|
|
من أوراقها في الحب |
|
|
|
|
تاريخ النشر
28/07/2007 06:00 AM
|
|
|
بتردد واضح حاولت أن ترتدي وجهاً آخر لا تحبّذه أبداً ، قد يكون إحساساً وهمياً من جانبها ، تدفعه قوة خفية ، لكن في حقيقة الأمر هو محض بحث في وجه الطرق العديدة التي سلكتها ومرت بها ولما قررت نزع حالات التردد، ابتدأت بحذر ترقبي وفرشاتها أمام المرآة ، اقتربت أكثر لما أحسّت قبل قليل بتساؤل ( أيكون الحب بعضاً مما أنا فيه أم ماذا ؟ ) حينها تصاعدت أبخرة الرفض من أنفها المفلطح واحتقنت أوداجها إلى حدٍّ ما وهي تداري حالات الرتابة من حولها ، وتمقت بشدة صورتها المرآتية الموشّاة بأصباغ رخوة ، وترى بصدق أن الحياة تركب أحياناً على موج متزحلق من التناقض المستمر ، ثم أنها ترجع على وفرة من الفطنة ، لتبرر ما كانت تعمله ، لكن أشياء في داخلها تلكزها وتصطرع أكثر باضطراب نحو الأمام .. وقد تمحى خطوات سبق وإن تدحرجت في طريقها ، ليبقى الحب أرجوزة جميلة ذات لحن خيطي شفاف يطوي شغيفات القلب فيستفزّها ثم تكبر تلك الحكاية في عناوين حفظتها ذاكرة الأمكنة المحيطة بها ، وربما تجسمت صورتها المرآتية عن جواب قد يرضي فضوليتها في رحلتها هذه، ولم تغرب عن بالها اختلاجات هزّت سواكن أعماقها حيث تتلجلج في دواخلها أسئلة أرّقت حالها ، جعلتها أكثر قلقاً من نوبات التردد في العدول عمّا بدأته قبل هذا ، لكنها ركنت آخرة المطاف إلى زاوية مكان مرآتها الكبيرة ، وبدون قصد راحت أناملها تنفلت عبثاً بقصاصات ورق غفت منذ مدة في المجر الثاني من مكتبها الصغير لتغرق أخيراً في بحر كلماتها الرقيقة المرصعة بعاطفة تحمل صدق اللقاء الأول ثم تنجو على أثر أقرب ما يكون إلى نفسها من همس يخفق له قلبها ( الحب إحساس يسكن نقاء الأعماق ) ثم يعود لتصر على إزالة كل ما علق بها من أزمنة التردد تلك ، وترتدي بهدوء حقيقة الأمور باختيار يلائم تماماً وجهها هي لا غيرها ، وتترك ظنها ومرآتها التي دلتها على وجه آخر لا تحبذه وتجدد حرصها الشديد واحتفاظها بتلك الأوراق التي تحملها نحو أفق الحب … |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ وجدان عبدالعزيز
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|