|
|
ترشيح حليب المارينز وبنات يعقوب لجائزة بوكر |
|
|
|
|
تاريخ النشر
12/08/2008 06:00 AM
|
|
|
رشحت دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان روايتين من إصدارتها الجديدة لجائزة بوكر العربية للرواية في دورتها الثانية، هما: حليب المارينز للروائي عواد علي، و بنات يعقوب للروائي محمود سعيد. وقال الناشر والشاعر جهاد أبو حشيش، مدير الدار، إن ترشيحه هاتين الروايتين للجائزة جاء بناءً علي أهميتهما من ناحية البناء السردي، ومقاربتهما لقضايا حساسة وساخنة في الواقع العربي من جهة، واحتفاء القراء والنقاد بهما من جهة أخري. تدور أحداث رواية حليب المارينز ، التي تبدأ يوم دخول قوات الاحتلال الأمريكي بغداد، حول شخصية مثقف وكاتب عراقي أنهكته حربان مدمرتان، وعاش تجربة الأسر والهروب والتخفي في العواصم العربية إلي أن احتضنته دولة أجنبية لاجئاً ثم مواطناً فيها. وتكشف الرواية عن تداعيات الاحتلال في نفوس شخصياتها وانعكاسه علي مواقفها، وتأثير ما نتج عنه من كوارث في بعض منها تأثيراً مباشراً ضربها في الصميم، وخاصةً بطلها الذي يضطر إلي العودة من أوتاوا إلي مدينته (كركوك) ليدفع فديةً مالية كبيرة لخاطفي شقيقه الفنان التشكيلي، لكن الأحداث تأخذ مساراً غير متوقع ليكون هو الضحية. وعلي الصعيد الفني تقوم الرواية علي تشابك وجهات النظر، وتتناوب في سردها تسع من شخصياتها الرئيسية (الموزعة إقامتها بين العراق وكندا)، ويتداخل بناؤها السردي، الذي يعتمد علي تعدد الأصوات، مع بنائها الدلالي، حيث المجتمع الكندي لوحة فسيفسائية هائلة تتكون من عشرات الأطياف والأصول العرقية والدينية. وقد كتبت عنها القاصة والروائية والاعلامية هدية حسي في جريدة الرأي تقول: لعل رواية حليب المارينز لعواد علي -وهي روايته الأولي- تعد الأكثر شمولية من بين الروايات التي قرأتها عن واقع العراق الراهن وماضيه القريب، لما حفلت به من أحداث امتدت الي أقاصي جرح العراقيين بدءاً من الحرب العراقية الإيرانية مروراً بحرب الخليج الثانية في العام 1991 وما تلاها من نكبات وصولاً الي سقوط النظام ودخول قوات الاحتلال الي العراق في العام 2003. صورة بانورامية وضعها عواد علي أمامنا وأعادنا الي تلك الأيام التي كنا فيها علي شفا حفرة من الموت، مضيفاً إليها تفاصيل كثيرة أغفلها الإعلام العربي والعالمي عن عمد أو كان جاهلاً بها، تلك التفاصيل التي تخص طبيعة تكوين هذا البلد من حيث تنوع ثقافاته وأديانه ومذاهبه، وبالتالي نوع الكوارث التي تناسب هذا التنوع من وجهات النظر المتعددة والمختلفة التي صنعت الكوارث أو كانت علي مقربة منها.. أما رواية بنات يعقوب ، التي تقع في 594 صفحة من الحجم الكبير، فهي ذات بناء ملحمي، تدور أحداثها في بابل، خلال الأعوام الأخيرة من حكم الملك نبوخذ نصر، وتكشف عن دور الطابور الخامس في القضاء علي الحضارة البابلية، والدمار الذي لحق بها علي يد العيلاميين. وقد قال عنها عواد ناصر في جريدة الزمان الصادرة في لندن بتاريخ 4 - 8 - 2008 . ما أن شرعت بالقراءة حتي توهمت بأنها رواية عن الاحتلال الأمريكي للعراق وأضعها بين قويسات لأنها قذفت بنصوص وصور وتأملات، الكثير من الكتاب والشعراء، إلي خارج النص الخلاق وشروطه المقنعة، لكنني ما أن قطعت شوطاً في القراءة (بنات يعقوب، الآن، علي وشك بلوغ بابل العظيمة) بعد مذبحة (بيت حمّور) غير المبررة وعقب ليالي الحب والبهجة ولحظات (الخلوة) و بهارات الإثارة المرشوشة علي وليمة دسمة من الأحداث والتوترات والمزالق المفاجئة، أقول: ما أن بلغت ذلك حتي سحرني النص وشاقني إلي الحد الذي بات فيه لا يفارقني. إن هاتين الروايتين، حليب المارينز و بنات يعقوب ، المشحونتين بالوجع العراقي حديثاً وقديماً تطرحان سؤالاً جوهرياً: هل نحن أمام طفرة جديدة من الإنتاج الروائي الذي يحاول تفسير مأساة العراق الصادمة، هذا الإنتاج الذي لم يستطع الشعر مثلاً رغم طاقته التعبيرية الكبيرة أن يوازيه إبداعاً وعمقاً وشمولاً؟! |
|
رجوع
|
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|