البصرة – سلوان احسان

احتفى اتحاد الأدباء والكّتاب في البصرة بالذكرى السنوية الأولى للقاص العراقي البارز محمود عبد الوهاب صباح الجمعة، وعلى خلاف الجلسات الأدبية، اتجه اعضاء الإتحاد إلى مقبرة الحسن البصري في مدينة الزبير، ليقفوا قرب شاهدة قبر صاحب (رائحة الشتاء)، بدأ احتفال الأدباء، المختلف، بقراءة سورة الفاتحة، قبل أن يعودوا لمقر الاتحاد للاحتفاء بصدور كتاب (الرجل والفسيل) لصديق عمره القاص الرائد محمد خضير.

كتاب خضير الجديد، الذي استل عنوانه من بيتيْ شعر شهيرين لسيبويه، اختصر كثيرا من سيرة الراحل، بقلم سارد مقتدر، وبفحوى لا تبعد عن معنى البيتين:

يؤمّلُ دنيا لتبقى له فوافى المنيّة َ دون الأجل ْ

حثيثاً يروّي الفسيل فعاش الفسيلُ وماتَ الرجُلْ

والعنوان أيضاً، هو لرواية مخطوطة لعبد الوهاب، جمع تحته خضير ثمانية مقالات كتبها عن الراحل، ويشير لهذا الأمر في مقدمة الكتاب، فيقول:" أجمعُ مقالاتي عن القاص الراحل محمود عبد الوهاب لأثبت بنشرها في هذا الكتاب قولاً كنت سدّدته نحوه على سبيل المماحكة والمداعبة"، ويأتي هذا الكتاب، بعد أن نقب محمد خضير بأعمال محمد عبد الوهاب، ونشر مخطوطات عن قصص كتبها الراحل قبل وفاته، ولم يتسن له نشرها آنذاك.

وحمل الكتب مسودات وقصصا لعبد الوهاب، تجمعت تحت عناوين :"دروكوكو، أمرأة الجاحظ، تلك الليلة، الوجه المفقود، الضحك من خلال الدموع، الرجل البدائي، حكاية قديمة)، وهذه القصص اندرجت تحت فصل بعنوان (ثامن أيام الأسبوع)، كي تشكل – في النهاية – امتدادا لمنجز عبد الوهاب المؤثر في تأريخ السرد العراقي.

يُذكر أن محمود عبد الوهاب (1927-2011) هو واحد من أعمدة القصة القصيرة في العراق، على الرغم من قلة ما أصدره، كما هو معروف عن أدباء البصرة، له (رائحة الشتاء : مجموعة قصصية، رغوة السحاب: رواية، شعرية العمر: مقالات)، بالإضافة إلى كتاب نقدي واحد (ثريا النص)، الذي صدر في سبعينيات القرن الماضي.أغمض عبد الوهاب اغماضته الأخيرة في السابع من شهر كانون الأول في العام الماضي.