مختارات من قصائد ترانسترومر |
المقاله تحت باب منتخبات يحدثُ في منتصف الحياة أن يأخذ الموت مقاساتنا لكن الثوب يُخاط بلا علم منّا كان يستحق الشعر أن يفوز بالجائزة اخيراً بعد غياب، وكانت تستحق نوبل الآداب أن تفوز هذه السنة بتوماس ترانسترومر، وهو المرشح القديم الجديد لها، ذاك الذي اعترف جوزف برودسكي نفسه بأنه "سرق" منه أكثر من استعارة. رؤيوي جريء، يُظهر العالم في ضوء جديد ومفاجىء ومختلف، يحتجزه بين اسلاك حقل كهربائي، حقل اللغة، لغته. قصائده تلعب في المساحة الزرقاء بين اليقظة والمنام. توتره فيّاض لكنه يسيطر عليه جيدا، وله حدّة عين النسر، الذي يرصد اشارات يعجز الانسان العادي عن التقاطها. توماس ترانسترومر، هو، يقبض عليها ويصنعها شعرا من أجلنا. الحجارة الحجارة التي رميناها، أسمعها الشجرة والسماء
ثمة شجرةٌ تمشي تحت المطر، تمرّ بمحاذاتنا في الاكفهرار السائل. لديها مهمّة: هي تسلب المطر حياته مثلما يسلب شحرورٌ بستاناً. عندما يتوقف المطر، تتوقف الشجرة. تلمع، وديعةً ومستقيمة في الليل البرّاق منتظرةً، على غرارنا، اللحظة التي ستتفتّح فيها نديفات الثلج في العالم. مساءٌ من كانون الأول 1972 ها أنذا، الرجل الخفيّ، المستخدَم ربما مرثية
أفتح الباب الأول. إنها غرفة واسعة مغمورة بالشمس. سيارة ثقيلة تعبر الشارع فيرتجف الخزف. أفتح الباب رقم اثنين. الباب الثالث: غرفة فندق ضيّقة جبالٌ سوداء
عند المنعطف التالي، انفصل الباص عن ظل الجبل البارد، أدار خطمه نحو الشمس وزحف صوب الممرّ صائحا. كنا نتدافع فيه، وتمثال الديكتاتور معنا، ملفوفا بورق الجرائد، والقنينة تمرّ من فم الى آخر. الموت، شامة الولادة هذه، كانت تكبر بسرعات متفاوتة في كلّ منا. وهناك، فوق، عند الجبال، أدركت زرقة البحر السماء. في آذار 1979 الذكريات تراقبني
في أحد صباحات حزيران، عندما يكون الوقت مبكرا لكي استيقظ ومتأخرا لكي اعاود النوم، أخرج الى الاخضرار المشبع تظل خفيّة، تذوب قريبة هي حدّ اني اسمع انفاسها، بطاقات بريدية سوداوية 2 شطوب النار خلال هذه الأشهر المعتمة، لم تلمع حياتي إلا عندما كنتُ امارس الحبّ معكِ على غرار القطرب الذي يضيء وينطفىء، يضيء وينطفىء- يمكننا أحيانا أن نقتفي طريقه في الليل بين أشجار الزيتون. خلال هذه الأشهر المعتمة، ظلّت حياتي متهالكة وجامدة نيسان وصمت الربيع خالٍ. حفرة مخملية معتمة تزحف قربي من دون ان تحدّق فيّ. جلّ ما يلمع ظلي يحملني كلّ ما أريد قوله تواقيع
يجب أن اجتاز العتبة المظلمة. قاعةٌ. الوثيقة تشعّ، بيضاء. ظلال كثيرة تتنقّل فوقها. الجميع يريد توقيعها. الى أن يدركني النور
ويطوي الزمن. الترجمة والتقديم: جمانة حداد |