الطائفية والتاريخ
على الرغم من وجود تبريرات سياسية ، إلا أن دوافع "عاصفة الحزم" تتجاوز إعادة الشرعية المنتخبة التي يمثلها السيد هادي . لو كانت محدودة بها لكان التخلص من الإنقلابي علي عبد الله صالح لا يمر بالكثير من الجدل واللعب ، فهذا الرئيس الذي طردته ثورة شعبية مثّل حلقة فاسدة بين الأطراف الاقليمية والدولية وممثليها في الداخل ، وقد أنقذته السعودية ودول الخليج من مصير بائس أكثر من مرة . إن ما خشيت منه السعودية ليس هذا القاتل الذي ساندته مرارا ، وشفي من حروقه في مستشفياتها ، بل ايران والحوثيين الذين باتوا يطرقون الأبواب الجنوبية لدولتهم ( بالطبع إذا ما حققت عاصفة الحزم أهدافها فإن شروط المنتصرين ستفرض على الجميع). إن ماهو سياسي في اليمن اتخذ صبغة طائفية بسبب طبيعة التدخلات الخارجية وأهدافها المعادية لوحدة اليمن وتجربتها الديمقراطية(1).
لا تحتاج الطائفية الى معايير ومحكات وتأمل وفكر حتى تختار أين تقف ، بل هي تستخدم دليلا واحدا هو المشابهة ، تماما كما في عالم الحيوان ، حيث الفصائل المختلفة تظل فصائل مختلفة ، والأسد الذي يفترس غزالا لا يوالي سوى فصيلته ، ولا يدعو إلى مائدته النمور والغيلان والذئاب .
يلغي التعصب الطائفي التاريخ الوقائعي من أجل تاريخ متخيل ، مكتفيا باستيهامات رواية سياسية ، وتكييفات معاصرة تتحدث عن الحقوق والمظلومية . وثمة من يرى النصر المؤزر من الآن فيتحدث بثقة وانشراح عن هلال شيعي ذي اقتدار عال يمسك الآن باب المندب في الغرب ، بعد أن أمسك بمضيق هرمز في الشرق ، منبسطا في سوريا والعراق ولبنان ، كما فعل الاستراتيجي خطيب براثا ، فيرد عليه خطيب سعودي يتحدث عن مؤامرة ايرانية شيعية للقبض على المضايق التي تمر منها ناقلات النفط : تفوهات تصنع تفوهات . طائفية متعددة الاطراف تصنع مشاريع التقسيم والحروب الأهلية .
الإنقسام في الأصل شرخ قديم في أمة كسولة لم تجدد دينها ولا أخلاقها ، وما زالت تعبد الأموات بدلا من الله. الطرفان لا يباليان بمصالح اليمنيين في الواقع ، لكنهما يتحركان وفق غرائز ظلامية . كلاهما سيلغى التاريخ الحقيقي مادامت المعركة تحتاج الى تعبئة ، وفي التاريخ - لو يدقق - ما من أحد في اليمن السعيد كان قد ربح حربا ، وما من أحد سيطر تماما على هذا المكان العاصي الذي تتشابك فيه الجغرافية والتاريخ . في هذا البلد تلد الحروب المتعاقبة اتفاقات لا تدوم طويلا ، وبالطبع لا يمكن إدامة أي نصر فيه. حتى النزعة الاستقلالية التي ميزت الزيدية رسّخت العزلة والخوف من الآخر وتفضيل الإستبداد العشائري وتشكيل المليشيات على النزعة التوحيدية للدولة ، بل وحتى الدين بوصفه ثقافة وعامل توحيد .
لكن دعونا لا نغرق بالتاريخ اليمني الذي هو مخبر لعشائر تستخدم الدين ودين يستخدم العشائر، بل نتفحص حادثا في التاريخ الحديث لليمن : فقد وقفت السعودية عسكريا مع الإمام البدر الذي ينتمي الى الطائفة الزيدية بعد انقلاب عبد الله السلال (1962) المؤيد من قبل جمال عبد الناصر والجيش المصري . كانت المصطلحات السياسة آنذاك تتحدث عن نظام الامام بوصفه نظاما رجعيا ، وجد في النظام الديني السعودي ، والانكليز ، سندا . آنذاك كان القاموس السياسي والفكري يعمل بقوة مقروءا من قبل قوى التغيير بمواجهة الرجعية، ولم يكن نظام ولاية الفقيه موجودا لكي يقف ...( مع من ؟ مع الامام الزيدي الذي منع عن شمال اليمن حتى الكهرباء؟!) .
من لا يفهم الزمن السياسي لن يفهم التاريخ إلاّ بعد ليّه الى الجهة التي يريدها .
معايير سياسية أم طائفية
بعد 53 عاما من حروب عشائرية طاحنة ، وانقلابات عسكرية ، واغتيال رئيسين ، وتحولات قلبت موازين القوى وغيرت الدلالات السياسية ، تغطت اليمن كلها بخيمة علي عبد الله صالح القاتل الذي ناور بين دول الخليج والسعودية واميركا وعصابات القاعدة . ومرة أخرى بعد 53 عاما باتت الزيدية كأنها بلا تاريخ غير تاريخ ظهور الحوثيين ، وحزب أنصار الله . كأن الزيدية اكتشاف خارج الملابسات السوسيولوجية اليمنية ، خارج الرثاثة التي ما انفكت تنتج متآمرين ولصوص مناصب وصراعات عشائر وعوائل المحميين بالقتلة . إن الحوثيين الذين امتلكوا تاريخا لا يخلو من مآثر ، ومطالب عادلة ، وكانوا جزءا فاعلا من لجنة الحوار الوطني قبل الانقلاب الاخير ، وحصلوا على مكاسب كبيرة بطريقة سلمية ، وكانوا قد حصلوا على مساعدة اميركية في الحرب ضد القاعدة ، تحولوا فجأة الى كماشة نار، وتقاسموا المغانم مع قاتل ، فباتوا مثل جميع انتهازيي العربان يورطون الآخرين في أخطائهم وتحالفاتهم ، ويجدوا نسبا لهم مع ايران المذهبية ، ويسحبوها الى معركة لا تعود لها ، تضر بأهداف التنمية التي بدأها شعبها عن مثابرة تثير الإعجاب.
إزاء ذلك فإن إيران المذهبية ، المدفوعة بالمشابهة الطائفية والأحلام الامبراطورية الخرقاء ، واهمة إذا اعتقدت أن الفرع الزيدي عاد الى الأصل الشيعي المتمثل سياسيا بولاية الفقيه . إنه وهم سياسي قاتل قبل أن يكون وهما طائفيا ، ووهم طائفي قبل أن يكون سياسيا سيفتح المنطقة على حرب طائفية طاحنة.
لماذا يراد ، في كل انعطافة ، زيادة مناسيب الفقه الطائفي؟ لأنه في كل انعطافة يجب تقوية قبضة رجل الطائفة على قبضة رجل السياسة . لأنه في كل انعطافة تثير التساؤلات وتصنع اصطفافات جديدة يجب إبطاء أقدام السياسة العاقلة حتى تتوقف فلا يعود هناك مخرج إلاّ بالحرب ، والحرب الاهلية على وجه التحديد.
لو تصرف السيد حسن نصر الله على وفق المعايير السياسية لما أدخل نفسه في حريق اليمن ، ولكف عن التصريحات النارية ، ونصح العرب وهو منهم ، والمسلمين وهو منهم ، بالتعقل ، وترك اليمنيين يختاروا نظامهم السياسي بلا تدخلات من الخارج. ولساعد الحوثيين على تغليب حسّهم السياسي على حسّ المغامرة وعدم اللعب مع الذئب علي عبد الله صالح ، وإذا ما مدّ فكره السياسي على نحو غير طائفي لاختار لهم الديمقراطية كأسلوب لحل الخلافات . لكنه للاسف يتطابق في اختياراته النهائية مع الطائفة وولاية الفقيه على وجه التحديد . إن دوره في لبنان كمحرر ، وهو دور انتزعه بالنضال والمواقف المبدئية ، سرعان ما يصيبه الوهن عندما يتعلق الأمر بإدارة الصراع السياسي الداخلي ، فهو يوازن بين مصالح ولاية الفقيه وألعاب الديمقراطية اللبنانية ذات التوزيعة الطائفية . لكن كلما استدعت الحالة تدابير ذات طابع سياسي ديمقراطي قام هو بدور المعطّل، مستخدما كل الاساليب بما فيها الاجتياح العسكري.
تناقض ذاتي
أنا لا أتذكر أن السيد حسن نصر الله هاجم السعودية على نحو صريح وعلني كما فعل مؤخرا . لكنه ، الآن ، بسبب صداقة ايران العجيبة مع الحوثيين المتحالفين مع الانقلابي علي عبد الله صالح ، لم يعد يخفي موقفه من السعودية ، واختار العراقيين لكي يعيد توجيههم ضدها. إنه يستثير نخوتهم ضد السعودية ، متهما الاستخبارات السعودية بأنها كانت وراء تمويل وإعداد العمليات الانتحارية والتفجيرات في العراق .
إن رجل المبادئ لا يخشى التناقض الذاتي ، وسيظهر سياسيا من طراز يتذكر وينسى على إيقاع موقفه من هذا الحدث أو ذاك ، وبما يناسب المواقف الايرانية حد الالتصاق. كان يعلم بدور الاستخبارات السعودية في العراق إذن قبل هذا التاريخ ، لكنه آثر التكتم لأسباب سياسية ، لكن بعد أحداث اليمن ، تطابقت الدوافع السياسية والطائفية ، وبات من واجبه "السياسي" و"الشرعي" كشف هذا السر!
لكن العراقيين يعرفون دور السعودية في مساندة وتمويل الإرهاب في العراق ، وهم ليسوا بحاجة الى من يعلمهم . فالوهابية والقاعدة والسلفيين الجهاديين يشتركون بمرجعية واحدة ، وقد حطت هذه الجهات قواعدها في العراق لمحاربة الاميركان المحتلين حسب ادعائهم، لكنهم راحوا يقتلون العراقيين بالجملة. إن وقائع تلك الفترة لم تنس بعد ، والغريب أن لا يتذكرها السيد نصر الله كلها. فإيران وسوريا والسعودية ومصر ودول عربية عديدة مجتمعة أخافها الاحتلال الاميركي ، والحديث المتكاثر عن تجربة ديمقراطية واعدة ، فوقفت ضد العملية السياسية ، ولم تجد في الأعمال الإرهابية التي عانى منها العراق غير تتمة منطقية للاحتلال ، حتى أن روحا كلبية حلت بها ، فلم تهتم للدم العراقي ، ولم تظهر أي علامة على تضامنها الأخوي ، وكانت تنقل أعمال الاستهتار الإرهابي بحياة العراقيين كأعمال مقاومة أو تسكت عليها . لقد غذى هذا الموقف كلا من العصابات الارهابية والمليشيات ، وأضعف العمل السياسي . إن المذنبين لا يتذكرون ذنوبهم باسم المبادئ ، وعندما تحين ساعة المبادئ حقا يتحولون الى ثعالب سياسية .
في السياق نفسه باتت سورية التي يقاتل من أجلها حسن نصر الله ، سوريا "المقاومة" و"الصمود" و"الممانعة" مركز تجمع فصائل الارهابيين كلهم ، وكانت المخابرات السورية هي التي تنسق وتشرف على دخولهم الى العراق وخروجهم منه.
أنا لا اختلق هذا ، بل هو رأي السلطات العراقية المبني على مئات الوقائع والتحقيقات . إن أفضل من يعرف هذه الحقيقة هو السيد نوري المالكي ، رئيس الوزراء السابق وطاقمه الأمني الذي خاض معركة كلامية علنية ضد النظام السوري ورئيسه بشار الاسد. (من التفوهات المثيرة للانقسام أن السيد حسن نصر الله قال إن احتلال داعش للموصل جاء لإسقاط المالكي!)
إن النظام السوري الذي رعى الإرهابيين ، وبات حاضنة لهم (عدد من قادة داعش من ضباط المخابرات العراقية كانوا ضيوفا في سورية) ، وجد أن أسلحة الارهابيين استدارت ضده ، مثلما استدارت أسلحة القاعدة في افغانستان ضد الولايات المتحدة التي رعتهم. قبل ذلك قامت هذه الجماعات الإرهابية نفسها بتحويل الحراك السلمي للشعب السوري ، وتطلعاته الديمقراطية ، بالتضافر مع قسوة السلطات وقمعها ، الى عرض ديني طائفي يتميز بالقسوة والفاشية ومعاداة المدنية ، وكانت الوهابية السعودية ، والاسلامية التركية الجديدة ، والالعبانية القطرية ، تغذيه وتزوده بالسلاح والاموال.
البطرياركيات العربية
كان هناك حل سياسي تحت اليد لو أن النظام السوري اعترف بوجود أزمة هو جزء منها، واعترف بالاختلاف السياسي ، وقدم تنازلات سياسية ، لكن هذا النظام الذي لم يكن طائفيا بالمعايير السياسية ، بل بطرياركي فاشي ، استدرج الجميع الى آتون الطائفية لكي يجهز على المعارضة ولكي يورط حليفه الإيراني ، وبالضرورة حزب الله ، في معركة بقاء النظام ليس الا .
إن المعركة في سورية هي مثال على احتيالات البطرياركيات العربية وخداعها من أجل البقاء في السلطة . إن استجابة النظام في سوريا تشبه استجابة النظام السابق في العراق ، فصدام كان قد سمح أثناء الاستعداد لحرب 2003 لجموع المتطوعين السلفيين الجهاديين دخول العراق لمحاربة الاميركان ، وبعد الاحتلال حوّلت الجماعات الريفية المتخلفة في حزبه ولاءها من البعث الى الإسلام السياسي وذابت في "القاعدة" و"داعش". إنه تشابه يعكس الديماغوجية القومية في تحولاتها وتفاهتها الريفية.
إذا كان السيد حسن نصر الله يهاجم السعودية بمناسبة قيادتها للهجوم الجوي على اليمن ، فإن الكثير من العلمانيين والديمقراطيين العرب والقوميين لا تحركهم الطائفية ويرون في السعودية ، دائما ، وليس في المناسبات ، دولة دينية رجعية. وبهذه الصفة تعاملوا معها سياسيا وبحذر.
إنني أخشى من فصاحة السيد حسن نصر الله الخطابية العربية ، فهي لم تعد تستطيع إخفاء اللعب بين الطائفي والسياسي كما كانت خطاباته تفعل ، وأحسب أنها لن تفعل شيئا غير توريط إيران كدولة مهمة في صراع عقيم غير مفيد مع السعودية وعدد من الدول العربية ذات الوزن السكاني ، وأكثر من هذا ، دفع المنطقة الى آتون الحرب الطائفية التي سيخسرها الجميع وتربحها الصهيونية والامبريالية .
علينا في هذا السياق أن نستذكر سياسة الإصلاحي خاتمي الرصينة التي كان هدفها إبعاد المنطقة من العداوات الغبية الناتجة عن المصالح المباشرة والدوافع المذهبية ودق طبول الحرب ، وقد نجح في ترسيخ بعض تقاليد التعاون المشترك بين ايران ودول المنطقة . إذا كان حسن نصر الله قد اعتاد المرح مع الدولة اللبنانية ولعب معها ألعابا كلفتها الكثير ، فإن الدولة الايرانية – ولا أقول النظام السياسي الايراني – تحتاج الى بيئة شرق أوسطية يسودها التعاون والتفهم والاحترام المتبادل وإبعاد مخاطر التدخلات الأجنبية ، لأنها ركن مهم في توازن المنطقة ودرء الخطر الإمبريالي عنها.
تطبيق الممانعة
في سرده للوقائع ينقل السيد حسن نصر الله حكاية دور المخابرات السعودية في تصدير الإرهاب بطريقة يغطي فيها دور سورية ، وخذلان حزب الله لاخوته في العراق . فواحدة من فصول "الممانعة" على الطريقة السورية أن حزب الله لم يستنكر مجازر السيارات المفخخة التي قتلت عشرات الالاف من العراقيين الفقراء منذ 2003 حتى أواسط عام 2011 تقريبا ، وراح يستنكرها بعد هذا التاريخ ، بعد أن باتت سوريا تخوض حربها الأهلية ، وعندما بات خروج الاميركان من العراق مؤكدا. في هذه الشروط وحدها جرى رفع مبدأ "الممانعة" عن النظام العراقي ، وباتت السيارات المفخخة تقتل العراقيين الأبرياء حقا ، وباتت القوى الارهابية التي تقاتل في سوريا هي نفسها التي تقاتل في العراق ، وبات استنكار جرائم الارهابيين في العراق واجبا ، ثم لاحقا بات العراق يرسل متطوعين ليقاتلوا في سورية.
قبل رفع مبدأ الممانعة عن النظام العراقي كانت مجازر السيارات المفخخة ، بحسب حزب الله اللبناني ، من تدبير الامريكان وعملائهم ، حتى أن النظام السعودي لم يكن يذكر . نستنتج من ذلك أن "الممانعة" مثلما جربت في العراق هي دليل على سياسة عدمية وتجريدية تركت دم العراقيين يسيل من دون حسّ بالتضامن الاخوي والديني والطائفي والانساني.
الآن ، في اليمن ، يتكرر الشيء نفسه لكن في سياق آخر أكثر تعقيدا ، بيد أن النتيجة هي تدمير البنى التحتية لدولة اليمن، وموت الالاف من اليمنيين ، وتحويل اليمنيين الى مليشيات تحارب بعضها البعض بأسلحة مهربة ، في سياق التنافس المذهبي بين الوهابية وولاية الفقيه.
الانقسامات العشائرية واللون الطائفي
لقد دافع اليمنيون عن نظامهم الجمهوري واختياراتهم الحرة دفاع الابطال ضد القبائل الهمجية التي سلحتها السعودية ، واستطاعوا الصمود في ظروف قاسية الى أن انتزعوا اعتراف السعودية بنظامهم . بيد أن الحظ السيء وتلاعبات العسكريين سهلت ظهور "سختجي" أقام على طريقة الدكتاتوريين المشرقيين نظاما عائليا بطرياركيا يحرسه حزب يعج بالانتهازيين المستفيدين والفاسدين . لقد حارب نظام علي عبد الله صالح الحوثيين ودفعهم للتحول الى مليشيا مسلحة ، كما دفع بحملاته العسكرية الروح الزيدية المقاتلة الى التحول الى حزب ديني طائفي ومليشيا مسلحة. والآن بسبب مصالح بطرياركيته المكشوفة تصالح مع الإثنين وشن حربا علنية على قوى ثورة سلمية أزاحته عن السلطة ، لكنها أبقت عليه وعلى حزبه في اتفاق وطني معروف .
إزاء ذلك من المتوقع أن تدفع "عاصفة الحزم" ، وردود فعل ايران وحزب الله اللبناني الساخطة والمهددة ، بالانقسامات العشائرية الى أن تتلون بلون طائفي ، فنحن في منطقة متخلفة تعبث بها قوانين الميكانيكيا الاجتماعية من فعل ورد فعل ، بل لعلّ التحولات السياسية الطائفية ستنتهي بتسليم المذهب الشافعي السائد في اليمن الى إدارة وهابية سلفية ، وتسليم الزيدية المتحررة من الانقسام الشيعي- السني التقليدي الى إدارة شيعية تابعة الى ولاية الفقيه الايرانية . ألم يحدث أن الكثير من سياسيي سنة العراق تحولوا الى فرع ذليل لسلفية جاهلة وفاسدة ، وتحول الكثير من سياسيي الشيعة الى فاسدين وطلاب سلطة ومتعاونين مع قوات الاحتلال الاميركي وتحميهم المليشيات؟!
إن الكاريكاتير العراقي يصلح لدول تتعدد فيها الطوائف ويغيب عنها العقل السياسي !
----------------------------------------------------------------
(1) كتب المقال بعد اسبوع من بدء "عاصفة الحزم" . الآن بعد أن توقفت من المبكر القول بوجود انتصار لجهة تحالف الحوثيين وصالح او لجهة السعودية ، فالحرب باتت داخلية ، كما يراد لها أن تكون . والرسالة السعودية الخاصة بسلامة حدودها وأراضيها وصلت. إن الخطوط الحمر للسعودية تظهر في لحظة غير متوقعة . لنتذكر ما حدث في البحرين !