جاسم العايف في مقهى أدباء البصرة تم الاحتفاء بالشاعر العراقي"وديع شامخ" ، أدار الجلسة الناقد خالد خضير الصالحي موضحاً : أن هذه الاحتفائية تجري في مقهى الأدباء بعيداً عما هو معتاد ومألوف ، وعَرف الصالحي بالسيرة الثقافية للشاعر وديع شامخ الذي صدرت له في حقل الشعر" سائرا بتمائمي صوب العرش"
عام 1995 و"دفتر الماء" عام 2000 وذكر الصالحي أن للشاعر مخطوطات شعرية أخرى تنتظر النشر وله أيضاً رواية مخطوطة بعنوان" العودة إلى البيت" وثانية بعنوان "شارع الوطن" واصدر في عمان "الإمبراطورية العثمانية من التأسيس إلى السقوط" و "تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي حتى سقوط الخلافة في قرطبة" وهما في حقل الدراسات التاريخية . كما كتب دراسات عدةٍ في النقد الأدبي والشأن السياسي العراقي بعد سقوط النظام ، وأجرى حوارات مطولة مع مثقفين ومبدعين عراقيين صدر بعضها في كتب مستقلة . وكُُتب عن مجاميعه الشعرية العديد من الدراسات ويقيم حاليا في مدينة سدني باستراليا . وقرأ الصالحي بعضاً من رسالةٍ وجهها الشاعر وديع شامخ للمحتفين به جاء في قسم منها:" أحبتي وبصرتي.. أريد الآن أن أدلق روحي اللائبة إليكم بكلمات عبر الأثير ، أمامكم كيف أصحو على فجر حلمي وهو يرتق حكاية وجودي الآن بعيدا عنكم والأهل والأحبة والمكان . أحرث ذاكرتي وأزرع الكلمات ، أرسل قطافها إليكم فالكلمات أرواح ولها ذاكرة، ومن شأنها أن تطرق بابك في الليل لأنها لا تريد أن تتأوه وحدها في الظلام كما يقول الشاعر الأسباني (خوسيه انخل بالنته)..كلماتي شفاه تطبع القبلات على سحناتكم التي تناهبتها الشمس والظنون والشوارع المقددة بالمكائد واللحى . كلماتي قصب بردي يخط على أخاديد الزمن معنى الحروف ، هي الروح الأولى والنار والهواء ، كلماتي رسالة من عبق الروح الإنسانية الخالية من الرصاص القاتل، ومكائد القول والدسيسة. كلماتي عرس مدينة تكللت بوشاح الموت ، وكثرة الحطابين ورعونة الأرباب..كلماتي شهقة وزفرة .. كلماتي هدهد يتلصص على ما جاء في أخبار اليوم ومعناه ، وَملك حالم يقف على أقصى سورات المحيط .. أقصى الأرض . هنا في استراليا، تقف كلماتي مُفكرة بكم ،أنا أبن البصرة في عروجها للمجد ، وسحنة السارين إلى طبولها المغمسة بآهات وأنين الحلم .. للبصرة الأسماء كلّها ، ولها في الطين مراسٍ.. إنها بطن العراق الرخو ، لبن لا يروب وماء لا يتوب .. عاشقة تكافح المكوث في عروش السلاطين .. وعمائم الواعظين .. ومكائد التقاويم .. منها حكاية الكدر الطافي في صفو الأيام، مدينة بيضاء ، وأيامها ملقاة على قارعة الطريق . شكرا لجاحظ القول ، وسلاما على الحسن البصري ، وعلى الكواز و السياب وعلى بريكان الدم المراق، سلاما على كُلكم ، من الماء إلى الغرين ، ومن شجرة آدم إلى الزبير " عين الجمل" ، منها حكاية الكدر الطافي في صفو أيامها الملقاة على قارعة الطريق .. أحبتي وأهلّتي في تقويم عمري الجديد.. شكراً لكم وأنتم تضعون حداً باشطا بين خرافات الداخل والخارج من أبناء العراق . أيها الأحباء: يا سدنة الكلمة، ومروج القول، وعشب الأحلام الخضراء، أصفق وأنحني لقامتكم المثقلة ببقايا الزَبد الطافح على سواد الأرض. في البصرة لو أرادوا أن يصهروا أجسادنا لخرجوا بمعدن الله وروحه المتسامحة المتسامية منّا.. لخرجوا بجبّة الحب وحنجرة الِعبارة . نحن سواحل المياه وعمق ورائحة الكلمات وكيمياء حياتها نصا وواقعا . شكرا لكم وانتم تُرسخون وفاءً، وتبشرون بنسغ حضاري في رحم الإبداع العراقي الواحد .. وأن تعددت الحاضنات . شكرا للبصرة وهي الراعي للإبداع ، والمبدعين ، الذين نثرتهم الأقدار تحت سماء الله الواسعة ، كل آن والبصرة عروس الدنيا .. والعراق ضرعنا الحميم وحصننا الدافيء وسورنا الوثير. بعد ذلك أشهر الكاتب المسرحي عزيز الساعدي بيان التأسيس لجماعة(إبداع) البصرية التي نظمت هذه الجلسة، مؤكداً إن الجماعة وجلستها الثقافية الأولى هذه ، والتي ستعقبها جلسات ثقافية ، نصف شهرية أو شهرية، و في مقهى الأدباء لا تتقاطع أو تزيح إطلاقاً أي جهة ثقافية أخرى بالمدينة ، و هي محاولة مخلصة لرفد المشهد الثقافي فيها من اجل تفعيل رؤى وقيم الثقافة المدنية العراقية العابرة لكل محاولات تشظي النسيج الشعبي العراقي التاريخي وستظل وفيةً ومتعاونة مع الحاضن الأساس لأدبائها وكتابها "الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في البصرة" وهيئته الإدارية الشرعية، ولن تتقاطع مع نشاطها المتواصل الدأب لغرض تفعيل المشهد الثقافي بالبصرة . وقدم الشاعر حسين عبد اللطيف ملاحظاته حول مجموعة الشاعر وديع شامخ "ما يقوله التاج لهدهد" ورأى أن الهدهد هو حضن المجموعة كونه ناقل الاخبار والكلام وهو رسول المحبة وفقا للقرآن الكريم . وشخص الشاعر عبد اللطيف اعتماد الشاعر على صيغة المنولوج الداخلي ، والمناداة وحمل كوابيس الشاعر المفزعة بطريقة القول الشعري المتوازي مع الأسطورة الشعبية عن الهدهد . وقرأ بعض الحاضرين قسماً مختصراً من الدراسات المتعددة التي كُتبت عن الشاعر وديع شامخ ، منها قراءة الروائية والقاصة السيدة لطفيه الدليمي والناقد حاتم العقيلي وريسان الخزعلي ومكي الربيعي و د. حسين سرمك و منذر عبد الحر ورياض عبد الواحد و جمال البستاني وجمال الحلاق وجمال حافظ وآخرين. ووجه الشاعر حبيب السامر رسالة تحية للمحتفى به باسم الحاضرين . وأعلن مدير الجلسة أن الفعالية الثقافية القادمة ستُكرس للاحتفاء بالمنجزات المتعددة الكاتب والناقد المسرحي الرائد بنيان صالح. |