ضمن إصدارات دار أزمنة الأردنية للنشر والتوزيع صدرت للشاعرة والروائية العراقية وداد الجوراني رواية جديدة بعنوان ''هَيتَ لكِ: إقليما''، وإقليما كما نقرأ في مقدمة الرواية هي ''اسم لإحدى بنات آدم وحواء، وبحسب روايات تاريخية- دينية فإن سيدنا آدم عليه السلام كان لا ينجب إلا التوائم، وإقليما هي ''توأمة قابيل''، ويهيم الراعي هابيل بجمالها ويطلب الزواج منها، لكن الحسد يتحرك في قلب أخيه المزارع قابيل فيعترض، ويردعه أبوه، ويحرم عليه أن يرتكب المعصية، ويذكره بأن زواجه من توأمته إقليما محظور سماوي، لكن قابيل يصر على أن ينفذ الجريمة الأولى في التاريخ، ويقتل شقيقه، ويبقى مائة عام حاملاً جثته على كتفيه، تتبعه الكواسر بانتظار لحظة ضعف منه لتنقض عليه. وإقليما- بحسب المصادر التاريخية نفسها- كانت مثار صراع تأجج ما بين الأخوين، وتقدم فيه قانون الخطيئة وتراجعت شريعة السلام، فكان دم هابيل أول دم تتلقفه الأرض في التاريخ.
بالنسبة إلى عنوان الرواية فهو يستلهم الآية الخاصة بالنبي يوسف وامرأة العزيز ''وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك..''. وخلافاً لهذا العنوان يذكر أن الاسم الصحيح لشقيقة قابيل وتوأمه هو إقليميا وليس إقليما. والغريب ما تورده الكاتبة في الفصل الأول من الرواية للتعريف بإقليميا، حيث تبدأ هكذا ''اسمي إقليما، وأمي أروى ''إقليما بنت أروى''، هذا يكفي لتكون بصير بهويتي..''.
لكن الرواية التي تحمل هذا العنوان الغريب القديم تتجول بين أزمنة مختلفة، بدءاً من زمن الآلهة القديمة وأوروك و''أودول كلاما'' حفيد جلجامش الملك الذي فشل الحكماء السبعة في إقناعه بالعدول عن الرحيل عنهم.
وتنتقل إلى أزمنة متعددة، وصولاً إلى زمن الحرب الأخيرة التي يعيشها العراق، فالراوية تتحدث عن شخصية عاشور- أبو عدي الذي تتصل به على هاتفه النقال ولا يرد ''الخط المطلوب خارج الخدمة..'' ثم تستحضر مشاهد تتعلق بما يجري في العراق ''الاحتمال الوحيد بين احتمالات مفقودة هو أن يكون أبو عدي قد خطف أو ذبح بحد السيف من الوريد إلى الوريد، وسرق هاتفه النقال، أتخيل كيف أن قاطع رأسه قد احتفل بإنجازه هذا بعد أن كرم وتم تعيينه أميراً''.
الرواية تقع في 244 صفحة من القطع الوسط. |