أربعة ألواح من طين الأسئلة

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
13/02/2008 06:00 AM
GMT



 (1)

  

قـَدَماهُ مُنغـَرِسَـتان ِ في طين ِالأمس ..

 

يَداه ُ مُـتـَشـَبِّـثتان ِبجـِذع ِ الحاضر ..

 

وعيناه مُحَـدِّقتـان ِ بغصون الغـَد ..

 

فـَمِـن أيِّ جيل ٍ

 

هذا المنتصبُ نخلة ً في صحراء :

 

جذرها في مكان .. وظلها في مكان آخر ؟

 

مُـتـَّهَـمٌ بيقينِـه ِ في محكمة الظنون

 

وليس من فـَـرَح ٍ يُـدافعُ عنه ..

 

أيها الراعي :

 

أعِـرنيُ مِـزمـارَك

 

لأنش َّ به ِ ذئـابَ الوحشـة

 

عَـمّـا تـبَقــّى في مرعايَ

 

من خِـراف ِ الطمأنينة ..

 

(2)
 

إذا كانت لا  تنجبُ ثـَـمَـرا ً

 

ولا تـُؤوي طيرا ً ..

 

لا تمُـدُّ أغصانها أراجيحَ للأطفال

 

ولا تـَنـْسِـجُ قميصـا ً من الظلِّ للمُـتـعـبينَ..

 

إذا كانت لا تصدُّ ريحـا ً

 

ولا تـُـذيبُ الجليـدَ المتجَـمِّـدَ في التـنـّور ..

 

فـمـا جدواها تلك الشجرة ؟

 

(3)

 

لابدَّ أن يكون عراقيـّـا ً هذا الذي

 

حُـزنـُهُ كالزمن :

 

 يكبرُ يوما ً بعدَ  يوم ..

 

وأفراحُـهُ كأرغِـفـة ِ الفقراء :

 

تصغرُ يوما بعد يوم ..

 

(4)

 

هذا الصباح

 

تشـاءمَ من فـرط ِ تفاؤلِـه ..

 

هل يُعقـَلُ أنْ يكونَ سَـويَّـا ً

 

المُـتـَفائلُ الوحيدُ

 

بين هذه الجموع من المُـتـَشـائمين ؟