«اتجاهات في النقد الأدبي الحديث» هو الكتاب الجديد للمترجم والأكاديمي العراقي محمد درويش، صدر في بغداد عن دار المأمون للترجمة، ويضم ثمانية أقسام توزعت فيها الدراسات والمقالات التي اختارها المترجم من أعمال ابرز النقاد الغربيين المعاصرين. وتراوحت موضوعاتها بين اللغة والمصطلح النقدي والبنيوية في الأدب والنقد، وهو تابع من خلالها أوجه التحديث في النقد الأدبي المعاصر، لافتاً الى أن البحث في دراسات الكتاب ومقالاته هذه يتجه أكثر ما يتجه الى «البحث اللغوي» الذي يجده يهيمن على الدراسات النقدية الحديثة. ويأخذ المترجم في الاعتبار وهو يختار مادة كتابه هذا كون الخطاب النقدي الحديث خطاباً يحتشد بطروحات نظرية تنمّ عن ثقافة كبيرة يوظفها الناقد في تحليله، ما يجعل القارئ في حيرة شديدة من أمره وهو يتوقف أمام النص بحثاً عن دلالة أو رمز أو جملة يستدل بها على ما وراء المعنى.
اللغة هي وسيلة تعبير رئيسية تكون واحدة للمتكلمين داخل ثقافة محددة ، من هنا فهي تقدم بعض التسهيلات في معرفة ما يجري التعبير عنه بوسيلة تعبير فرعية كالرسم عندما تشتبك به . بيد ان هذا مجرد خطاطة نظرية يمكن أن توهمنا قليل من الفنانين من يعتمد ثيمة محددة لها اسم في عروض هذه الايام . لا أعني بالثيمة الأشكال الدالة المتكررة ، والتفسير المعقد أو الواضح لها، بل اعني التواشج ما بين تلك الاشكال المتكررة واللغة المباشرة ، مع اعادة انتاج عدد من الصور عنها . تواشج ما بين فعل عاطفي لا نخطئ في تسميته لغوياً ومجموعة الاشكال والالوان المعبرة عنه ، أو التي تغطيه وتتلاعب به ، تحذف الرقابة السيكولوجية جزءاً منه ، وبالعكس تبالغ . |