لم تكن حديقتنا كبيرة، لعلها اكتفت أن تحوي قبر خالي الذي قُتل ذات مطر ،لانه تحدث سهواً في المقهى عن حق الانسان في وطنه.
شجرة الرمان تركت عشقها للبلابل ، وقررت اللجوء الى الصمت كعلمائنا الافاضل، لذا أحب وقاحة . . .
الحصان يجري بقوة منطلقاً كالسهم ينهب الأرض نهباً، يجر عربة تهتز في طريق ترابية وعرة بعد أن تمزق جسده بضربات سوط طويل.. كانت العربة تعج بأحمال ثقيلة لرجل ضخم يجلس قرب الحوذي الواهن وقد أحنى رأسه على صدره، وكأنه راح في غفوة تاركاً صاحب العربة يهذي وحده ...
حين يبدأ الكلام يضيع الموضوع، قلت هذا لوالدي ولم يسمعني، كان مشغولا عني لا أدري بماذا، لم يكن حزينا ولا عصبيا ولا فرحا، لم يكن يبدو على وجهه أي شئ، كان ينظر بعيدا، يفكر في جهة سفره على الأرجح. حقيقة كان يبدو . . .
قالت الوردة الهرمة ذات الورقتين الحمراوين اللتين تتعلقان بجسدها المنحني كأنه قامة ملك جميل طوقته الهزيمة.. بعد أن أيقنت أن لون الرماد الذي يدفن تحته الجمر حتى الموت راح ينشر عباءته المحزنة . . .
كان جلساً على أريكة جلدية مستديرة بنية اللون، موليّاً وجههُ ناحية النافذةَ الزُجاجية الكبيرة، التي ولجتها أشِعة الشمس الذهبية، في صباحٍ مشرقٍ، وهناك . . .
الليل يرتدي وشاحاً أسود اللون كالقطع السوداء التي تملأ كل جدران العاصمة ، أو كجنازة ترتدي بدلة عرسها تزف الى منتدى المقابر ، القمر يزاحم النجوم يبحث عن مكانٍ آمنٍ يلوذُ به والصبح يكشر عن انيابه أشبه بهبوط الليل بعد . . .
كانا يشغلان الكراسي المتقابلة للمائدة الدائرية ذات الكراسي الاربعة و التي حملت بعض صحون الطعام ويتوسط المائدة شمعدان بشموع مضاءة .. وتوزعت على ارضية الغرفة التي كانا يجلسان بها بعض الشموع لتبدد ظلمة المكان وتضفي بعض الرومانسية على الاجواء.. لم يكو ...