عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، صدر كتاب «سياسة الرمز: عن نهاية ثقافة الدولة الوطنية في العراق» للدكتور حيدر سعيد.
والكتاب جمع عددا من المقالات التي نشرها الكاتب في صحيفتي «المدى» العراقية، و«أوان» الكويتية، والتي ينتظمها موضوع واحد، هو الاستخدام السياسي للرمز؛ بمعناه الفلسفي والبلاغي والسيميوطيقي، في الحياة السياسية العراقية بعد سقوط نظام صدام في أبريل (نيسان) 2003. سعيد يقول في مقدمة الكتاب، إنه حاول الإجابة عن السؤال المتشعّب الآتي: «كيف يجري استعمال الرمز سياسيا؛ كيف تكون الرموزُ عناصرَ في خطاب سياسي، وكيف تُتخَذ أهدافا، وكيف تُجعَل فضاءات صراع، وساحة للتنافس، والسيطرة، والمعارضة، والمعارك، والهيمنة، والمقاومة؟». وتفسيرا لعنوان الكتاب الفرعي، يبيّن سعيد أنه انتقل «تدريجيا، من سياسة الرمز إلى سياسة الهوية والإثنية والتعدد»، لافتا إلى أن مقالات الكتاب «هي شاهد على انهيار المرويات الكبرى التي أسّستها ثقافةُ الدولة الوطنية؛ وهي، أيضا، جزء من عمل نقدي يحاول أن يراجع الثوابتَ التي رسّختها هذه الثقافة، والتي أوصلتها إلى لحظة الأزمة، والتفكك بالتالي؛ الهوية الأحادية للبلاد، المواطنة الأصيلة، التأريخ الوطني القائم على تمجيد العسكر، فكرة (الاستقلال)، الدولة الراعية، الموقف المتحفظ من الحداثة، العلاقة العدائية مع الآخر». |