(أنطولوجيا الشعر الهولندي المعاصر) - تيارات عديدة وقصيدة واحدة |
المقاله تحت باب أخبار و متابعات صفوان حيدر لعل صعوبة اللغة الهولندية ومحدودية انتشارها واقتصار اسم هولندا على أزهار التوليب، الأبقار، لاعبي كرة القدم، المخدرات والحرية الجنسية، والدراجات الهوائية، جعلت الاهتمام بالأدب الهولندي عموماً وبالشعر خصوصاً، ضئيلا، فلم يترجم إلا القليل من الشعر الهولندي المعاصر الذي يندرج ضمن أربع مراحل هي: الشعراء الخمسينيون/ التجريبيون، والواقعية الجديدة، والتجريبيون الجدد، وشعراء ما بعد الحداثة. وهذه المراحل تغطيها «انطولوجيا الشعر الهولندي المعاصر» الكتاب الصادر عن دار الفارابي، مؤخراً والذي قام بترجمة نصوصه الشعرية صلاح حسن. لكن هذه التغطية الأنطولوجية لم تنجح في تجنب الوقوع في عيوب عدة منها: النمطية الأحادية في لغة الترجمة التي لم تنقل لنا التباينات والاختلافات اللغوية بين المدارس والاتجاهات الشعرية الهولندية، والانتقائية في اختيار الشعراء حسب قربهم او علاقتهم بمجموعة من الشعراء العرب المقيمين في هولندا. لقد جاءت الترجمات الشعرية، في معظمها، كأنها قصيدة واحدة لشاعر واحد، سواء على مستوى اللغة أم على مستوى البناء والتركيب المعماري لبنى القصائد. نوافذ جديدة رغم ذلك، تفتح هذه الانطولوجيا النوافذ على شعراء هولندا بعد الحرب العالمية الثانية وحتى أيامنا الراهنة. وتعرفنا الى شعراء عرب يقيمون في هولندا ويكتبون بالهولندية. والواقع ان الشعر الهولندي المعاصر يتأرجح بين قطبين، الأول ينطلق من التجربة الذاتية حيث تعتبر Anna Enquit ممثلته الأولى خصوصاً في ديوانها «أغاني الجنود» (1991). والثاني يرى في القصيدة استقلالية تامة وهذا ما نشاهده لدى هـ. هافيريري وكاوينار الأب الروحي لهذا الفهم وعابر الأجيال والأساليب. |