المقاله تحت باب نصوص شعرية في
20/02/2008 06:00 AM GMT
يُطلُّ عليَّ وجهُكِ ؛ رغمَ أنـّي غارقٌ تحتَ الهمومْ كخيطِ الشمسِ يخترقُ الغيومْ يُجفِّفُ دمعتي .. ويقولُ لي : لا تبتئسْ .. فعذابُ قلبِكَ لن يدومْ يقول : اتْـبعْ خطايَ إلى السماءْ أقومْ فأتبعُها .. ولكنْ لا رجاءْ فلا بشَرٌ يسيرُ على الهواءْ
تعودُ كما الأفاعي ؛ جوفُها بئرُ السمومْ تعودُ إليَّ غيماتُ الغمومْ كئيباتٍ .. مليئاتٍ بلاءْ مريراتٍ .. حقوداتٍ .. تُصرُّ على البقاءْ
وينقطعُ الضياءْ وأبقى ضائعاً بينَ التخومْ وماذا باستطاعةِ عاجزٍ مثلي ليفعلَهُ سوى الأملِ المُغمَّسِ بالدموعِ .. سوى الصلاةِ .. سوى الدعاءْ أُصلّي كي تجيـئينـي وتنقَرضَ الغيومْ لأحيا من جديدٍ في نقاءْ لأصفعَ وجهَ أحزاني وأكْسرَ كلَّ أقفالِ الجنونْ لترجعَ للعيونْ .. طيور هاجرت منها فظلَّتْ دونَ أعشاشٍ .. تحوم ؛ ودونَ أجنحةٍ تحومْ تحومْ وينهشُها الشتاءْ أيا ربي .. أما حان الخلاصُ أليسَ عندَكَ من دواءْ أليسَ لديكَ من ريحٍ تُبدِّدُ هؤلاءْ .. مللتُ الصبرَ يا ربَّ السماءْ مللتُ الصبرَ يا ربَّ الغيومْ
متى أنسى البكاءْ متى أزهو .. كعصفورٍ يغرِّدُ فوق أغصان الكرومْ متى زَمَني يصيرُ ندىً مُضاءْ و ضَوءاً كالوَضوءِ يُطَهِّرُ الدنيا .. ويمنَحُها ضميراً من نجومْ و بالاً من صفاءْ ..
muthqal@yahoo.com
|