس كبير وأعطتني حفنة من القداح ثم قالت بخدين ضاحكين: - تخدشت رجلي وانا اجمعه من الحديقة ليلة أمس. وكانت والكيس في يدها تشبه اميرة من الاميرات تكافئ الآخرين على صنيع قاموا به. في ذلك اليوم كان حمزة مصطفى قد كتب عموداً في القادسية طالب فيه القصاصين والروائيين بكتابة القصة الواقعية والرواية الواقعية عندما كان التلفزيون يعيد عرض ثلاثية نجيب محفوظ. قال سعد هادي: - فعلاً لماذا لا يكتب القصاصون قصصاً واقعية؟ ولماذا لا نكتب الان بعد ان حدث ما حدث؟* قلت: - الا تصلح اسماء مثل عباس وكاظم وعمر لكي تكون ابطالا في القصص العراقية كما هي فرناندو وساليناز في قصص امريكا اللاتينية؟ قال سهيل: - هذا لأننا نستنكف من واقعنا. ثم أضاف: - ان الرسام العراقي يشعر بانه أذكى من واقعه ولهذا فانه نادراً ما يرسم البيئة المحلية. قال سعد: - الكاتب العراقي يشعر بأنه أذكى من القارئ والناقد أيضاً يشعر بأنه أذكى من القاص وهكذا يضيع النص بلا قارئ بلا ناقد وربما بلا كاتب أيضاً. سألته: - هل قرأت الثلاثية؟ قال سعد: - اني اقرؤها الآن بعد عرض المسلسل.. انها شئ مذهل.. لغة متماسكة وسبك رائع للأحداث قلت: - اشعر انه لا يمكنني أن أقرأ أي عمل قديم لنجيب محفوظ أو غيره وكأ ن للأعمال القديمة مواقيت. بعد يوم واحد جاءني سعد بكتاب " نجيب محفوظ يتذكر" وطلب مني قراءته لأن فيه استعراض لطقوس وعادات الكتابة عند نجيب محفوظ.وسعد كان مولعا بشارع المتنبي وشراء اي كتاب يستهويه من هناك في الفن او الادب او السياسة.وكان احيانا ياتينا بكتب لانعرف كيف يحصل عليها لادباء في المنفى مثل فاضل العزاوي وسعدي يوسف وابراهيم أحمد.أما روايات مثل العطر والصقر وصحراء التتار فكنت اقراها عن طريق أشخاص مثله. قال: - محفوظ كتب الثلاثية في الاربعين ..وقبلها كتب خان الخليلي والقاهرة الجديدة والسراب وعبث الأقدار ومجموعة الروايات التاريخية وانظري الان أبناء جيلنا يقتربون من الاربعين وليس لهم من الاصدارات سوى مجموعة أو مجموعتين.الكتاب يروي كيف يعمل نجيب محفوظ لساعات منتظمة جدا ويومية بين شهري أكتوبر وأبريل ثم يتوقف بعد ذلك في أشهر الصيف. ثم تساءلنا بعد ذلك أيمكن لكاتب عراقي أن يكون بهذه الدرجه من التنظيم والدقة ؟وهل يمكن اخضاع الشخصية العراقية ذات التقلبات الحادة وهوجات الارتجال ونوبات الانطفاء ثم الاشتعال لمثل هذا النوع من النظام المجنون؟ دخل سمير وحيا بابتسامة تراجعت قليلا مع ظهره الى الوراء وكأنها اجفالة خاصةبه توحي بأن نظره قد سقط على شىء مهم أو مفاجأة سارة. بدا مهموما بعض الشىء و السؤال الذي وجهه سمير لحميد بات يتكرر في الاونة الاخيرة: -أيحق للمالك أن يخلي البيت بحجة أنه متضرر؟ قال حميد: -الا اذا كشفت عليه اللجنة. -وان كشفت وحكمت للمالك؟ -تستطيع أن تستأنف . صمت سمير منسحبا عند هذا الحد ..اكتفى..فقال حميد: -اسألوني فأنا أكتب تحقيقا عنوانه " كل البيوت أسرار الا بيوت الايجار". لملم سهيل فمه بعضه على بعض وسأل: -ألن يحدث شىء؟ - شىء مثل ماذا؟ - أي شىء. ثم هز رأسه بيأس وقال : - هاي هية. *** جميعنا أخلف التحدي الا هو فقد خرج منه، وياللعجب، برواية وقد كنا اتفقنا أنا والبيضاني وسعد على أن نختتم العام الماضي* بكتابة كل واحد منا لرواية وعندما كتب رياض قاسم قبل أيام يبشر بالرواية التي كتبها سهيل وهي لما تزل بعد مخطوطة سألته: - فعلتها أخيراً. قال: - انه الخوف من الموت. فاجأني جداً بقوله.. فاجأني وأدهشني لأنه يكتب تحت وطأة هذا الاحساس بانجاز شئ مهم قبل أن يموت. اذن حتى انت يا ابا ياسر تريد في النهاية ان تترك شيئاً للخلود.. انت الذي طالما سخرت من حماستنا وهوجاتنا وأوهامنا ودعوتنا مخلصاً خالصاً غالياً فانياً الى التخلي عن كل أمل والتشبث بأعناق اليأس حتى النهاية حتى أنت تاقت نفسك الى الأبدية.. فكيف ستخون نفسك. قلنا له مازحين: - ان كانت الرواية جيدة سنقبل اليدين التي كتبت الرواية. نظر الينا بنظرته التي تحضن الآخر كالطوق: - الرجال فقط.. والنساء يقبلنني في وجهي. ولم يخن سهيل نفسه.. فقد ادعى ان رياض قاسم قد أضاع المسودة التي معه. هكذا أسكتنا سهيل عندما ألححنا عليه بنشر تلك الرواية. *** أفاق صباح يوم ربيعي جميل، تبين فيما بعد انه يوم عيد الفصح ،على صوت منى وهي تقلب واحداً من مجلاتها الألمانية. قالت: - العالم يمتلئ بالبيض الملون.. انظروا الى الصور ما أجملها. قال حكمت: - في القدس سيسيرون اليوم في طريق الآلام نفس الطريق الذي سار فيه المسيح حاملاً صليبه قبل ألفي عام. ثم أضاف متسائلاً باهتمام: - أغنية المسيح لعبد الحليم حافظ لحنها علي اسماعيل. اليس كذلك؟. قال سعد: - بل بليغ حمدي. مكالمة واحدة من الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد قطعت هذا الاختلاف وأثارت نقاشاً طويلاً. الشاعر وهو يداوم في طابق الوزير من البناية نفسها كان قد قرأ لي قصةً عنوانها "الحسناء والوحش" نشرتها في جريدة الجمهورية وعندما أدلى برأيه دار النقاش وتشعب في أكثر من طرف وكان حول الشاعر لا حول رأيه بقصتي. - "الحر الرياحي" عمل كبير ولكن... - قصيدة "أولادنا" قصيدة رائعة ولكن... - ولكن... - ولكن... - ولكن ماذا؟هو شاعر كبير . قال حكمت: - اذن عندما يختلف اثنان على أثر فني يأتي دور النقد لكي يقول كلمته. قلت: - وما حاجة الشاعر الى النقد؟ قال: - ان النقد هنا فن وابداع. قلت: - انه ينبه القارئ الى أعمال الكاتب وقلما يقوم بغير ذلك. قال: - لا.. هذا تسطيح لدور النقد. الطيب صالح كان مجرد مذيع وعندما كتب عنه رجاء النقاش أطلقه كالصاروخ. - اذن هو يكتشف فحسب. - لا.. لا.. القارئ هو المكتشف. - ثم انها قضية مستقبلية ان يقول النقد كلمته ليفيد الأجيال القادمة من الدارسين والقراء. - لقد أصبحتم جادين. وغادرنا سهيل باستياء لأن الموضوع أصبح جاداً وهو الذي، عندما يشاء طبعاً، يسخر من كل شئ ثم عاد بعد لحظة وهو يفرك جبهته بيديه ويزيد من شحنة الامتعاض على وجهه: - لماذا لا تسخرون من أنفسكم؟ لماذا لا تسخفون كل شئ. أنا ما أن ابدأ نقاشاً فيه جمل من هذا النوع الذي تستعملونه الآن حتى أقول بعد قليل (لك سهيل من كل عقلك؟). ثم رمى عقب سيكارته بعيداً وخرج من القسم الثقافي وحط بدله حميد قاسم كطائر خفيف الوزن لا يسمع لمشيه صوتاً.. وزهراء حسن تشبه تلك المشية نقلاً عن داليا رياض مزهر بالسير صعوداً الى قمة جبل. كان يحمل بيديه ديوان "أسمال" لجان دمو.. قال عنه: - انه الديوان الأول والأخير*. وسمعنا صوت هدير طائرات تحلق بانخفاض سادر فتسائلنا: - ما هذا؟ قالوا: - انه عيد القوة الجوية. . قال حميد بعد قليل وهو يقلب العدد الاخير من المجلة بين يديه: - ياسين طه حافظ يريد تنويها لأننا نشرنا صورة مجلات الثقافة الأجنبية على موضوع الأكياس الورقية.* يقول ان مجلته لا تتحول الى أكياس وأن النسخة منها تباع بخمسة دنانير. قلت له: - نحن قصدنا كل المجلات والكتب في التحقيق ولم نقصد مجلته. قال ستار: - شطلعت هاي.. باسم زعلان.. وياسين زعلان.. وستار ناصر زعلان.. بعد الآن سأرفع اسمي من التحقيقات. قال سهيل: - لا تجعل من نفسك مهماً ومكروهاً. قال ستار: - والله بدأ يكرهني الجميع بسبب ألف باء. ثم أردف مازحاً: - يللة. ألف باء ولا عدو واحد. وكان هذا عنواناً لعمود نشره البيضاني بعد أيام من موقف اتخذه عبد الستار ناصر اتجاهه بسبب من رأي قاله ناصرفي أحد النقاد ولم يكن مقصودا للنشر. قال سهيل: - ما كان يجب أن تنقلوا رأياً عدوانياً بناقد لمجرد أن أديباً ذكره. ثم أطفأ سيكارته ومضى مخفوراً لقراءة مواد المجلة. فقلت لستار وانا اشاكسه بابتسامة: -الثناثيات. قال وهو يتأهب للدفاع بين الجد والهزل: -مابها؟ قلت: -فيها حوار قليل وسرد كثير. *** النقاش الذي أثرناه أنا وسعد قبل أيام حول العودة الى الواقعية في الكتابة أثارته نازك الاعرجي هذا اليوم عندما جاءت للمجلة لكي اجري معها حوارا.قالت: -أين صورة الواقع في كتابات ادباؤنا؟ ان أي قارىء لو قرأ الادب العراقي مجتمعاً لما خرج بصورة واضحة عن المجتمع العراقي كما هو الحال مع الادب المصري مثلا. قلت لها: -الظامئون رواية واقعية والرجع البعيد رواية واقعية والمبعدون رواية واقعية والوشم رواية واقعية والنخلة والجيران رواية واقعية. قالت بطريقتها الحادة: -فلتة الزمان .بيضة الديك. - أعمال مهمة كثيرة كتبت و تكتب الان . ولم تنتقل عدوى التفاؤل اليها بل بدا على وجهها يأس مخلص فيه حزن ورغبة في التواصل .قالت: -معركتنا مع الغرب ثقافية ..انظري ماذا يفعلون بالثقافة .اول شىء فكروا بترشيقه بعد احداث* اب هو الثقافة*. طلبت من قسم التصوير ان يبعثوا بالمصور لكي يلتقط صورا من اجل الحوار فقالت نازك ضاحكة وقد تغير مزاجها فجأة: -زين؟ -الحوار أم الشكل؟ قالت وهي ترتب شعرها: -لا شكلي. قلت لها : -جدا. قالت:-عندما امتدح تبدر مني ردود أفعال غريبة. قلت لها: -كيف؟ قالت: - يمكن ان اضرب. وضحكنا والتمع فلاش الكاميرا عدة مرات. *** صحيفة ومجلتان وثلاثة كتب على المكتب نظرت اليها فاستغربت كيف صمد تايتل "افاق عربية" هوامش : |