|
|
الـمـــراهــقـــــة |
|
|
|
|
تاريخ النشر
27/05/2010 06:00 AM
|
|
|
كان قد شده العصب الى مرحلة البحث عن تلك اللحظة السرية ما بينه وأبنتها ، فترك هواجسه معلقة في زاوية انتظارها ، قال اعرف انها ستكون بالانتظار ، غير ان تدريسها اتعبني ، لا استطيع مجاراتها ، فهي مراهقة لعوب ، لذلك فهو اليوم يريد ان يعرف المزيد من حكايات الناس ، بعيدا عن خصوصيات ابنتها الكسولة ، ولعل شغفه بمجيئها الى البيت بوجهها النافر ، مهد له الطريق للتركيز على العصب دون غيره من ملامح الوجه ، ولكنه لم يستطع فهم السبب في نفور ذلك الوجه الضحوك ، كانت المرأة تضحك على الدوام ، تضحك وتتحدث ، تضحك ويتدفق سيل من الكلمات لامعنى لها ولايمكن احتواء مواضيعها ، لكنها اليوم جاءت بوجه اخر فيه عصب نافر ، ولم يستطع ان يرى الكثير من ذلك العصب النافر بوجهها وهي تنحني لتزرق الحقنة في عضلة زوجته ، كانت قد اعجبته صورة الانحناءة ، مؤخرة تتدحرج طيات العباءة بشاعرية أخاذة فبقي يتمعن طويلا ، حتى اكتشفت الزوجة وهي في اشد حالات مرضها، اكتشفت تلك البحلقة الى خلفية المرأة، وعاتبته بنظرة واضحة، حازمة فيما لايجب النظر اليه ، فذعر ، بمجرد ان مدت عنقها اليه ، انفلت بسرعة وغاب . لكنه في الغرفة الاخرى ، فكر في العصب النافر ، قال في نفسه ان وراء ذلك قصة ما ، لن يستطيع معرفتها الا اذا التقى الفتاة المراهقة بعد ان يصالحها ويعلمها الا يجوز لها التلاعب به وهو الرجل الخمسيني الوقور ، غير انه في هذه اللحظة ، تمنى ، ان يعود الى المكان نفسه ، ويرى ام هند ، وهي تحني ظهرها ، غير ان امنيته ذهبت ادراج الرياح امام غيرة وحشية وجدها اطلت بلمح البصر من عيني زوجته ، لم تكن العباءة التي تنزلق من رأسها الى كتفيها سببا في وصفه بانها لاتستحي ، يل يكمن في فمها الكبير المصبوغ باحمر الشفاه الرخيصة ، وسردها تلك الحكايات والاخبار التي لايحتاج اليها اي انسان على سطح الكرة الارضية ، تحمل حقيبتها اليدوية السوداء وتنتقل بها من بيت الى اخر ، من اقرب بيت ، الى ابعده في الشارع كله ، لايمنعها الهمس المناكد والحسود بان السستر ام هند تستحوذ على فحولة الرجال، خصوصا حين تنحني لتلقم السرنجه بالدواء ماسكة جزء من المؤخرة باليد اليسرى وتزرق الحقنة باليد اليمنى، طريقة بث اخبار الناس والبيوتات تثير انزعاجه، واراد يوما ان يلقنها درسا لن تنساه في كيفية الكتمان على تلك الاسرار، فاستغل هيجانا استعر في نفسه لسبب حقيقي وليس مزيفا، فذهب الى بيتها المقابل لبيتهم ، وطرق الباب ، لم ينتظر، طرقه مرتين وثلاثاًَ وعشراً من دون جواب ، سبب هيجانه يعود الى أن احد الجيران عاتبه على قسوته ضد امرأته في احدى الليالي ، ولا احد بالكون يعرف بما جرى فيما بينه وزوجته ، وعندما فكك عناصر الخبر ، وجد ان وكالة ام هند للاخبار المجانية كانت هي السبب في بث تلك المعلومة الى الناس ، وايقن ان خللا جسيما لابد من وجوده في بناء نفسية هذه المرأة ، ولما فتحت هند الباب له بعد الطرقة العاشرة كان قد عثر على الخلل ، عثر على مراهقة تسدل شعرها على كتفيها ، بثوب تكشف فتحته العليا عن صدر ناعم ، لم يقل شيئا للفتاة ، دخل الى البيت فورا ، ووقف في منتصف غرفة المعيشة ، اين امك ، لم تجب الفتاة ، مشيت امامه تتبختر ، تهز الردفين ، تطرق الحوش بنعال ابو الاصبع ، ومنذ ذلك اليوم ، قرر ان يدخل الى التاريخ السري لصانعة الاخبار ، فاصبح معلما مجانيا لابنتها ، ام داود زوجته تحمل في داخلها عتابا مريرا ضده ، انبته في الليل لوقفته المخزية وهو يتأمل عجيزة المرأة ، ثم قالت له كلاما اقسى وامر من العتاب . وضح لها الامر بالشكل التالي ، كان في ذلك اليوم يدرس الفتاة الرياضيات ، غير انها لم تصغ اليه ، عقلها لا يستوعب ، ثم فجأة نهضت وذهبت الى الحمام ، بعد دقائق قليلة فتحت الباب ، وقفت هناك عارية ، تقول لي تعال ، طفرت من البيت مرعوبا ، وقررت الا اذهب بعد الان الى بيت ام هند ، غير ان ام هند قالت كلمات الى زوجته كانت كافية ليعرف السبب وراء ذلك العرق النافر تحت حاجبها الايسر ، سألته زوجته وهي تبكي : هل صحيح انك قبلت الفتاة ؟ |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ محمد مزيد
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|