إنه بالتأكيد ليس خبرا سياسيا، لكن تفكك البناء الوطني الذي سمح بأشياء لم تكن مسموحة جعله كذلك. إن بلدا نجا من آفة تداول المخدرات طيلة تاريخه بات يستهلكها ، بل ينتجها على عهدة الصحيفة البريطانية الاندبندانت. يقول الخبر أن زراعة خشخاش الأفيون الذي يجري تحويله إلى مخدر الهيروين انتشر بشكل سريع في العراق بعدما وجد المزارعون أن زراعة المحاصيل التقليدية لم تعد تكفي لتلبية حاجاتهم المعيشية.
وقالت الصحيفة إن مزارعين أفغان خبراء في زراعة الخشخاش يساعدون نظراءهم العراقيين على التحول إلى زراعة الأفيون في المناطق الخصبة من محافظة ديالى التي كانت مشهورة سابقاً بزراعة البرتقال والرمان وتقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد، مشيرة نقلاً عن مصدر محلي إلى أن الخشخاش يُزرع بين أشجار البرتقال لإخفائه عن الأعين.
واضافت أن حقول الخشخاش "امتدت من مدينة الديوانية في جنوب العراق إلى محافظة ديالى" والتي تعد إحدى مناطق العراق التي لا يزال تنظيم "القاعدة" ينشط فيها، وتشن القوات الاميركية والعراقية حملة على التنظيم منذ اسابيع بمساعدة من مجالس الصحوة السنية.واشارت الصحيفة إلى أن العراق لم يكن من قبل مستهلكاً كبيراً للمخدرات، غير أن الهيروين المهرّب من أفغانستان يُنقل من إيران إلى البصرة ويجري تصديره من هناك إلى بعض دول الخليج.
وقالت إن زراعة وتهريب الأفيون يصعب وقفهما بسبب خضوع معظم مناطق العراق لسيطرة الميليشيات المسلحة، محذرة من أن انتقال أمراء الحرب المحليين، سنة وشيعة، إلى زراعة الأفيون يعد تطوراً خطيراً في العراق حيث القيادات السياسية المحلية غالباً ما تتحالف مع زعماء العصابات الذين يتولون تنظيم وتمويل إنتاج الأفيون في البلاد. |