... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  منتخبات

   
سالميتي ـ مدائح الزيت : ديوان جديد للشاعر وليد هرمز

تاريخ النشر       07/09/2009 06:00 AM


  محمد عفيف الحسيني ـ السويد

عن منشورات حجلنامه في السويد، وبالتعاون مع دار أزمنة في الأردن، صدر الديوان الشعري الثاني للشاعر العراقي  وليد هرمز ، بعنوان "سالميتي، مدائح الزيت"، بطباعة أنيقة؛ وقد تصدر الغلاف رسمة للشاعر والروائي سليم بركات.
يتضمن الكتاب على نصين: سالميتي، وهو الاسم الأكدي القديم لمدينة البصرة، والثاني: مدائح الزيت.

يشتغل وليد هرمز، في هذا الكتاب، كما في كتابه السابق "نواقيس الكلدان"، على ثيمتين أساسيتين، هما اللغة والميثولوجيا. اللغة قوية ومتمرسة، والتاريخ حاضر بقوة، وربما الأيروتيك إلى حد ما. 
جاء على الغلاف الأخير:

سأقامِرُ بعشاءٍ أخيرٍ،
في دارِ سالميتي.
سأقامرُ بعشاءٍ شهيٍ معَ "لارْسَا"،
ولارْسا تَلبسُ الشَّمْسَ، وأنا،
(أضاعِفُ المَزْجَ في الكأس).
أغسلُ قدمَيْها بماء عيني،
وعلى نَهْديها،مرتعشاً، أرْسمُ
الشَّارة والمسامير.

من غيرِ قناع،
أقامِرُ، أسَابقُ الجُّوعَ إلى فيْضِها.
جُنْبُذةٌ فوَّارةٌ بِسُمِّاقِ دمي، على المائدة.
نخْبٌ واحدٌ؛
نخْبيْنا،
أنا ولارْسا.

هنا مختارات من الكتاب:

سيُفاجأ الزُجَّمُ المذهولُ بالتفاح، 
بشهوةِ الوردةِ؛
ستُفاجأ الوردةُ بزُجَّمٍ يرصدُ عطرها،
سيَجْرحُ نَدِيمُ التفاحِ عِطر الوردةِ،
ستنزفُ الوردةُ عطرها النَّاضجَ بعطرها؛ 
ستَدْهنُ جسدَي الفوَّار بحمَّى الهلوسةِ.
***
سَأفاجَأ، مشْدوهاً،
كما الوَردِ،
في خريفِ المُناسباتِ،
يكظُمُ النَّدى.
مُسوَّرٌ بحدائقَ لم تُسوَّرْ منذُ أوانَ النشأةِ،                     
كأني اللبْلابُ،
يتسلقُ صاريةَ أوَّلِ المكان،
مُحاطاً بضفَّتينِ،
لامرسى فيها للعائدين إلى فصولِ العَبَثِ؛
لامكانَ يقتفي المكانَ؛
لاشريعةَ ماءٍ لِبَلَمٍ عشَّاري؛
لاأشرِعةَ تَقودُ النُّوتيَّ المُتنكِّرَ بالعماءِ،                     
إلى مضائقِ "سَالْمِيْتي".
***
سأفاجأ،
نودِيْتُ باسْمِها،
بِنَقرٍ خفيفٍ،
على أبوابها الخمسة.

أنا المَشَّاءُ الجَّفِلُ،
مُثْقلٌ بمفاتيحَ من رَملِ "الرُّميلةِ"،
بأصفادٍ من حجرِ "سَنامْ".
مُرْتجِفٌ، كعُرفِ ديكٍ،
على برْجِ "سُورينْ"،
دُجٌّ أزرقُ يطوفُ على
بحرِ "السَّبْتيين". 
***
ذاهِبٌ، أخيراً، إليْها
أسْتردُّ طيْفَ القُرْبانِِ،
أختزلُ الاعْترافَ،
أنيقاً بخَطايايَ المُهذَّبةِ.
ذاهِبٌ إليها،
أعضُّ على ألمي من المُنتصف.
بقليلٍ من هباءِ العُمرِِ،
ذاهبٌ إليها، 
كرغيفِ فَطيرٍِ مُتبرِّمٍ من جمرهِ؛
تبَرُّمٍ من هفوةِ الخَميرةِ،
لعلِّيَ أصْلحُ طحينَ قلبي،
أدوزِنُ بوصلةَ حنطتهِ؛
أُدَوزِنُ ارتيابَ الفرَّانِ من لذعةِ الجَّمرِ،
لعلِّيَ،
ذاكَ المُبتهلِ إلى الغامضِِ في  الأقدارِ.
لعلَّها،
العتَبةُ، طيفَ قدمينِ خفيفتينِ،
بَصْمتينِ على العَتبةِ،  
لنبيلٍ يَقدَحُ الفِضَّةَ بحَجرِ البَهْرَمان.
***
ستُؤجِّجُ بِيَ، هذه الأنثى:
منفايَ الثلاثينَ؛
ستؤجِّجُ بي؛
هذه الأنثى
دويَّ الأعوامِ النائمةِ،
تحتَ نعناعِ اليأسِ.

ستؤجِّجُ بي
مديحَ الأحجارِ،
أقذفُ بها بقايا العصافيرَ،
النائمة على كتِفيْها.

ستؤجِّجُ بي ماتبقى من
وداعةَ الكائنِ،
زعفرانَ الدمِ الرَّشيقِ في الوريدِ.
***

   شقَّتْ، صدفةً، نِساءُ "الفايكينغ"، مياهَ "طَرَيْدون" بسُفنهم الرَّشيقة، كعضلاتهنَّ،  فأوقفتهُم سَالميتي على بُعدٍ من فناراتِها، وأوْصَتهم أنْ يُهرِّبْنَ أكياسَ الأصْفُنِ المُترعةِ بزيتِ المَنْي الرَّهْراهةِ، ودمَ الفحولةِ؛ أكياسَ أحلامَ مُحاربيها النُّبلاءِ ــ أبناءِ المَلْحةِ، حيثُ حَفيدهم المنفي في "غوتنبورغ".
   مسَّدتْ النُّورماندياتُ ـ بناتُ الفايكينغ، بأيديهُنَّ المَدْهونةِ بزيتِ الحُوتِ على الأكياسِ، فأحسَسْنَ بدَغْدَغةٍ تسْري في أجسادهِنَّ. غَمْغمتِ الأكياسُ الموزَّعةُ بينَ أفخاذهُنَّ.
فزَّ الدَّمُ في عروقِهنَّ؛
فزَّتِ الشَّهوةُ في بُرْكانِ الدَّبابيرِ مابينَ الإسْكَتيْن؛
فزَّتْ حيرةُ السُّؤالِ في أفئدة نساءِ سالميتي:
ـ إلى أينَ ذاهبةٌ أكياسَ فحولتنا؟
ـ ذاهبَةٌ إلى الفايكنغ.
***
اتْبَعني ياشبيهي،
كيفَ تُقاسمَني الأنيسَ من غواياتها السَّبْع؟
غواياتُ المَعموديَّة على جَسَدِها.

اتْبَعْني، بلا تَمْتمةٍ،
فَمنْ يُرتِّبُ لي،
فوضى ضَياعي،
وذُعْري وارْتِباكي.

اتْبعْني،
لَوْ سَهواً كُنْتَ أنا.
أسْتدرِجُكَ إلى متاهةِ العَماء.
سأحْني لكَ قامتي،
سألمْلِمُكَ بِباطنِ كفَّيَّ،
كَطفلٍ مُدللٍ في فَجْرهِ السَّابع؛
فَجْرٌ يَنْضُجُ على حليبِ الحَلَماتِ؛
فجْرٌ مُدرَّبٌ على قلَقِِ النَّرْجسِ. 


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni