عن جمال البنا بمناسبة رحيله

المقاله تحت باب  منتخبات
في 
03/02/2013 06:00 AM
GMT



جمـال البنـا: رحيـل مفكـر إشكـالـي

عزيز رحيم


توفي جمال البنا أصغر أشقاء مؤسس الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا لكن جمال البنا الذي لم يتسم بالشيخ ولم يرسل لحيته ولم يكن في يوم عضواً في جماعة الإخوان المسلمين رغم أنه دفع الثمن عن قرابته لمؤسسها إذ اعتقل 1948 وبقي عامين في المعتقل مع الاخوان المسلمين إلا انه كان لا يرتدي كما يرتدون ولا يطلق لحيته كما يطلقونها، وفي السجن التقى بهنري كورييل أبرز مؤسسي الحزب الشيوعي المصري فاحتفى به وحادثه طويلاً. المهم أن جمال البنا أصغر أولاد الشيخ أحمد البنا وشقيق حسن البنا لم يكن أصولياً كأبيه الذي حقق مسند أحمد بن حنبل في عمل اقتضى منه خمساً وثلاثين سنة، ولم يكن اخوانياً كأخيه وظل طوال حياته مستقلاً برأيه ونظره. إلا أن الابن الصغر كان حفياً بأبيه قريباً من أخيه فلم يكن الاختلاف سبب شقاق ولا سبب نزاع. لم يرتدّ الابن الأصغر عن ابيه ولا الشقيق الأصغر عن أخيه. وإنما كان نفسه كما وجدها وكما فطر عليها. لم يتنصل من أخيه بل أرخ له ولحركته طويلاً وعدّ أحياناً مؤرخ الجماعة ومؤرخ مؤسسها، كان جمال البنا في حياته تلك واسعاً كما هو الإسلام في نظره، ولم يكن ذا بعد واحد فاحتوى في شخصه القرب والاختلاف وجمعهما وزاوج بينهما.
قد تكون سيرة جمال البنا سيرة مثقف عربي ملتزم. فالشاب الذي ولد في بيت عريق في تدينه لم يتحول إلى مفكر إسلامي إلا بعد رحلة طويلة انقضى جلها في المطالعة وفي الكتب. كان أول ما بادر إليه البنا هو العكوف على تعلم الانكليزية التي لم يتقنها ليقرأ فيها الأدب الانكليزي وإنما ليقرأ كتب الاقتصاد وليتابع نظريات الاقتصاد السياسي من كارل ماركس حتى آدم سميث. فالبنا الذي استهواه الأدب وقرأ في جملة من قرأ ارثر كوستلر المحتج على الماركسية وستيفان زفايغ وأورويل والذي قرأ كتباً عدة عن الميتولوجيا اليونانية، وقرأة موسوعة جيبون عن «ظهور وسقوط الإمبراطورية الرومانية» فضلاً عن قراءة البير كامو وتولستوي. استهوته السينما أيضاً. مثل جمال البنا لا يشبه في حياته حياة الدعاة الإسلاميين، فمصادر المعرفة التي طلبها والنهج الحياتي الذي سار فيه، أمور لا تقارن بأية حال بسير الدعاة الإسلاميين. وإذا شئنا أن نتكلم عن جمال البنا الشاب قلنا أنه مثل غيره من المثقفين الفعليين غامر في رحلة بحث وسؤال، توزعت وتفرعت، قبل أن يكتشف إسلامه الذي يختلف من هذه الناحية عن إسلام الكثيرين.
أول اهتمامات وشواغل جمال البنا انصبّ على الحركة النقابية والعمالية فقد أنشأ البنا ثلاثين مؤلفاً في هذا الباب، والملفت أن أولها كان عن الحركة العمالية في انكلترا. ونحن نعلم أن تاريخ الطبقة العاملة الانكليزية هو الذي الهم كارل ماركس جانباً مهماً من المجلد الأول لرأس المال. لم يكتب جمال البنا عن تاريخ الحركات العمالية والنقابية، بل شارك في تأسيس وتكوين النقابات المصرية وهو لم يكن عاملاً. الأمر الذي جعله في مواجهة مع الزعامات النقابية التي نظرت بارتياب إلى انخراط شقيق حسن البنا غير العامل في صفوفها، ولم يكن جمال البنا صدامياً ولا مقاتلاً، فحين شعر بتحسس هذه الزعامات من وجوده انسحب من العمل النقابي.
في حياة جمال البنا محاولة وحيدة في العمل الحزبي فقد أسس «حزب العمل الوطني الاجتماعي» ورغم أن هذا الاسم يلفتنا إلى اسم الحزب النازي «الوطني الاشتراكي»، إلا أننا لا نجد هذا قرينه على ميول فاشية لدى جمال البنا، فقد التقى بأحمد حسين مؤسس حزب «مصر الفتاة» ذي النزعة الوطنية الفاشية، الذي دعاه إلى الانخراط في حزبه الأمر الذي اعتذر عنه جمال البنا. هذا الحزب «حزب البنا الذي يغلب انه كان ذا دعوة اشتراكية فكلمة اجتماعي لدى ناقد ضليع للماركسية كجمال البنا قد تكون تحايلاً على كلمة اشتراكي. هذا الحزب ضم قرابة عشرين أو ثلاثين من العمال، الذين شق عليهم برنامج الحزب التثقيفي ولم يناسبهم أن يقضوا الوقت في الجدل، ما لبث لذلك أن انفرط وحلت محله «اللجنة الشعبية لإصلاح السجون» التي اصطدمت هي الأخرى بضباط السجون الأمر الذي أدى إلى خروج البنا منها، وتحولها بعد ذلك إلى هيئة رسمية. كل ذلك نسوقه لنرى من قرب أن جمال البنا لم يختلف عن الدعاة الإسلاميين ملبساً وأفكاراً فحسب بل اختلف عنهم أيضاً سيرة حياة، فهذا المستقل الذي لم ينخرط في حزب أخيه الأكبر والذي تعلم الانكليزية، وانشغل بالاقتصاد الأمر الذي جعل في مرحلة ما مستشاراً اقتصادياً للبنوك الإسلامية، وانخرط في العمل النقابي والعمالي وألف عنه قرابة ثلاثين مؤلفاً. وإذا اختلف جمال البنا كل هذا الاختلاف فإن نظره في الإسلام أو إسلامه الخاص ليس بسوية إسلام الآخرين، بل ان هذا الإسلام في تميزه واختلافه يكاد يكون، على طول الخط، معاكساً لرؤية الإخوان المسلمين وسواهم من أهل «الإسلام السياسي» التسمية التي لا يطيقها جمال البنا ويرفضها قطعياً.
إسلام جمال البنا هو كإسلام الدكتور محمد شحرور لا يرجع إلا إلى القرآن ولا يقف عند شروحات القرآن وتفاسيره كما لا يقف عند السنة ولا عند أحكام الفقهاء فهذه، بخلاف القرآن غير مقدسة والقرآن في نظر جمال البنا كتاب فن أكثر مما هو كتاب أدب، وهو يفحم بموسيقاه التي تدخل إلى القلب بمجرد السماع، بحيث لا تكون هناك، في نظره، حاجة إلى تفسير.
وانطلاقا من القرآن يرى جمال البنا ان الإسلام ليس، كما يقال، ديناً ودولة، «فإن تتدخل الدولة في الإسلام، كائناً ما كان، لن يكون في مصلحة الإسلام» ستستغله وتسيء إليه، كما ان «كل محاولة لإقامة دولة على أساس ديني باءت بالفشل» وإذا لم يكن الإسلام دينا ودولة فهو دين وأمة بحسب البنا، هكذا لا يجد البنا العلمانية منافيه للإسلام ولا الديموقراطية مخالفة له. العلمانية قائمة في المسجد والزواج «فالمسجد ذي قطعة أرض والإمام أي فرد والزواج عقد».
لا يجد البنا في القرآن ما يبرر الحجاب ولا النقاب بالطبع، النقاب بالنسبة له وصمة عار والحجاب «ليس من عقيدة الإسلام» انه موروث تاريخي فحسب فليس للحجاب بحسب البنا ذكر في عقيدة الإسلام. انه، كما يقرر البنا، زي كغيره من الأزياء يخضع للتقاليد والعادات كما يخضع للأجواء وليس في القرآن نص على حجب مكان ما في جسد المرأة إلا فتحه الصدر.
يقرر جمال البنا ان المرأة في القرآن مساوية للرجل في كل شيء، وان لا شيء يمنع في عقيدة الإسلام المرأة من ان تقوم بالإمامة أو الإمرة أو الافتاء، وكل ما ينسب إلى الإسلام من تمييز للمرأة فمرده أحاديث ضعيفة أو موضوعة، وهي على كل حال «تخالف طريقة تعامل الرسول مع المرأة فقد كان فارساً بمعنى الكلمة، ومحباً ومقدراً للمرأة».
ثم ان الإسلام كما رأه البنا هو استخلاف للإنسان على الأرض، استخلاف ليست سمته العبودية فلو شاء الله البشر عبيداً لما خلق لهم عقولاً تميز وتختار. اما لفظه «عبد» التي تطلق على الإنسان فتعني انه مخلوق قبل كل شيء.
درس البنا التجارة ونال ديبلوما فيها لكنه ما ان حازه حتى القاه في درج ولم يعد إليه، فقد اختار ان يقضي حياته بين كتبه التي جاوزت بالعربية والانكليزية العشرين ألف كتاب، لكن دراسته الجامعية هي أيضاً امتياز وتميز عن بقية الدعاة فهو لم يتخرج من الأزهر والغريب ان اباه محقق مسند ابن حنبل لم يتخرج من الأزهر، وعاش حياته يرتزق من تصليح الساعات، كما ان حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين لم يتخرج هو الآخر من الأزهر.
[ [ [
حين قام الجيش بثورة 1952 احتفى بها جمال البنا وكتب عنها ولها كتابا ذا عنوان لافت «ترشيد النهضة، دراسة عن المستقبل المصري» وكان أهداء الكتاب أيضاً لافتا فقد أهداه إلى «محمد نجيب وأخوانه لكي يظلوا ابطالاً ولكي لا يكون الفجر الكاذب» يشعر عنوان الكتاب واهداؤه بنقدية صريحة وبأمل مشروط وبتحذير مبكر وكان طبيعيا ان يمنع الكتاب وان يضيق به الضباط.
ناضل جمال البنا على طريقته الهادئة المسالمة. نافح عن افكاره وكتب قرابة 150 كتابا لم تمر جميعها بسلام فقد ناضل الأزهر ضد أفكاره ومنعت بتوصية منه كتب له اهمها كتابة عن «فشل الدولة الإسلامسة» فهو يرى ان تجربة الإسلام الدولتيه تجربة سيئة اذ انقلبت الدولة إلى ملك عضوض.
لم يسلم جمال البنا ايضاً من جماعة الاخوان الذين تحرزوا بسبب قرابته للمؤسس من ان يأخذوه بالشدة فكانت انتقاداتهم له خالية من التشهير. الأمر الذي لم يلتزم به شبانهم الذين اغلظوا القول أحيانا له.
هكذا وجد البنا نفسه منفرداً ليس فقط حيال الاخوان والدعاة الإسلاميين وانما أيضاً تجاه الحركة الإسلامية المقابلة التي هي حركة الخميني. فرغم ان البنا انتقد الشيخ القرضاوي لموقفه من الشيعة واعتبر ان الحراك الشيعي والدعوة الشيعية كسب للإسلام، إلا انه اعتبر الخميني رجل دولة أكثر منه رجل دين وان ما جرى في إيران تأسيس دولة وإن تسمت بالدين. كان البنا هكذا أمينا لموقفه من الدولة الإسلامية.
جمال البنا ومعه محمد شحرور ومعهما من قبل ناصر حامد ابو زيد وأركون وسورش والجابري يشكلون فريقا مثقفا رأى إلى الإسلام بعين اخرى، لا يرتجي ان تصبح عامة وربما ستظل نخبوية لكنها تطرح رؤية آن لها ان تخرج من حبسها وان تنخرط في سجال حقيقي، وان تكون اقتراحا مشروعاً أيضاً للتجديد والإصلاح.


اكتشــاف الإســلام


محمد شعير


من الظلم اختصار مُنجَز الراحل جمال البنا في كونه صاحب الفتاوى الساخنة فقط، أو كونه الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، فالباحث في التراث الإسلامي حتى رحيله الأسبوع الماضي كان هدفه الأساسي «نحو فقه جديد» أي تثوير الفقه الإسلامي باعتباره منجزاً بشرياً لا نصاً مقدساً وتطويره بما يلائم مقتضيات العصر. وكانت أفكار البنا الصغير مثار جدل من المؤسسة الفقهية الرسمية لكونها صادرة من شخص لم يكن خارج المؤسسة، بل من داخلها، وكان قمة إدراك حقيقي أن « تثوير» الإسلام لا يمكن أن يتم من خارج هذه المؤسسة. المدهش أن الجو الذي نشأ فيه البنا (ولد العام 1920) تقريباً هو الجو نفسه الذي ولد فيه شقيقه الأكبر حسن البنا، وعاشا سوياً أكثر من ربع قرن، الأسرة نفسها والأفكار ذاتها ولكن الشقيقين اتجها اتجاهين مختلفين: أسس حسن اكبر جماعة إسلامية متشدّدة، بينما كانت دعوة البنا الصغير «إعادة قراءة التراث الإسلامي، برؤية جديدة»، بل وصف العلماء المعاصرين بأنهم ينتمون إلى عصور الظلام «لم يجددوا فكرهم وفقهم بعيداً عن آراء السابقين».
كان البنا الأب ليبرالياً «الفن بجوار الدين» في البيت، كان له ميلٌ خاصٌّ للموسيقى، الأشقاء «عبد الرحمن» و«عبد الباسط» يكتبان الشعر، وقد كتب أغنيات لكبار المطربين آنذاك أمثال عبدالمطلب، ولعل أشهرها «شفت حبيبي وفرحت معاه» ويعزفان على آلة الربابة والعود، أما «محمد» فيتغنى بأغاني «عبد الوهاب» وهو طالب في الأزهر. وكان الوالد يقرأ الروايات الغرامية والبوليسية. أتاحت هذه التربية أن يكون لكل فرد من الأسرة اهتماماته وأنشطته. في حياة شقيقه حسن أصدر جمال كتابه الأول (سنة 1945) بعنوان «ثلاث عقبات في الطريق إلى المجد» سنة، وفي العام التالي أصدر كتابه الثاني «ديموقراطية جديدة»، ثم توالت مؤلفاته في الصدور حتى تجاوزت مؤلفاته ومترجماته الـ150 كتاباً. وكلها تهدف إلى التجديد وتنادي بالحرية، وحتمية الفصل بين الدين والدولة، وهو الفكر الذي يناقض ما دعا إليه شقيقه الأكبر «حسن البنا» المؤسس لجماعة «الإخوان المسلمين»!
هو لا يظنّ أن أفكار شقيقه تختلف عن أفكاره الخاصة بل كثيراً ما كان يردّد: «لو كان شقيقي على قيد الحياة لربما لم تختلف آراؤه كثيراً عن آرائي». ويوضح: «حسن البنا» لم يكن رافضاً لما كنت أعرضه عليه من آراء أختلف فيها عن مقررات الإخوان بالنسبة للمرأة أو الفنون والآداب والحريات، لقد كان يسمع ويبتسم وهو ما يشير إلى أن وجهات النظر هذه لم تكن غائبة عنه، ولكن وضعه كان يتطلب نوعاً من التدرج خاصة أنه كان يؤمن بأن الزمن جزء من العلاج».
كانت فتاوى البنا التجديدية التي آثارت جدلاً مثل: تدخين السجائر حلال في نهار رمضان ولا تفطر، القبلة بين رجل وامرأة للمرة الأولى ليس بحرام ولا ذنب فيه، حجاب المرأة ليس فريضة وغيرها من فتاوى... كان كثير من الفقهاء يتصلون به عقب حملات الهجوم عليه سراً ويحيّوه عليها، ولم يكن يغضبه الهجوم أو يستفزه لأنه كان يعتبر نفسه «رأس حربة» يحمل دعوة علم...: «وللعلم فتواي ليس من ورائها هدف، لأنني لست بشاب فأبيح لنفسي القبلات، ولست أطلب مالاً أو شهرة، الأمر ببساطة اجتهاد في الفتوى يرتقي إلى الحقيقة»، كما قال في حوار معه.
ولكن كان أشد فتاويه إثارة للجدل لدى السلفيين والإخوان عندما رأى أنه لا توجد «دولة إسلامية»... كتب في كتابه «الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة»... مؤكداً أن الفارق بين الأمة والدولة هو أن «الأمة» هي الشعب والمجتمع، في حين أن الدولة هي الحكومة والسلطة... وأولاً «مافيش دولة إسلامية» لأنه أصلاً متى تحققت الدولة الإسلامية؟! الإجابة في السنوات العشر التي حكم فيها الرسول المدينة، وهذه لم تكن دولة كاملة وإن كان بها بعض مقوّمات الدولة لكن لم يكن بها جيش دائم ولا شرطة ولا سجون... ويحكمها الرسول ويصحّح له الوحي... والقياس على هذه الدولة صعب.
أما في عهد «أبو بكر» و«عمر»... هذه دولة ظل الرسول... واستمروا 12 سنـــة فقط، وعندما طُعِن «عمـــر بن الخطاب»، طُعِنـــت الخلافة... لأن «عثمان» عندما جاء لم يسر بسيرة الشيخين وقُتل وهـــو يقرأ القرآن، وعندما أتت زوجته للذود عنه قطعوا أصابعها بالسيف وهي صـــورة دراماتيكية شنيـــعة لا يمـــكن أن تتصوّر، وعندما أتى «علي بن أبـــي طالب» أصبح نصف المسلمين يحارب النصف الآخر... هل هنـــاك دولة إســـلامية يحدث فيـــها ذلك؟ أما في 40 هـــجرية حوّل «معاوية بن أبي سفيان» الخـــلافة إلى مُلك ضخم... وهكـــذا فـــإن ما قضى عليه «مـــصطفى كمال أتاتورك» لم يكن خـــلافة، ولكنه مُلك... الخـــلافة هي ما حدث في عهد «أبو بكر» و«عمر» وفيما بعدهما فهو مُلك فقط...
ويرى البنا أن من الناحية النظرية السلطة تُفسد الأيديولوجية... الدولة شخصية اعتبارية، لكنها في النهاية تتبلور في الحكومة... والحـــكومة تتبلور بدورها في السلطة، يعني لو لم يكن في الحكومة جيش أو شـــرطة فلا تعتبر دولة... والسلطة معناها القوة والأيديولوجية معـــناها قيم. وما أبعد المسافة بين القوة والقيم، وما بين السلطان والقـــرآن. فإذا اجتمعا مع بعضهما، ضروري أن تفـــسد السلطة الحقيقية... ضروري أن تستغل السلطة الدين. وهـــذه هي الفكرة الرئيســـية التي فتحت نيران السلفيين والأخوان علـــيه. وأظن أن رحيله أتاح للإخوان أن يتنفسوا بعمق بعد أن مات أكثر أعدائهم، وأكثرهم خبرة بهم وبأفكارهم.