كتاب لفاطمة محسن : تمثلات النهضة في ثقافة العراق الحديث

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
20/01/2010 06:00 AM
GMT



صدر عن منشورات الجمل كتاب جديد للكاتبة العراقية فاطمة المحسن بعنوان «تمثلات النهضة في ثقافة العراق الحديث».
ومما جاء في المقدمة قول الكاتبة «إن هذا الكتاب هو قراءة في التحولات الثقافية التي شهدها العراق نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومحاولة للبحث في مقدمات ونشوء النهضة قبل وبعد هذا الوقت».
وتضيف: أما فكرة تأليفه ومواده فقد رافقتها منذ سنوات ليست قليلة، فلطالما كان البحث في أرشيفات الثقافة العراقية مغريا لمغتربة مثلي. ويوم وجدتني أكاد أكون منهمكة في مقارنات بين العراق وكل مكان أحل فيه، غدا الأدب والثقافة والتاريخ جزءا من هذا الاحلال والابدال. مهمة تشابه الوقوف أمام مرآة الزمن والبحث عن تلك التضاعيف التي تخفي الباب والمضي إلى طريق العودة.
والادب كما هيّئ إلي، هو التخفف من عبء المكان، فعندما تكتب تكون في كل الأماكن، بما فيه مكانك الضائع، فالكتابة هي الحيز الذي لا يطردك منه سوى الموت.
ولعل تلك الفترة المهمة في عمر العراق الثقافي، بقيت كتاباً مفتوحاً يحمل إمكانات مختلفة لمطالعته، إنها مشروع ظل في حالة تشكل، فالمدونات التي خلفتها تلك الفترة، تكونت من خبرات وتصورات ومقولات أفراد واجتهاداتهم، والنظر فيها لا يعني حكما قيمة، بقدر ما هو وجهات نظر تحاول أن تأتي بجيد.
وحاولت الكاتبة كما تشير ضمن هذا المسعى، الاقتراب من بنية هذا التشكل في مقولة النهضة، لا صيغتها النهائية، فهي مشروع يحمل من التنوع ما يؤهله جمع صيغ الأمنة التي تقاطعت عند تخومه: ماضيه وحاضره ومستقبله.
وتقول الكاتبة عن الثقافة فيما سمي «العراق الناهض» في مقدمة الكتاب إن الثقافة لا تعني الأدب والفكر فقط، بل هي التكوين المديني والقيم الجديدة والعمران، وقد تناول درسنا هذا الامر بشقيه: مفهوم التطور والارتقاء المبدئي، وصراع القيم القديمة للمكوث في الثقافة الحديثة، كان من أبرز ملامح الصراعات في نظام القيم، تلك المعركة التي خاضها المثقفون من أجل حرية المرأة، ولم تطل هذه المعركة العمق الثقافي العراقي الذي أبقى القول الادبي والفكري حكرا على الرجال، وأقصى المرأة عن الحيز الثقافي، حيث لم يشهد عصر النهضة إسهامه للنساء في اي ميدان أدبي او فكري، فكان لنا محاولة في البحث عن الأسباب التي حالت دون تحول أفكار النهضة الى فعل ثقافي معيش.
الكتاب جاء في 454 صفحة وتسعة فصول متضمنة مفاهيم النهضة والثقافة العراقية والمثقف العراقي والإصلاح الإسلامي وحركة الافكار، وأيضاً النهضة واقنعة الادب (زمن الشعر وثقافة القص)، والأدب الشعبي والتكوين الثقافي (التمدين وصراع القيم والثقافة المحجبة).
اما الفصل الأخير، فيكاد يكون قسما مستقلا في الكتاب، تناول رواد عصر النهضة العراقية، في متابعة لسيرتها من خلال نتائجهم وأفكارهم ومصائرهم الشخصية بدأ بمحمود شكري الألوسي وهبة الدين الشهرستاني مروراً بانستاس ماري الكرملي والرصافي وجميل صدقي الزهاوي ورفائيل بطي، وانتهاء بمحمود أحمد السيد.