شعر توفيق صايغ في دراسة أكاديمية عراقية

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
21/11/2009 06:00 AM
GMT



أكبّ الناقد العراقي عباس اليوسفي على قراءة شعر توفيق صايغ، طوال أعوام وكانت خلاصة هذه القراءة كتاب صدر حديثاً بعنوان «شعر توفيق صايغ: دراسة فنية» (دار الشؤون الثقافية - بغداد 2009).
وارتكز فيها الى أعماله الشعرية، مستعيناً على قراءتها في سياقها الإبداعي بثلاثة مراجع رئيسة، هي: ما كان الشاعر نفسه قد ترجم من الشعر الأجنبي، وما كتب من مقالات ودراسات نقدية ومنها مثلاً كتابه عن جبران خليل جبران ثم بعض الكتابات النقدية التي تناولت شعره، وأخصها ما كتبه جبرا ابراهيم جبرا، ليستخلص ثقافة الشاعر، وتنوع مصادر هذه الثقافة التي ساعدت الشاعر كثيراً على مفارقة «الأسلوب الشعري التقليدي» وتأسيس ما شكّل قناعة لديه من «أن الكتابة التقليدية لم تعد ذات جدوى في معالجة الواقع»، وقد رفض «الانسياق وراء المفاهيم الكلاسيكية».
وضع الباحث دراسته في ثلاثة فصول تناول في الأول منها عالم صايغ الشعري، ويعني به «رؤية الشاعر للعالم»، متابعاً ما يسميه «المهيمنات الموضوعية والفكرية». وتقصى في الفصل الثاني لغته الشعرية متناولاً معجمه الشعري والتركيب اللغوي لقصيدته لما وجد «لهما من أهمية بالغة في الشعر العربي الحديث»، كما يقول. وخص الفصل الثالث بالصورة الشعرية عند توفيق صايغ التي وجدها تأخذ منحيين في قصيدته، يتمثل الأول منهما في ما يدعوه بـ «الصورة الجزئية»، بينما يمثل الثاني «الصورة الكلية»، معتمداً في هذا التمييز على «الأنماط البنائية» لقصائد الشاعر التي يجدها تتعين في خمسة أنماط هي: البناء المونتاجي، البناء الدائري، البناء المتكرر والنامي، البناء الجدلي، والبناء الدرامي. وصولاً الى حكم نقدي مفاده: «إن قصيدة توفيق صايغ لا يمكن ادراكها والإمساك بصورتها الكلية إلا من خلال القصيدة كاملة...».
ويرى الباحث «أن شعرية النص لدى توفيق صايغ اتخذت حدين رئيسين خارج الإيقاع المألوف، هما: الحد التركيبي (اللغة واستخدامها)، والحد التخيلي (الصورة والرمز)..