مثلما يحصل باستمرار.. لا تنبت الوعود الفاقعة الألوان
غير أشواك...
و ينتهي طريقها الوعر .. المر .. بمزيد من الأسوار
فتصطدم خيالاتي بجدار يحجب ضوء الشمس
ليس خلفه غير ذكريات بائسة..والكثير من الندم
ومثلما يحصل باستمرار.. أحاول
أن لا اتبع ساقية الدموع التي تحاول كل مرة أن تبدأ جريانها غير المجدي
بينما تلوح أخرى في بستان النخيل البعيد
أمد يدي عبر سنوات الضباب الرمادي
لامسك يد تلك الفتاة الصغيرة التي تمشي على حافة الساقية
ومن بين أشجار النخيل
وعلى الأرض التي تعرض أوراق الأشجار المصفرة
وأعشاب الطريق العبثية
نشبك أيدينا لنقتطف مرة أخرى عرق نعناع بري
نمشي مع الساقية الصغيرة
دليلنا ضوء الشمس الذي امتزج مع الأخضر
وحين يغلق النخيل والأشجار ألمتشابهه , الطريق أمامنا
أصغي إلى بلبل ربما مازال يغرد في أعلى شجرة
يشرح لي تفاصيل الطريق
جدار البستان الطيني انحنى للساقية التي تمرر أمامه
وراحت تمضي في سفر بعيد نحو الشمس وظلال ملايين البساتين
فتاة بستان النخيل البعيد مازالت هناك
لم يحبسها جدار الطين وباب البستان الخشبي
لكنها اختارت أن تكون روح بستان النخيل الذي يعرض لوحة الألوان والعطور والأغاني
دون أن ينشغل بوريقات الشجر المصفرة على أرضه
أن لا يثير صوت تكسرها الشجي تحت أقدام الغرباء .. نفس الحنين
بينما روح بستان النخيل.. الطفلة.. ترتقي أرجوحة الضوء والغيوم
مازالت تصعد نحو السماء وتمتد في كل الجهات
في يدها اليمنى - مثل شجرة برتقال – ثمرة حلوة وفي يسراها برعم أحلام
* * * * * * *
المساءات حالكة .. قاتمة .. كأفكاري
لكنها لا تشبه ليل بستان النخيل المظلم
توقف الضوء المنهك عن زحفه اللاهث لاختراق غابة الأوراق
حتى الأصوات الخافتة التي تصدرها كائنات الليل لا تستطيع أن تشق هذا السكون لوقت طويل
وروح بستان النخيل شبح هائم
الأوهام تغلق كل الطرق أمام الروح .. الطفلة
فينفك تشابك يدي بيدها .. فاتوه !!
بينما روحها الصافية لا تخطا غابة النخيل..
ليتحدا.......
يتبعان الساقية
الصوت الأزلي الذي استطاع أن يشق السكون .. حد الأفق
ربما يظل جدار الضباب يحتجزني إلى الأبد
ولن يكون له باب .. ابدآ
لم يكن ابدآ ..هناك حلم تنحني له الأسوار
لكني سأبقى اتبع ساقية البستان البعيدة
مثل النجوم التي تتبعها
وهي تدور حول العالم ............ |