المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
10/09/2009 06:00 AM GMT
ما بين عبق الحياة وروائح الموت تمضي نصوص «طعنة الضوء» للكاتب والفنان العراقي - الكردي كفاح الأمين معبّراً فيها عن أفكار ومشاعر وأحاسيس تجمع بين الالتزام والذاتية الوجدانية، والغنائية. فهو يخاطب صديقه الراحل قائلاً: «ثمة عمر أنقضى حينما تعرفتَ الى هذا العالم، وثمة ضوء سينقضي حينما نتعرف نحن الأحياء على هذا العالم»... لكن الكاتب يمضي، من خلال هذا، الى ماهو أقسى وأشد، حين يجد نفسه يقف مع الأحياء الآخرين «عراة أمام جدار الزمن، نحصي رائحة التاريخ المحترق». وإذا تكلم عن الأرض والأشجار والورود، وجد رعشة الخوف تتسلل الى كلماته، وتحيط بتعبيره، ونتلمسها في «شظايا الروح الناجية»، وهو يعرف، قبلنا، أن في خوفه «دقائق الافتراضات» و «ذرائع متوثبة» تطلقه «نحو أقفاص الحرية الحقة». انه الذي بقي «وحيداً قرب نيران الصمت يغزل من الساعات المتساقطة كالرماد رغبات بالتغيّر الأخير للعالم»، فإذا ما تطلع «بهدوء خاسر» في المكان وجد «الجدران تنفض عن نفسها ركام التاريخ والفواجع»، مع أن «المكان يتغيّر كالضيوف»، كما يرى. أما الأحلام، احلامه، فهي «قفص مغلق». وتتعلق عبارته العربية بموروثها الكردي، بما لهذا الموروث من حكايات واساطير، فيجد «الطيور خلف النوافذ تدرس لغه البشر». لكنه يتساءل وهو يواجه اللغة: «كيف أعثر عليها متماسكة في زحام الماء العكر المحتدم؟». ويخاطب الكلمات، هو الذي لم تولد بعد كل رغباته، كما يقول: «أيتها الكلمات /أنت الخيانة المرتقبة/ أنت الخيانه المرتقبة في الروح»، معلناً في النهاية «سقوط الدرع والمدينة».
|