قصائد كريستين سڤاڤا |
المقاله تحت باب منتخبات ما الذي يمكن فعله لقلب جاري شاعرة آيسلندية مواليد العام 1985. تُعدّ من الأصوات البارزة في المشهد الشعري اليوم. لها مجموعتان شعريتان هما "مفردات رقيقة للسباب" (2007) و"معرض البرابرة" (2011). وبالإضافة إلى نشاطها الشعرية، تقوم سڤاڤا بترجمة نصوص لشعراء آخرين من الإنكليزية، الإسبانية والبرتغالية.
أنت، أيها الرجل البهيّ، المتّقد الذهن،
على جدران البئر على جدران البئر ثمة من بوينغ بام صَوْصوصو كل هذا يموت بام كل هذا يمضي في حياته ثم نتظاهر صَوْصوصو هنا كان يوماً وقبل أن يدركوا ذلك في الأزمنة الغابرة فكّرْ. ليس بكاسيتات الأرشيف في الراديو الوطني، لا. فكّرْ أكثر بالبراميل المشتعلة وداخلها ملفات سرية سيدي الشرطي! هل أضرم النار في هذه أيضاً؟ بالمتاحف المدمرة بالحريق متّحدين نزحف ببطء فكر بالكأس
أوقات حسنة تلك كانت أوقات حسنة. حينذاك كنت أعمل بصورة متقطعة على الورق، ممضية مسائي بالضرب على آلة الكاتبة تغلّفها غيمة من دخان. وأثناء النهار كنت ألتقي بالفتيات. كنا نجلس في المقاهي لساعات، غالباً في مقهى سِلِكْتْ الباريسي، حيث كان يعرّفنا النادل، فنشرب القهوة ونتناول فواتح الشهية. واحدة منا تقرأ بعض السطور من قصيدة جديدة أو من مقال في الفلسفة، وأحياناً نكتفي بتصفح كل هذا بين الأوراق. كثيراً تكلمنا، كثيراً ضحكنا، وتجوّلنا أيضاً في الشوارع مندفعين بلوثة نبوغنا. هناك كنا، سيمون، وأنا سڤاڤا، غرترود، إمّا وروزا والأخريات. أما فكتوريا فكانت لتنضم إلى الزمرة لولا ضربها اكتئاب شديد مصاحباً دوماً ملكة نبوغها. كنا تماماً فتيات معوزات وجدن في كل الأوقات طريقة لشق سبيلهن معاً للحصول على فواتح الشهية إضافة إلى آخر أعمال شاعر ما نختاره لجعله مادة للسخرية في لحظة معينة. معظمنا، انتهى أمرهن بأن تزوّجن، كما يحصل عادة، أما الحياة الأليفة والدافئة فظلت فاتنة، لكن إلى حد معين – غير ذلك، فقد واظبنا على الالتقاء، ودائماً في أماسي أيام الخميس، فنحتسي الكحول معاً ونذهب من بعدها إلى بيوت الدعارة، حيث نناقش مسائل مختلفة مع أكثر عاهرات باريس حدّة قبل أن نمضي برفقتهن إلى الغرف الخلفية.
أقفلوا الطريق خشية انهيار ثلجي. وأقفلنا الطريق بدورنا. وها نحن نسير على الطريق ولا يمكننا اجتيازها إلى أبعد لأنهم أقفلوا الطريق. ولقد قمنا بإقفال الطريق بدورنا ولم يعد بمقدورنا أن نتابع. هم يسنون قوانين لحمايتنا. ونحن بدورنا نسنّ قوانين من أجل حمايتنا. ويسنون قوانين لحماية أنفسهم. ونسن قوانين لحمايتهم هم. نسن قوانين كي نحول دون أن نضطرب أمام سؤال من قبيل إذا ما كان بناء كل ذلك قد كلف الكثير. يراقبوننا. ونراقب أنفسنا بدورنا. ويراقبوننا نحن، كي لا نقوم بارتكاب فعل ما قد يلحق الأذى بنا. وهم يراقبوننا كي لا نقوم بارتكاب فعل ما قد يلحق الأذى بهم. ونراقب أنفسنا كي لا نقوم بارتكاب فعل ما قد يلحق الأذى بنا نحن. ويغلقون الحدود. ونغلق الحدود بدورنا. ويغلقون الحدود درءاً لأي خطر قد يتهددنا. ونغلق الحدود فلا يتهددهم أي خطر ما. وإذا ما أغلقنا الحدود تماماً فلا يمكن أن يتهددنا أي خطر ولا يمكن أن يتهددهم هم أيضاً أي من الأخطار. ترجمها عن الانكليزية مازن معروف |