المقاله تحت باب قضايا في
18/06/2012 06:00 AM GMT
استطلاع رأي أمريكي: المالكي سيفوز في الانتخابات المقبلة .. والعراقيون يريدون الكهرباء بغض النظر عن الديمقراطية أو الدكتاتورية كاثرين شير | برلين
كشفت دراسة أمريكية أُجريت حديثاً أن ما يقرب من نصف العراقيين يوافقون على ما يقوم به رئيس وزراءهم نوري المالكي من أفعال، وأن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح. وعمل المعهد المتخصص بإجراء الاستطلاعات السياسية جنباً إلى جنب مع باحثين محليين. وجرى استطلاع آراء 2000 شخصاً من 36 مجموعة سكانية اختير بعضهم ليمثلوا الأقليات. واستمر العمل ثلاث سنوات، قبل أن يتم الإعلان عن نتائجه في شهر نيسان (أبريل) الماضي. ولغرض إجرائه، تعاقد المعهد الديمقراطي الوطني، وهو منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تعمل من أجل دعم وتعزيز المؤسسات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، مع مركز كوينلان روزنر للبحوث، وهو معهد أمريكي أيضا يهتم بإجراء استطلاعات الرأي والبحوث السياسية. ويشير الاستطلاع إلى أن حوالي 30 بالمئة من المشمولين به يعتقدون أن سلوك رئيس الوزراء العراقي الحالي "يشبه تصرفات الدكتاتوريين"، وأن اهتمام المالكي "ينصب على الاحتفاظ بالسلطة بدلاً من الاهتمام بمساعدة الشعب العراقي". ولكن ومن جهة أخرى، يوافق نصف المستطلعة آراءهم على ما يقوم به المالكي من أفعال ويعتقدون بأن العراق يسير في الاتجاه الصحيح. في حين يعتقد 75 بالمئة أن "العراق يحتاج زعيما قويا للحفاظ على استقراره، حتى لو أدى ذلك إلى التخلي عن بعض الحريات". ووجدت الدراسة بشكل عام أن "المالكي سيحظى بشعبية كبيرة إذا ما جرَت الانتخابات الآن في العراق، على الرغم من المخاوف المختلفة لدى المستطلعة آرائهم". وبحسب محللين، من المُحتمل جداً أن تكون النتائج قد عكست بشكل واضح المشاعر المتناقضة لدى العراقيين في مختلف المناطق التي أُجري فيها. ويعزو رينارد سكستون، وهو كاتب عمود في صفحة الشؤون الدولية في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ظهور هذه النتائج، إلى خوف العراقيين من حالة عدم الاستقرار. وكتب يقول "غالبا ما يتم التحدث عن الاستقرار والتقدّم كمبررات.. وخاصة عندما يكون الاستقرار والتماسك الداخلي من مفاتيح بقاء مجموعة أو أمة أو قبيلة على قيد الحياة". أما حيدر الحمودي، وهو محلل ويعمل أستاذاً مساعداً في القانون في جامعة بيتسبرغ، وكان ساعد في مراجعة الدستور العراقي في بغداد في عام 2009، فيعتقد أن بعض النتائج التي وردت في الاستطلاع تشير إلى أمر مهم للغاية، وهو عدم رغبة العراقيين بإقامة دولة فيدرالية. وكتب الحمودي أن "المسح الذي اجرته غرينبرغ كوينلان روزنر للبحوث أثبت أن ما يقرب من 70 % من العراقيين لا يؤيدون فكرة تقسيم البلاد إلى دويلات، والاستثناء الرئيسي كان في الشمال، بين سكان كردستان العراق، حيث يبدو أنهم يفضلون قيام دولة فيدرالية". نتائج استطلاع الرأي التي لم يكن هناك أي خلاف حولها ولا تناقض في الآراء بين العراقيين هي المطالب التي يريدها الشعب العراقي من الحكومة العراقية. إذ أظهر الاستطلاع أن البطالة وتوفير فرص العمل وتأمين الخدمات من قبل الدولة - مثل إمدادا الكهرباء بدون انقطاع - هي من الشواغل الرئيسية لمعظم العراقيين الذين يعيشون خارج إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بأوضاع أفضل من أوضاع المناطق العراقية الأخرى. أما الهموم الأخرى التي اتفق عليها جميع المشاركين فتمثلت بالمخاوف الأمنية - على الرغم من أن الكثيرين منهم أكدوا بأن الوضع الأمني قد تحسن كثيرا- فضلاً عن تفاقم مشكلة الفساد في المجتمع العراقي. غير أن رايدر فيسر، الخبير في الشؤون العراقية والباحث البارز في المعهد النرويجي للشؤون الدولية، شكك في نتائج الاستطلاع في مقابلة أجرتها معه "نقاش" عبر البريد الالكتروني، وقال فيسر أن استطلاعات الرأي في بلد مثل العراق تواجه عدداً من التحديات المتمثلة بالمشاكل الأمنية، وبفرص الوصول إلى شرائح تمثل بحق الشعب العراقي بجميع مكوناته. وأضاف فيسر "في الماضي، أثبتت استطلاعات الرأي العراقية بأنها لا تتمتع بأية مصداقية خاصة تلك التي أجريت في قضايا مثل الفيدرالية والانتخابات." ومع ذلك، فإن المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، والذي قام بتأليف العديد من الكتب عن العراق وينشر كتاباته في مدونة متخصصة على شبكة الانترنت، يعتقد أيضا بأن هناك مسألة واحدة جديرة بالاهتمام في هذا الاستطلاع ألا وهي "المزاج المتفائل السائد عموماً لدى فئات من السكان، وهذا ما تدعمه أيضا أدلة أخرى مبُعثرة في مصادر أخرى" ويضيف بأن "هناك أيضا مجموعة أخرى من المعلومات تتفق مع نتائج الإستطلاع، تشير إلى أن اهتمامات العراقيين، في هذه اللحظة، تنصب بشكل أكبر على تأمين خدمات أفضل وأمن أفضل وأن هذه الاهتمامات تطغى على اهتمامات أخرى تتعلق بطبيعة النظام الديمقراطي في العراق". ويختم فيسر قائلا "لعل هذا التوجه لدى العراقيين هو ما يفسر الدعم الشعبي الذي يتمتع به المالكي على الرغم من الجهود المنسقة والمكثفة من قبل أعدائه للاطاحة به". عن (نقاش)
|