الطبعة الشعبية لرواية "تل اللحم"

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
23/01/2011 06:00 AM
GMT



عن دار نشر دي تي فاو في المانيا صدرت أخيراً الطبعة الشعبية (طبعة الجيب) من رواية نجم والي "تل اللحم" والتي هي ثاني كتاب جيب يصدر عن الدار بعد "صورة يوسف"، وخامس كتاب يصدر في الألمانية للعراقي المقيم في برلين تجم والي (ثلاث روايات ومجموعة قصصية وكتاب رحلة). هذا وسبق وأن صدرت رواية "تل اللحم" عن دار النشر الألمانية العريقة "هانزير" بطبعة هارد كوفر في خريف 2004 بترجمة المستعربة الألمانية المقيمة في واشنطن إيمكا آلف فين ومن المعروف عن دار دي تي فاو أنها إحدى أشهر دور النشر العالمية المتخصصة بنشر الطبعات الشعبية (كتاب الجيب) بعد نجاح طبعات الهارد كوفير، كما إنها اشتهرت بنشر الأدب العالمي لعدد كبير من الروائيين المعروفين عالمياً مثل إيريش ريمارك، هيرمان هيسة، ريلكة، توماس مان، إيتالو كافينو، وليم فوكنر ، برتولد بريشت، إيمبرتو أيكو، ميلان كونديرا، أورهان باموك، هيرتا مولير، وغيرهم.
ومن الجدير بالذكر أن رواية "تل اللحم" أو "رحلة إلى تل اللحم" كما جاءت بترجمتها الألمانية  والتي نفذت طبعتها الثالثة، كانت قد أُستقبلت مباشرة بعد صدورها بحفاوة في الأوساط الأدبية والثقافية ليس في ألمانيا وحسب، بل في البلدان الناطقة بالألمانية أيضاً (سويسرا والنمسا)، وكرست بعض الصحف الناطقة بالألمانية صفحة كاملة على صفحاتها الثقافية للحديث عن الرواية (الصحيفة الألمانية زوددويتشه تزايتونغ، والصحيفة السويسرية رقم واحد: نوير تزوريشير تزايتزنغ، كما أجرت صحف أخرى ومحطات تلفزيونية العديد من الحوارات مع الكاتب العراقي، قناة "3Sat"  وقناة "SWR" وقناة "Lettra" وقناة "Alpha BR" و"ORF"، من أجل ذكر بعض الأمثلة، فضلاً عن العديد من المحطات الإذاعية الألمانية المهمة.

جاء على غلاف الرواية:
الحكي مثل صنارة، كلما علق فيها طُعم لذيذ، كلما زاد الصيد؛ كلما روى المرء، كلما زاد نهمه للروي، مثله مثل الذي يسمع القصة أو يقرأها...هذا هو ما يفعله راوي هذه الرواية معنا؛ فهو يجعلنا ومع كل سطر يرويه، نزداد نهماً لمعرفة سر القصة التي يرويها، غافلين عن الشرك الذي نصبه لنا في البداية بتلك الجملة التي استعارها من الفرنسي، بوريس فيان "هذه القصة حقيقية لأنني اخترعتها أنا"...ومع قراءة كل جملة، نريد أن نعرف، أننا لسنا مخدوعين، حتى لو أن ما نقرأه مخترعاً بأكمله، وحتى لو اختلط كل شيء بين الحقيقة والوهم، الله والشيطان.   
"تل اللحم"، هل هي قصة المكان الذي يقع قريباً من مدينة سوق الشيوخ، في العراق عند تخوم البادية الجنوبية، والذي تُرى على أطرافه المقبرة المسماة باسمه، التي لا يعرف أحد متى وُجدت، مثلما لا تُعرف هوية المدفونين هناك؛ هل هي  مقبرة لدفن الغرباء، الذين مروا بالمدينة، والأطفال غير الشرعيين وحسب؟ أم هي قصة المكان الذي أطلق فيه النار على نفسه الجنرال "بلزاك"، قائد الجيوش البرية لقوات التحالف في حرب الخليج، بعد تسلمه الأوامر بالتوقف هناك، هو الذي كان يحلم بالزحف باتجاه بغداد؟ أم هي قصة حب بين جندي عائد من حرب فاق وصفها الجحيم وبين إمرأة هاربة من مستنقع وحل الذكور، في زمن ملؤه "الصخب والعنف"؟
من يدري؟ ....في "تل اللحم" تختلط كل القصص، الحقيقية والمخترعة: قصة "معالي سيد مسلط"، بقصة "مرايا سيد مسلط"، قصة "شجرة آدم"، بقصة "إفْطيّمْ بَّيْ دَيّ"، بقصة "وجيهة"؛ قصة السمكة الجصانيّة، بقصة "الحمامة" التي ضلت طريقها؛ قصة بنت الهوى "نجمة"، بقصة "نجم والي"؛ قصة العجوز "عسلة لاوي"، بقصة "مَلَك".
"تل اللحم" هي رواية الجحيم العراقي؛ رواية أكثر من حربين عراقيتين طويلتين؛ رواية الموت اليومي وإحتراق سادوم على ضفتي الفرات ودجلة؛ رواية الحب حلماً، يرويها نجم والي، كاشفاً للعالم وجهه الحقيقي...