الكيانات السياسية في كركوك تتوزع على الائتلافات الكبرى

المقاله تحت باب  قضايا
في 
04/02/2010 06:00 AM
GMT



نقاش | ياسين طه |
بعد ان أُجرِيت أخر انتخابات برلمانية في مدينة كركوك في العام 2005، حُرِمت المدينة من المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات أوائل العام الماضي، وها هي تستعد الان للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة من جديد.

وتضم مدينة كركوك 27 ائتلافا يتنافس للحصول على 12 مقعدا من مقاعد مجلس النواب العراقي البالغة 325 مقعد. وفي حين يعد عدد من السياسيين كثرة القوائم المشاركة في الانتخابات دليلا ايجابيا على التحول الديمقراطي، يصفها البعض الأخر بالفوضى التي ستؤدي الى تشتت الأصوات.

وتحاول أكثرية الكيانات السياسية في محافظة كركوك، المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال الائتلاف مع الكتل السياسية الكبيرة في عموم البلاد، لان ذلك طريق للحصول على اكبر قدر من الأصوات، ومن ثم احتلال مقعد في البرلمان.

ويذكر انه في انتخابات 2005، شاركت اغلبية الاحزاب التركمانية معا، وحصلت على مقعد واحد فقط، اما اليوم فقد توزعت هذه الأحزاب على القوائم والكتل السياسية الكبيرة، اذ دخل الحزب التركماني الإسلامي مع ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي، و انضمت الجبهة التركمانية الى ائتلاف (عراقيون) والتحق حزبي توركمان ئيلي وحركة وفاء التركمانية الشيعية و فوزي أكرم بالكتلة الصدرية ضمن الائتلاف الوطني برئاسة (عمار الحكيم) و ائتلف حزب العدالة مع جبهة التوافق.

من جانبه اوضح الدكتور تورهان موفتي احد القياديين البارزين في الجبهة التركمانية، الى ان برامج الجبهة وشعاراتها ستكون "لصالح حقوق التركمانيين فحسب". مبينا انهم لن يسمحوا أبدا بأن تصبح مدينة كركوك "تابعة لأقليم كردستان".

وتعد مدينة كركوك اهم المدن المتنازع عليها، فالعرب والتركمان يطالبان بأن تتبع كركوك الحكومة المركزية، في حين يطالب الطرف الكردي بأن تصبح تابعة لأقليم كردستان. هذا ويذكر انه يعيش في هذه المدينة الغنية بالنفط (250 كم شمال بغداد)، قوميات عديدة تتضمن: الكرد، العرب، التركمان والمسيحيين. اما بالنسبة للاقضية الثلاث التابعة للمحافظة، اغلب السكان العرب يتركزون في قضاء الحويجة والنواحي الخمسة المحيطة بها. أما قضائي دبس وداقوق فتسكنها اغلبية كردية، فيما تضم ناحية تازة الواقعة جنوب المدينة الأغلبية التركمانية.

وحول انضمام الأحزاب السياسية التركمانية الى اكثر من قائمة أو ائتلاف، قال المرشح الرئيسي للجبهة التركمانية في كركوك و مسؤول فرعها أرشد صالحي "رغم وجودنا ضمن قوائم مختلفة ولكن جميعنا لن نتخلى عن حقوق التركمان أبداً".

واستبعد تحسين كهيه مسؤول مكتب السياسي للاتحاد الاسلامي ومرشح الحزب للبرلمان العراقي، ان يسبب تعدد القوائم التركمانية أثرا سلبيا، لأن هناك نوعا من التفاهم بين الاحزاب التركمانية، وهو سيستمر حتى بعد انتهاء الانتخابات.

ووفقا لإحصائيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فقد بلغ عدد سكان محافظة كركوك هذا العام قرابة مليون و343 ألف نسمة، وبلغ عدد المشاركين في الانتخابات 787 ألفا، لانتخاب 27 كيانا (تضم كيانا شخصيا واحدا). فيما كشف مسؤول مكتب كركوك للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرهاد طالباني، لـنقاش "ان المحافظة تحتوي على 299 مركزا، منها 184 في مركز المدينة و115 مركزا آخر في الأقضية و النواحي التابعة لمدينة كركوك".

أما بالنسبة للاحزاب الكردية المستعدة لخوض الانتخابات، فقد توزعت هي الاخرى على عدد من القوائم، ولكن فضلت الأغلبية البقاء ضمن قوائم كردية. وكان اكبر تلك القوائم هو التحالف الكردستاني برئاسة رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني (الاتحاد والديمقراطي)، فضلا عن عشرة أحزاب سياسية أخرى.

و فضلت حركة التغيير، المنافس الأكبر لحزب الطالباني، المشاركة بقائمة مستقلة بأسم (التغيير). كما شارك كل من الجماعة الإسلامية و الاتحاد الاسلامي في كردستان، وهما حزبان إسلاميان كرديان، بقوائم مستقلة ايضا.

كما ستشارك في الانتخابات قائمة (قلعة كركوك)، وهي قائمة ذات قيادة كردية تتكون من مجموعة شخصيات كردية وعربية وتركمانية ومسيحية، وترفع شعار "كركوك للكركوكيين" وتعترف بكركوك في حدودها الجغرافية سنة 1957، كما نص برنامجها على تلبية الامن وفرص العمل ومكافحة الفساد.

وقال المتحدث باسم قائمة القلعة شيرزاد فاتح "حسب استطلاع للرأي فإن أكثر من 90% من الناس في كركوك مستاؤون من إدارة المحافظة ويعتقدون أنها لم تكن بمستوى المسؤولية المناطة بها"، لذا طرحت قائمة القلعة نفسها كبديل في الانتخابات. في حين انسحب من الانتخابات رئيس قائمة الاصلاح والتجدد علي ساليي الذي ترأس قائمة فردية كردية، وقال خلال مؤتمر صحفي "إن انسحابي من الانتخابات جاء لمصلحة الشعب الكردي، لكي لا تتشتت الاصوات الكردية".

اما بالنسبة للاحزاب العربية، فقد انقسمت هي الاخرى على القوائم الكبيرة مثل دولة القانون للمالكي، و الائتلاف الوطني (عمار الحكيم) و القائمة العراقية (اياد علاوي) والتوافق (الحزب الاسلامي). فضلا عن قوائم اخرى مثل قائمة وحدة العراق و جبهة كركوك العراقية، و كتلة العرب الوطنية، واسماعيل الحديدي.

ويعتقد المتحدث باسم التجمع الجمهوري العراقي محمد خليل الجبوري والذي يشارك في الانتخابات ضمن القائمة العراقية برئاسة أياد علاوي، ان كثرة القوائم العربية "ستسبب تشتت الاصوات". وأعلن الجبوري اصراره على عراقية كركوك قائلا "نحن امام تحدٍ كبير يحاول أن يشتت أصواتنا، لتذهب سدى"، لذلك يجب علينا ان "نكشف عن تلك الاطراف التي تدعوا تمثيلها للعرب ولها اجندتها ومصادر تمويلها المعروفة".

فضلا عن الكرد والعرب والتركمان، فان للآشوريين قوائمهم المختلفة التي تستعد للمشاركة في الانتخابات في محافظة كركوك ايظا، حيث انهم يصفون كثرة القوائم المتنافسة بالامر الإيجابي. أدور أورها، من الحزب آلاشوري، ويشغل منصب نائب محافظ كركوك قال لـنقاش "أن كثرة القوائم أحدى ممارسات الديمقراطية لأن أي شخص يجد نفسه مناسبا يستطيع ترشيح نفسه"، واضاف أن كثرة القوائم "خير دليل على التنوع ومستوى التفاهم و تطور العقلية لدى المواطنين".