الحكومة المحلية في البصرة توقف عروض سيرك «مونت كارلو»

المقاله تحت باب  قضايا
في 
07/11/2010 06:00 AM
GMT



البصرة: فارس الشريفي
قرر علاء سلمان الذهاب مع طفليه إلى مدينة البصرة لحضور سيرك «مونتي كارلو» الذي بدأ مؤخرا في تقديم عروضه بالمحافظة (550 كلم جنوب بغداد)، لكنه فوجئ بأن الحكومة المحلية قررت إغلاق أبواب السيرك بتل من الرمال أول من أمس.
وقال سلمان، القادم من بغداد لـ«الشرق الأوسط»: إن «الأمر محزن ويا فرحة ما تمت»، مضيفا أن «بغداد وضعها الأمني لا يسمح لنا بالترفيه عن أنفسنا، أما البصرة فالمتشددون يمنعون التسلية».
وأعلنت إدارة سيرك «مونتي كارلو» عن وقف عروضهم التي يقدمونها لأبناء مدينة البصرة بعد قرار الحكومة المحلية بنقل الفعاليات إلى مكان آخر، استنادا إلى شكوى من ديوان الوقف الشيعي، بحجة أن الأخير يمتلك الأرض التي تقام عليها فعاليات السيرك، ولا يمكن استخدامها بطريقة مخالفة للشريعة الإسلامية، بحسب وجهة نظرهم.
وقال غسان طه محمد, أحد منظمي العرض في البصرة، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحكومة المحلية في المحافظة أصدرت قرارا بإخلاء الموقع الذي تقام عليه العروض في منطقة مناوي باشا وسط البصرة، وأن القرار استند إلى شكوى قدمها ديوان الوقف الشيعي، لكن إدارة السيرك لم تتلق أمرا قضائيا لإخلاء المكان»، مضيفا أن «من واجب الحكومة المحلية في البصرة توجيه كتاب شكر للأجانب الذين على الرغم من كل ما سمعوه عن العراق وسوء الوضع الأمني، لكنهم ضحوا وغامروا بغرض إسعاد أهالي البصرة، وليس معاملتهم بالطرد من المدينة». وعن المكان البديل الذي قد يحل فيه السيرك، أشار محمد إلى أن «الحكومة المحلية لم تتكفل بإيجاد المكان البديل لنا وحتى أهالي المدينة الذين يمتلكون مساحات من الأراضي الفارغة التي من الممكن أن نستخدمها لإقامة العروض قرروا طلب إيجار منا بما يعادل عشرة أضعاف سعر الإيجار الحقيقي عند سماعهم خبر طردنا»، وتابع أن «الفرقة إذا لم تجد البديل فإنها سوف تعود لإقليم كردستان».
وكانت محافظة البصرة قد شهدت، في 28 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انطلاق عروض سيرك «مونتي كارلو» للمرة الأولى منذ أربعين عاما، داخل خيمة كبيرة تم نصبها على أرض غير مستغلة، بعد تسييجها بالأسلاك الشائكة.
وبين مدير الوقف الشيعي في البصرة محمد المطوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الأرض التي أقام سيرك مونتي كارلو فعالياته عليها هي وقف حسيني ولا يجوز استخدامها بطريقة مخالفة للشريعة»، مشيرا إلى أن «السيرك لم يحصل على موافقة رسمية من إدارة الديوان لاستغلال الأرض لعروضه، كما أنه لم يلب طلبات الوقف المستمرة بوقف تلك العروض، لذا قمنا بمطالبة الحكومة المحلية لغرض التدخل لوقف تلك العروض واستغلال الأرض».
يشار إلى أن تلك الأرض يتم استغلالها بشكل مستمر من قبل الحكومة المحلية في البصرة، وكان آخرها إقامة ساحة تستخدم كمعرض لبيع السيارات للمواطنين بطريقة (البيع المباشر وبالتقسيط).
وكشف مصدر مقرب من ديوان محافظة البصرة، رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ضغوطا مورست على المحافظة وديوان الوقف الشيعي تهدف لوقف عروض السرك في البصرة»، وتابع المصدر أن «شخصيات دينية وأحزابا إسلامية كانت تقوم بتلك الضغوط، ومنها من أصدر بيانات تندد بإقامة فعاليات السيرك على أرض تابعة للوقف الشيعي».
أما أهالي المدينة فإنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد سماعهم الأنباء التي أشارت إلى توقف عروض السيرك، وقال أحمد إبراهيم، 23 سنة, طالب جامعي, إن «الأمر غريب، من جهة يقولون إن البصرة لا يوجد بها تقييد للحريات الشخصية، ومن جهة يمنعون الفعاليات الترفيهية»، وأضاف «والله أنا شاهدت العرض أكثر من مرة، ولا يوجد به شيء يخدش الحياء، فلماذا هذا التشدد؟».
بينما قالت أم قاسم، 40 سنة, موظفة, إن «ما يستخدم من ضغوط على المواطنين تفوق التصور، ويقولون لماذا لا نتطور؟ فإذا السيرك حرام والألعاب حرام، وغيرها وغيرها حرام، فما ذنب الأطفال، ولماذا حرمانهم من كل ذلك؟»، وتابعت أن «الحل الوحيد أن نبحث عن مكان غير البصرة وندعها لهم».