القاعدة تبتز أصحاب الأعمال في الموصل.. والكل يدفع دون نقاش

المقاله تحت باب  قضايا
في 
07/09/2010 06:00 AM
GMT



أكد أثيل النجيفي محافظ نينوى أن الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة بعد أن فقدت جزءا كبيرا من مصادر تمويلها تسعى لابتزاز بعض أصحاب المحلات والتجار داخل مدينة الموصل.
وأشار النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تخوف المواطنين من استهدافهم جعلهم يستجيبون لهذه الابتزازات. وبين أن القوى الأمنية العراقية تسيطر بشكل كامل على المدينة، وطالب المواطنين بالإبلاغ عن هذه الحالات التي وصفها بالقليلة والمحدودة ولا تمثل ظاهرة في الموصل، مبينا أن المعلومات الاستخبارية التي تمتلكها الأجهزة الأمنية ستمكنهم من إلقاء القبض على من يقوم بهذه الأعمال.
لكن الواقع يخالف تصريحات المحافظ، فرغم تراجع مستويات العنف والهجمات في الموصل ومحافظة نينوى والحد من تهريب الأسلحة عبر الحدود مع سورية فإن التهديدات والضغوطات لا تزال العملة السائدة في هذه المنطقة، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال عبد الله أحمد علي (44 عاما) في هذا السياق «الكل يدفع ويوزع التاجر المبلغ على البضاعة التي ينقلها ولا أحد يقول لا، أو يتأخر في الدفع لأنهم يحجزون سيارته أو يغلقون محله إلى أن يدفع ما عليه».
وأضاف، وهو صاحب حل للمواد الغذائية، أن «دولة العراق الإسلامية تفرض غرامة على المركبات التي تنقل المواد الغذائية القادمة من سورية أو بغداد قيمتها 200 دولار و150 دولارا على الشاحنة التي تعبر الطريق و100 دولار على الشاحنة المتوسطة وصولا إلى 50 دولارا للأصغر حجما». وتابع علي «أن من يتجاسر ويرفض الدفع فسيكون مصيره مماثلا لمصير أبو محمد، أحد تجار حي الجزائر الذي قتل وجرح ابنه، عندما رفض أن يدفع للدولة»، في إشارة إلى «دولة العراق الإسلامية». وأضاف بحسرة «أين قواتنا الأمنية؟ لو كان لدينا جهاز أمني واستخباراتي قوي لما تضاعفت هذه الظاهرة (...) لكن حتى عناصر حماية القادة الأمنيين واقعون تحت رحمة (القاعدة)».
وتسري روايات مماثلة بكثرة في الموصل التي كانت مركزا تجاريا مهما عبر العصور الغابرة. وقال أستاذ جامعي في العلوم السياسية رفض الكشف عن اسمه إن «الموصل تشهد ولادة مافيا جديدة مشابهة لتلك الموجودة في إيطاليا لكن بغطاء ديني واسع». وأضاف «لو قمنا باحتساب الأموال التي تجمعها (القاعدة) يوميا لأدركنا أنها تستطيع دعم القتال ليس فقط في الموصل إنما في كل العراق، وقد تساعد أعمالهم في أفغانستان واليمن». وأشار إلى أن المسؤولين الأمنيين يعلمون جيدا بذلك ويحملون الأهالي المسؤولية باعتبارهم لا يتعاونون مع الأجهزة الأمنية لكن الحقيقة تكمن في غياب الجهاز الأمني والاستخباراتي».
من جهته، قال الكابتن في الجيش الأميركي كينيث بنوا الذي يسير دوريات مشتركة مع قوات الأمن العراقية والبيشمركة الكردية في محافظة نينوى إن «(القاعدة) تمارس الابتزاز بسبب توقف عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات». وتؤكد الشرطة العراقية أيضا ذلك. وقال العقيد حامد عبد الله الملحق بقوة مشتركة مقرها قاعدة مارز في جنوب الموصل «إما أن يجمعوا الغرامات بالقوة وإما أن يتلقوا مساعدات مالية من الخارج لشن الهجمات».