كانت إذا سمعت
بين أفنان سِدرتها
و من المُنتهى و المُبتدِئ
صوتا يَشي باسمك
تمنحها الحروف
لذة الغرق
تنثرها ندى
و أجنحة نوارس
و اغتراب فراشات
و ارتباكات مَن عشق!
كانت إذا مرت بطيفك
بمواسم القحط
وجدب القلب
و الأحزان و القلق
يَمَمَت نحوَك رمشاً
بشغف خجول رمَت
كما يمَم الزاهد
صوبَ مكة في الغسق
طفلة الأسرار كانت
طفلة المرجان
و الجزر القديمة
و العطر المعتّق
زهرها كان شذيا
ظفائرها موجُ عطفٍ
كإنحناء سينِ
يشدهُ الرُبان بين فينة
و يغرق لؤلؤ بسواد اللحظ فينة
و القلب ببارقات المرافئ
و الفنارات الوسيمه
قد عَلِق
إمرأة بنسج المستحيل
كدمع عجائز
و لذة رمل
حين ينثرن فوقه الحبق
أيستدلُ الربّان منه؟
أم من بوصلة اللُمى
يعذبهنّ خجل البنفسج
و يرتحل فوقهن الشفق
أنثاك يا سيد الأخشاب
أغرقها إليك حنين
و أغدق العشق فيها فغدت
همساتها رجع ناي رصين
يرشد الغرانيق لواحات العبق
انثاك أغنية
لحنها الليلُ و السمّارً
و فراشاتٌ سقطت من جيدها
و ليالٍ من الوجد
على عصا أرخبيل نَزِق
انثاك أخشاب سفينك
نُحتت بليلة صلى بها نجم
أبدع فيها إزميل مَن خَلَق
|