|
|
طلبة وأساتذة عراقيون يرفضون تغلغل الأحزاب السياسية في الجامعات |
|
|
|
|
تاريخ النشر
22/04/2010 06:00 AM
|
|
|
دعا عدد من طلبة وأساتذة الجامعات العراقية إلى وقف تدخل بعض الأحزاب السياسية في الجامعات العراقية الذي ظهر للمرة الأولى منذ سقوط النظام العراقي السابق في أبريل (نيسان) 2003، إذ اعتبرتها أحزاب، لا سيما الإسلامية منها، هدفا للترويج لأفكارها. ودعا وزير التعليم العالي والبحث العملي إلى فتح تحقيق بحق كل من يسمح لأي جهة سياسية بإلقاء محاضرات داخل الحرم الجامعي. ودأبت أحزاب إسلامية منذ ذلك التاريخ على التغلغل في الجامعات العراقية من خلال تجمعات الطلبة والاتحادات الطلابية، كما كان لها تأثير واضح باستقطابها بعض النخب الأكاديمية التي عملت على التبشير الحزبي للحفاظ على مناصبها في الجامعة. وكان لتدخل الأحزاب الدينية، على وجه الخصوص، السبب المباشر في ترك بعض الطلبة مقاعدهم الدراسية خوفا من استهدافهم فيما لو خالفوا تعليمات تلك الأحزاب، فيما تعرضت طالبات إلى تهديدات من زملائهن وصلت إلى حد القتل إن لم يقمن بارتداء الحجاب. محمد جاسم طالب جامعي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن للسياسية أن تدخل إلى الحرم الجامعي لأنها تسبب عوائق أمام التطور العلمي والفكري، إضافة إلى أن الجامعة هي مؤسسة علمية مسؤولة عن تعليم جميع أبناء الوطن بغض النظر عن أصولهم وانتماءاتهم وقد يمتد إشعاعها العلمي والفكري ليتجاوز حدود الوطن كما نرى في الجامعات العالمية التي يرتادها الطلبة من مختلف الدول»، مضيفا «لا يمكن تحديد الجامعة بأفكار سياسية ضيقة فهي ميدان رحب وواسع لجميع أنواع العلوم والثقافات والأفكار الإنسانية». أما الطالبة الجامعية سها طلال فتقول إن «أغلب الطالبات ينأين بأنفسهن عن التجمعات الطلابية والنشاطات بسبب أن أغلب هذه النشاطات تحاول أن تجيرنا إلى حزب معين، خصوصا الأحزاب الإسلامية، ولكننا شهدنا رد فعل إيجابي لصالحنا من رئاسة الجامعة لوقف أي تسييس أو تحزب»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار رئاسة الجامعة شجعنا على أن نرفض الدخول في أي حزب ونبقى مستقلين حتى تخرجنا». وأكدت سها «نحن نلتقي في صفوف الدراسة بشتى أطياف الشعب العراقي، والتدخل السياسي والحزبي قد يجرنا إلى التخندق الطائفي وبالتالي يجعلنا نخسر الكثير من الصداقات التي بنيناها مع زملائنا في الدراسة لذلك حتى عندما نجلس سوية نترك الحديث عن السياسة». وكانت جامعتا بغداد والمستنصرية، أكبر جامعتين في العاصمة العراقية، إضافة إلى جامعات أخرى، قد شهدتا تدخلا من قبل الأحزاب السياسية، مما أدى إلى تدهور كبير في المسيرة العلمية التي تعطلت ونتج عنها تسرب الكثير من الطلبة خصوصا من سكنة المحافظات. ويعمد بين الحين والآخر قياديون في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى زيارة الجامعات وإلقاء المحاضرات واللقاء بالطلبة. فيما رفع التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، صور زعيم التيار ووالده آية الله محمد باقر الصدر في حرم الجامعة المستنصرية. ومن جانبه، أكد عبد ذياب العجيلي، وزير التعليم العالي والبحث العملي، لـ«الشرق الأوسط» «نرفض أي محاولة لتغلغل بعض الأحزاب السياسية إلى الحرم الجامعي وقد أبلغنا رؤساء الجامعات بأن لا يسمحوا لأي جهة بإلقاء محاضرات لها أبعاد سياسية»، مضيفا أن «أغلب رؤساء الجامعات قد التزموا بهذه التوجيهات وأرادت جهات متنفذة في الدولة على مستوى عال إلقاء محاضرات وقد تم منعهم من قبل رؤساء الجامعات». وأوضح العجيلي أن «عددا قليلا من الكليات سمحت بذلك ومن جانبنا سوف نحقق بهذا الأمر الذي نرفضه رفضا قاطعا». وفي محافظات الفرات الأوسط برز هذا النشاط بعد فوز تلك الأحزاب في الانتخابات التي جرت في السابع من الشهر الماضي لتفرض واقعا جديدا حاول أساتذة الجامعات التكيف معه ومسايرته لضمان عدم مضايقتهم، وبز هذا النشاط من خلال عقد الندوات التي تحمل طابع الوعظ الديني والسياسي. علي الرواف، مدير إعلام جامعة الكوفة، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «جامعة الكوفة ترفض أي تدخل من قبل الأحزاب السياسية ولدينا سياسة خاصة في الجامعة هي إبعاد الحرم الجامعي عن التدخلات السياسية أو الدينية»، مؤكدا أن «الجامعة لا تمانع من انتماء الطالب إلى الأحزاب السياسية، لكن هذا داخل الحرم الجامعي مرفوض رفضا قاطعا»، مشيرا إلى أن «جامعة الكوفة قد تكون في مقدمة الجامعات التي رفضت التدخلات السياسية والدينية رغم أن النجف مدينة دينية وتكثر فيها الأحزاب السياسية». وأوضح الرواف أن «بعض الجامعات توجد فيها بعض صور لرؤساء الكيانات والشعارات السياسية لكن جامعة الكوفة تبدو خالية من أي شعار أو إشارة إلى أحزاب سياسية». فيما قال عدنان سمير، مدير إعلام جامعة المثنى، إن «بعض الأحزاب السياسية أرادت التدخل في الجامعة لكنها لاقت رفضا شديدا جدا من قبل الرئاسة التي تؤكد على عدم دخول أي حزب سياسي لها»، مؤكدا أن «جامعة المثنى تحتضن طلبة من جميع أطياف الشعب العراقي مما يجعلها عبارة عن عراق مصغر». أما الدكتور حسن عودة، رئيس جامعة كربلاء، فأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجامعة تطبق جميع ما يصدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تشدد على عدم السماح لأي حزب سياسي أو جهة دينية تريد دخول الجامعات وإلقاء محاضرات»، مضيفا أن «جامعة كربلاء ترفض التدخل ولا نسمح لأي جهة مهما كانت لديها نفوذ في الدولة أن تدخل الجامعة من أجل ترويج برامجها السياسية أو غير ذلك». |
|
رجوع
|
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|