محمد مظلوم وكتاب فاطمة

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
28/08/2010 06:00 AM
GMT



برغم التنظيرات المتعددة التي يمكن لنا أن نسوغها للقصيدة العربية الجديدة، إلا أن ثمة جزءا لا يمكن أن تتنازل عنه، أو بالأحرى أن نتنازل نحن عنه: سيبقى الشعر فسحة خاصة لقول الداخل بكلّ ما يعتريه من آلام وأحزان، كأنه الفسحة الأخيرة للقول في مواجهة ما يعترضنا.
من هذا الحيّز الخاص، تأتي مجموعة الشاعر العراقي محمد مظلوم الأخيرة «كتاب فاطمة»، الصادرة حديثا عن «دار التكوين» في دمشق، وفيها يستعيد «باباً» من أبواب الشعر العربي، ألا وهو الرثاء.
رثاء يولد من ألم عميق وجارح: رحيل زوجة الشاعر بينما كانت تضع ولديها التوأمين، اللذين رحلا معها. وبهذا الرحيل، تنقصف حيوات كثيرة، يحاول الشاعر أن يرممها، عبر الشعر. يعرف أن ذلك كله قد يبدو بمثابة وهم كبير، لكن من يبقى معجونا بالكلمات، لا سبيل أمامه إلا أن يحاول بالكلمات أن يفتح طريقا آخر للاستمرار بالرغم من كل الآلام.
ربما هذه هي الضريبة: لا كتابة سوى من حيز الألم الذي يشــركنا فيه واحد من أفضل شعراء الجيل الثمانيني.